الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو الأسود الدؤلي.. مؤسس النحو

أبو الأسود الدؤلي.. مؤسس النحو
29 مايو 2019 00:01

القاهرة (الاتحاد)

النحو هو إعراب الكلام العربي، ويعتبر من أكثر العلوم أهمية في لغتنا العربية، تم وضعه بالأساس حتى يتم فهم القرآن الكريم بصورة صحيحة، فإن تشكيل الكلمات ومحلها من الإعراب يغير من المعنى الكثير، خصوصاً لأن اللغات الأخرى الأعجمية قد تسببت في إفساد اللغة إلى حد ما، لذا فإن علم النحو أتى بقواعده ليصحح تلك الأخطاء.
وأكثر العلماء ينسبون ظهور علم النحو في الإسلام، بسبب الحاجة الماسة إليه لضبط اللسان وصيانته من الخطأ ولتعليم الأعاجم نمط الكلام بالعربية، ويرجع أكثرهم مصدره وأساس تطويره إلى الإمام علي بن أبي طالب، ويقولون إن أبا الأسود الدؤلي أخذ هذا العلم عنه، ويقولون إن الإمام دفع إلى أبي الأسود رقعة مكتوباً فيها: الكلام كله اسم وفعل وحرف، ثم وضع الدؤلي أبواب العطف والنعت والتعجب والاستفهام، إلى أن وصل إلى إن وأخواتها، فكان أبو الأسود الدؤلي أول من وضع النحو في العربية.
هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني «16 ق. هـ/‏ 69 هـ»، طغت كنيته على اسمه فاشتهر بها، علماً بأنه لم يكن ذا بشرة سوداء، وليس له ولد اسمه أسود، وقد رضي لنفسه هذه الكنية، لأن اسمه «ظالم» ثقيل على السمع، مع أنه يتنافى مع مكانته الاجتماعية وكونه قاضياً يتصف بالعدل، فأبعد اسمه عن نفسه حتى لا يؤثر على المظلوم.
يعتبر المؤرخون أن الدؤلي من أبرز المتقدمين في العلم والمعرفة، وأكمل الرجال رأياً، يحب العلم والمعرفة‏، مفخرة من مفاخر الفصاحة العربية وبلاغتها، من ساداتِ التابعين وأعيانِهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدثيهم، ومن الدهاة حاضرِي الجواب، نحوي عالِم، وضع علم النحو في اللغة العربية وشكل أحرف المصحف، وِلد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وآمن به لكنه لم يره، فهو معدود في طبقات التابعين، وصحِب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي ولاه إمارة البصرة في خلافته، وشهد معه وقعة صفين والجمل ومحاربة الخوارج.
ويُلقب أبو الأسود الدؤلي بِملك النحو، فهو أول من ضبط القواعد، فوضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم، وكانت جهوده في تأسيس النحو الأساس الذي تكوَّن منه لاحقاً المذهب البصري في النحو، وقد وصفه الذهبي في كتابه «سير أعلام النبلاء» بقوله: كان معدوداً في الفقهاء والشعراء، والمحدثين والأشراف، والفرسان والأمراء، والدهاة والنحاة، وحاضري الجواب.
وقال أبو الطيب اللغوي: وضع أبو الأسود الدؤلي النحو بنفسه، عندما سمع اللحن في قراءة القرآن‏، وقال التبريزي: هو الأصل في بناء النحو، وعقد أصوله برأي من علي‏ بن أبي طالب، والعمل الجبار الثاني الذي قام ‏به ‏الدؤلي، هو تنقيط وتشكيل القرآن الكريم، وقال المازني: السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي الأسود، قالت له: ما أجْمَلُ السمَاءِ؟، فقال: نجُومُهَا، قالت: أنا لا أستفهِمُ يا أبتاه بل أتعجب، فقال: إذا أردتِ أن تتعجبي فافتحي فاكِ وقولي ما أجمَلَ السَمَاءَ، فأخبر بذلك علياً رضي الله عنه فأعطاه أصولاً بنى منها، وعمل بعده عليها.
كان أبو الأسود مشهوراً بالفصاحة، قال عن نفسه: إني لأجد للحن غمزاً كغمز اللحم، وقال محمد بن سلام الجمحي: أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف، وحرف الرفع والنصب والجر والجزم، فأخذ ذلك عنه يحيى بن يَعْمَر، وقال المبرد: أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©