الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

32 قرص مبيد حشري سبب وفاة الطفل الباكستاني

32 قرص مبيد حشري سبب وفاة الطفل الباكستاني
28 مايو 2019 04:30

أحمد مرسي (الشارقة)

كشف التقرير الطبي الصادر عن وفاة الطفل الباكستاني، خزيمة شفيع الله خان، 10 سنوات، في الشارقة أن سبب الوفاة يعود لاستنشاق مادة محظورة من المبيدات الحشرية في الشقة التي يقيم فيها مع ذويه عن طريق جهاز المكيف الهوائي، والمنبعث من شقة مجاورة، في منطقة النهدة، قام أصحابها برش المبيد بها وإغلاقها.
وأكد التقرير أن الطفل وصل للمستشفى متوفياً، بينما تم إسعاف والده ووالدته وغادروا المستشفى مساء أمس، في حين أدخلت أخته التوأم، كومال شفيع الله خان 10 سنوات للعناية المركزة في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بالشارقة، وتعتبر حالتها الصحية مستقرة حالياً وتتلقى العلاج وتحتاج لعدة أيام للبقاء في العناية ومتابعتها.
كشف تقرير لشرطة الشارقة أنه تم العثور على عدد 32 قرص مبيد حشري موزعة بداخل الشقة السكنية المجاورة للشقة التي تقطنها أسرة الطفل المتوفى، مما تسبب في حالة الوفاة والإصابات الأخرى الناتجة عن استنشاقه.
وقال المقدم سعيد الشامسي مدير فرع التحقيق بمركز شرطة البحيرة الشامل: تبين أن الشقة التي تجاور شقة الأسرة المصابة استخدمت مبيدات حشرية شديدة الخطورة، مؤكداً استقرار الحالة الصحية لأفراد الأسرة بعد زيارتهم بالمستشفى.
وأفاد العميد أحمد حاجي السركال رئيس المختبر الجنائي بشرطة الشارقة، بأن الفحوص المخبرية التي أجريت على بعض العينات التي تم جمعها من المادة المستخدمة، التي عثر عليها داخل الشقة، تبين أنها مادة (فوسفيد الألمنيوم) المحظورة والممنوع استخدامها في المناطق السكنية، والتي ينتج عنها (غاز الفوسفين)، الذي غالباً ما يتسرّب إلى الشقق المجاورة عبر فتحات التهوية، فيتسبب في حالات التسمم القاتلة.
وناشد السركال أفراد المجتمع بالتحوط عند استخدام المبيدات الحشرية بكافة أنواعها والتعامل مع الشركات المرخصة والمعتمدة من الجهات المختصة بالإمارة، حيث يمكن التعرف عليها من خلال موقع البلدية أو الاتصال بالخط الساخن (993) الخاص ببلدية الشارقة، منوهاً أنه عند الانتقال إلى موقع الحادث لوحظ وجود ملصقات صادرة عن البلدية تحذر من استخدام المبيدات غير المرخصة، والتي تمثل خطراً على صحة الأفراد، إلا أن العديد من قاطني الشقق لا يعيرون تلك التحذيرات أي أهمية، مما يتسبب في وقوع الحوادث المشابهة.
وأكدت الدكتورة صفية الخاجة مدير عام المستشفى، أن المستشفى استقبل الحالة يوم الجمعة الماضي، وأن الطفل وصل متوفياً، بينما كانت الطفلة في حالة إعياء شديدة وتعاني من حالة هبوط حادة وفشل في وظائف القلب والأعضاء الحيوية، وشعور بالقيء وصعوبة في التنفس.
وأضافت أنه تم عمل الإجراءات الطبية اللازمة للحالة، وإدخالها لغرفة العناية المركزة، حيث تعتبر حالتها الصحية حالياً مستقرة، إلا أنها تحتاج لعدة أيام قبل السماح لها بمغادرة المستشفى.
وقالت الخاجة إن الأعراض الأولية التي يتعرض لها الأشخاص من غثيان وقيء والهبوط الحاد، تعتبر متشابهة ويصعب تمييزها في البداية ما بين تسمم غذائي أو استنشاق مواد محظورة، وأنه يتم التعامل معها طبياً وفق إجراءات وفحوصات واهتمام كبير إلى أن يتأكد الفريق الطبي من زوال الخطر واستقرار الحالة.
ودعت الأسر والأهالي بعدم التراخي أو التأجيل في الوقت، حال شعورهم بأعراض موحدة ومتداخلة، واللجوء فوراً لأقرب طبيب لاتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة والتدخل السريع لما له من أهمية في فرص إنقاذ الحياة وتفادي الأضرار التي قد يتعرضون لها لاحقاً.
وأهابت الدكتورة صفية الخاجة بالأسر أيضاً بضرورة التأكد من نوعية المبيدات التي يتم استخدامها في منازلهم أو الحدائق الملحقة بها، للتخلص من الحشرات وكذلك الأشخاص الذين يقومون برشها، والتدقيق على إجازة السماح بها والبعد عن المحظور منها لما فيه من الصالح العام.
وبحسب الأهل، قامت القيادة العامة لشرطة الشارقة، بعد تلقي البلاغ بفتح باب الشقة المجاورة للأسرة المنكوبة، بعد استخراج التصاريح الرسمية، حيث تم العثور على كمية من المواد التي تركت بالشقة للتخلص من الحشرات، وأثبتت التقرير الأولي أنها مواد محظورة، ولا يسمح باستخدامها.
وقال كومال شافي خان، رب الأسرة، إنه كان جالسا في صالة منزلة مساء اليوم السابق للحادث يشاهد التلفاز حين تفاجأ برائحة خانقة تتسرب إلى داخل الشقة التي يسكن فيها مع أسرته من الشقة المجاورة التي يقيم فيها شخص عربي الجنسية، ثم سمع زوجته تنادي عليه لتخبره بأن طفليهما اللذين كانا متواجدين في غرفة نومهما يعانيان من إعياء وقيء شديدين وعليه قام بفتح جميع نوافذ الشقة.
وأضاف أنه توجه لمستشفى قريب وأخذ بعض الأدوية وعادوا للمنزل إلا أن حالتهم تدهورت بعد ذلك واشتد الإعياء، وعليه توجهوا على الفور جميعاً لمستشفيي القاسمي للكبار والقاسمي للأطفال، إلا أن ابنه قد فارق الحياة، وما زالت طفلته تتلقى العلاج وأن حالته وزوجته مستقرة.
وتتابع القيادة العامة لشرطة الشارقة الواقعة من خلال مركز الشرطة المختص، مع الأسرة التي استخدمت المبيدات المحظورة والأشخاص الذين قاموا برشها، وكذلك يقوم الفريق المعني بمساعدة الأسرة المنكوبة لاستخراج تصريح الدفن للطفل وتقديم الدعم لهم.
وكان قسم الطوارئ في مستشفى القاسمي للنساء والأطفال، قد استقبل الحالة يوم الجمعة الماضي حيث توفي طفل، وإصابة توأمه «طفلة»، 10 سنوات ووالدتهما، بعد تعرضهما لحالة إعياء شديدة دخلوا على إثرها المستشفى للعلاج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©