إعداد - عدنان عضيمة:
أثبتت دراسات تتعلق بسلوك الحيوانات أن الغوريلا تستخدم الأدوات كل يوم لتسهيل أدائها للأعمال التي تساعدها على تأمين غذائها ومكان نومها وتنظيف أجسادها· وبالرغم من كثرة الدراسات السابقة التي أنجزت في هذا الصدد إلا أن العلماء لم يتمكنوا من إقامة الدليل على هذه الظاهرة إلا خلال الأيام الماضية عندما تم تصوير زوج من حيوان الغوريلا بكاميرا فيديو·
وتضم عائلة القرود الكثير من الأنواع التي شوهدت وهي تستخدم الأدوات في بيئتها المتوحشة بما فيها الشمبانزي والأورانجوتان، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تشاهد فيها الغوريلا وهي تستخدم أدوات بسيطة لحل مشاكلها·
وجاء في تقرير كتبه بيورن كاري ونشره موقع 'ساينسديلي' على الإنترنت أن هذا الاكتشاف يعد مدهشاً لأنه يفتح الآفاق الواسعة لدراسة المراحل التطورية لفصيلة 'الرئيسيات' كلها والتي ينتمي إليها الإنسان· وظهرت في الفيلم الذي تم تصويره مؤخراً أنثى غوريلا أطلق عليها العلماء اسم 'ليا' وهي تسبح في مياه بحيرة، وعندما وصلت إلى وسطها وأحست بأن المياه أكثر عمقاً من أن تسمح لها بالسير فوق القاع، عادت إلى الشاطىء وأحضرت عوداً طويلاً من الخشب استخدمته في تقدير العمق الحقيقي للمياه·
وفي فيلم آخر، ظهرت الغوريلا الأنثى 'إيفي' وهي تستخدم عود شجرة لتحريك الأعشاب حتى تعثر على ما تبحث عنه منها، كما قامت باستخدام العود ذاته كجسر عبرت من فوقه جدولاً مائياً عامراً بالطين· وكثيراً ما شوهدت بعض أنواع القرود وهي تمارس نشاطات وأعمال تنمّ عن الذكاء· ومن أمثلة ذلك أنها دأبت على استخدام عود رفيع تدخله في عش النمل ليخرج وقد علقت بعض نملات تقتات بها· ودلّت هذه الدراسة على أن استخدام القرود للأدوات يرمي بالدرجة الأولى لتسهيل عملية الحصول على الغذاء، كما يحدث عندما تستخدم حجراً لتكسير قشرة جوز الهند القاسية· ولهذا السبب فإن أهمية الاكتشاف الجديد تكمن في أن 'ليا' استخدمت عود الشجرة لسبب آخر لا يتعلق بالحصول على الطعام·
وسبق لعلماء السلوكات الحيوانية أن أنجزوا سلسلة من عمليات رصد وتصوير أنواع القرود في مناطق المستنقعات بجمهورية الكونغو وهي مجموعة من المحميات الطبيعية تنتشر ضمن الغابة المطرية الاستوائية·
ومن المنتظر أن تظهر تفاصيل هذه المشاهدات الجديدة في عدد شهر نوفمبر من مجلة 'المكتبة العلمية العامة' التي تصدر شهرياً في الولايات المتحدة·