حوار ـ حسن القمحاوي ـ أيمن جمعة:
اعتبر البروفيسور جان بيار فافينك مدير مركز الإدارة والاقتصاد بالمعهد الفرنسي للبترول تزايد العوائد النفطية لدول الخليج فرصة ذهبية للقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية جوهرية تمنحها التنوع في مصادر الدخل القومي وتوفر لها الأمن الاقتصادي في الحاضر والمستقبل·
وقال ان تلك الدول لديها الإدراك الكامل لأهمية إنفاق الإيرادات النفطية بحكمة، وأفضل طريق هو ضخ جانب منها في استثمارات البنية التحتية من شق الطرق وإقامة المدارس والمستشفيات ومشاريع تستهدف توفير وظائف عمل للمواطنين، فضلا عن ادخار بعض الأموال لاستخدامها في حالة تراجع الأسعار·
وأعرب عن اعتقاده بأن سلوك دول الخليج في أزمة ارتفاع الأسعار يتسم بالمسؤولية الدولية مشيرا إلى أن التعاون بين المنتجين والمستهلكين يفتح الباب للاستغلال الأمثل للطاقة والمنافسة تقلص فرص الاستفادة منها ، وأكد أن دول مجلس التعاون مستعدة لعولمة تجارة الغاز وبامكانها تسويقه في كافة دول العالم، وأن الشرق الأوسط مرشح لأن يصبح مركزا لتنمية وصناعة الغاز على مستوى العالم، متوقعا أن تتضاعف تجارة الغاز ثلاث مرات بحلول عام 2015 ·
ولفت الانتباه إلى أن أزمة ارتفاع أسعار النفط تكمن في عدم تحسين الطاقة الإنتاجية لمصافي التكرير على مستوى العالم وليس في الطاقة الإنتاجية للحقول النفطية مطالبا الدول المستهلكة باتخاذ خطوات أكثر جدية نحو زيادة كفاءة استهلاك النفط ·· التفاصيل في الحوار التالي:
مصادر الطاقة البديلة مكلفة والنفط يظل الخيار الأفضل
الطلب الآسيوي ضخم ولن يؤثر على توازن قوى السوق
تعاون المنتجين والمستهلكين يؤدي إلى استغلال الأمثل
للطاقة·· والمنافسة تقلص الفرص المتاحة
تموج خريطة النفط الدولية بالعديد من التطورات والأحداث ساهمت في زيادة الفجوة بين العرض والطلب ·· كيف ترى هذه التطورات وما هي دلالاتها؟
؟؟ سوق النفط تشهد اليوم تطورات دراماتيكية في التوازن بين العرض والطلب العالميين بشكل لم يسبق أن شهده العالم من قبل، لعدة أسباب منها الطلب المتزايد في الصين والهند وهو ما أدى ليس فقط لارتفاع سعر الخام إلى مستويات قياسية بل وكل أسعار منتجات الطاقة بما في ذلك الغاز والفحم والكهرباء ومصادر الطاقة البديلة· ويشكل النفط 40 % من الاستهلاك العالمي للطاقة مقارنة مع 25 % للغاز الطبيعي، وتمتلك منطقة الشرق الأوسط 66 % من الاحتياطيات العالمية للنفط و40 % من احتياطيات الغاز الطبيعي·
ووسط هذه الصورة تتبوأ دول الخليج موقعا استراتيجيا، وتفيد الإحصائيات أن المنطقة تسهم بنسبة 30 % من إنتاج النفط و10 % من إنتاج الغاز، وتعلق وكالة الطاقة الدولية آمالا واسعة على منطقة الخليج لرفع إنتاجها من 24 مليون برميل إلى أكثر من 50 مليونا يوميا بحلول 2030 حتى تستطيع تلبية الطلب العالمي على الخام، فدول مجلس التعاون الخليجي الست تسيطر على 15 % من الاحتياطي العالمي وتقدم جانبا كبيرا من المعروض اليومي، ولذا فإنها تستطيع أن تلبي هذه المطالب، ويجب أن تلعب دورا رئيسيا لضمان استقرار الأسواق، وهذه الدول في حقيقة الأمر هي عصب سياسة النفط وثلاث دول خليجية (الإمارات والسعودية والكويت) تمثل القوة الرئيسية في منظمة أوبك·
