أطلقت العنان لقلبي الصغير وأعطيته الحرية بأن يحب، وهو لا يزال صغيراً، يانعاً، رقيقاً، أعطيته الحرية قبل أن يكون العقل صديقاً له ورفيقاً، ولم يكن يعلم قلبي الصغير بما سيأتيه من وراء هذا الحب، أتدرون لماذا ؟ لأنه كان يعلم ان الحب سمة جميلة ولا يأتي من ورائه إلا كل شيء جميل مثل الفرح، والمرح وراحة البال، لم يكن يدرك انها مجرد كلمة تكتب ولا تنطق، لذلك أعطيته الحرية لكي يجرب بنفسه الحب الذي يريد فأصبح الحب بالنسبة لقلبي الصغير بمثابة الوردة التي كل يوم تذبل وتذبل ويصيبها الوهن والجفاف، وكنت دائماً بجانبه أراه يتألم ويصارع موجات الحياة وحيداً، وأنا مكتوفة اليدين لا أستطيع فعل أي شيء، أصبحت كالعاجز الذي لا يستطيع التحرك من مكانه، مرت الأيام بهذا القلب الصغير الذي تحمل أعباء الحياة مبكراً، ويتلقاها بكل قوة وصمود عجيب، وعندما سألته أيها القلب الكبير بحبك ورقتك ونقاوتك، ما رأيك بالحب ؟ أجاب قائلاً: الحب! ما هو إلا مجرد كذبة قديمة لا يصدقها إلا أصحاب القلوب الصافية والبريئة ولا يعرف الحب من لا يحمل هذه الصفات، فقاطعته قائلة: وهل أنا من هؤلاء؟ وهل أنا من الذين يصدقون الأكاذيب ويمشون تحت ظلها؟ أجابني بحدة: الحب الذي تحملينه يفوح صدقاً وإخلاصاً ولا يعيبه أي شيء ولكن هذا الحب لا يعجب البشر، لا يعجبهم لا يعجبهم·· ها هو قلبي الصغير، لا يمل ولا يكل فأكمل مشواره في البحث عن مصداقية الحب وكأنما يحاول إصلاح الكون! هو قلب صغير ووحيد يريد الحب لكل القلوب، يريد السعادة لكل قلبين افترقا بسبب تفاهات الدنيا، ومع ذلك لا يتذمر ولا يشكو، ولكن كان متأكداً ان الله مع أصحاب القلوب الطاهرة الصادقة·
سلمى ناصر