؟ كيف تحقق دول الخليج أفضل استفادة ممكنة من إيراداتها النفطية المنتعشة؟
؟؟ السؤال جيد ومحوري·· والإجابة عليه يجب أن تكون استفادة دول الخليج سريعة وبدون تراخ، والاقتصاديون يعرفون أن من الصعب للغاية التحرك بشكل فعال لمواجهة وضع يتعرض فيه الاقتصاد لموجات متدفقة من السيولة في نفس الوقت، ولذا حرص صندوق النقد الدولي في تقريره السنوي الأخير على توصية دول الخليج بحسن إدارة إيراداتها·
وأعتقد أن راسمي السياسات يضعون في اعتبارهم ما حدث في عامي 1998 و1999 عندما تهاوت أسعار النفط إلى عشرة دولارات للبرميل الواحد، وهم يدركون جيدا ما يمكن أن يحدث عندما تكون هناك قفزة كبيرة في الإيرادات تعقبها فترة انهيار سعري، في هذه اللحظة كان الوضع صعبا للغاية واعتقد أن ذكرياته لا تزال ماثلة في الأذهان، ولذا هناك إدراك لأهمية إنفاق الإيرادات النفطية بحكمة، وأعتقد أن أفضل طريق هو ضخ جانب منها في استثمارات البنية التحتية بما في ذلك شق الطرق وإقامة المدارس والمستشفيات، ويتعين أيضا ضخ بعضها في مشاريع تستهدف توفير وظائف عمل للخليجيين، إضافة إلى ادخار بعض الأموال لاستخدامها في حالة تراجع الأسعار·
تدفقات ضخمة
؟ في ظل هذه التدفقات الضخمة في عوائد النفط كيف تضمن الدول الخليجية أمنها الاقتصادي؟
؟؟ أنا على يقين من أن النفط لن يستمر في العالم إلى ما لا نهاية، لكنه سيبقى في الخليج لأطول فترة ممكنة· وبشكل أكثر وضوحا فإننا لا يمكن أن نتوقع استمرار الإنتاج بنفس معدلاته الحالية إلى الأبد، وبالتالي لا يمكن أن تستمر الحياة على نمطها الحالي، لذا يجب أن تستعد الحكومات ليوم لا أقول يتوقف فيه إنتاج النفط بل يتقلص·· يجب أن نستعد وبشكل مدروس لمثل هذا اليوم· واهم خطوة في هذا المجال المضي قدما وبقوة في مجال تنويع الاقتصاد بحيث لا يكون متوقفا على النفط وإيراداته· وأود الإشارة هنا إلى أن تزايد العوائد النفطية يتيح للدول الخليجية فرصة ذهبية للقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية·
؟ ما تقييمكم للجهود الدولية التي تبذل لتوفير مصادر طاقة بديلة للنفط؟ وهل يمكن أن يخسر النفط مكانته؟
؟؟ النفط مصدر مهم وجيد للطاقة ولكن يجب استعماله بطريقة جيدة وذكية دون إهدار، العالم يحتاج كميات كبيرة من الطاقة، وجميع المؤشرات توحي باستمرار تزايد الطلب العالمي على الطاقة لإدارة عجلات الاقتصاد خاصة في ظل تسارع وتيرة النمو في الأسواق الناشئة، ويبقي دوما النفط الخيار الأفضل بين كل مصادر الطاقة مهما كانت الظروف، فهو الذي يحافظ على توازن السوق لأنه مصدر ملائم لكل الاستخدامات بداية من وقود الطائرات وصولا إلى تدفئة المنازل والسيارات·
صحيح أننا ربما نستطيع تموين السيارات بالغاز أو الفحم وغيرهما من مصادر الطاقة البديلة لكن ذلك سيكون بتكلفة مرتفعة جدا وتقنيات متقدمة للغاية مقارنة مع استخدام النفط، وصحيح أيضا أن بعض الدول مثل البرازيل وأيسلندا حققتا تقدما كبيرا في مجال البحث عن مصادر بديلة للنفط بما في ذلك الوقود الحيوي، وهناك أصوات متزايدة للتحرر من سيطرة النفط، لكنني لا أتوقع لها النجاح·
؟ إلى أي مدى يمكن أن يغير دخول الصين والهند بقوة في جانب الطلب على النفط من هيكل العرض والطلب على الطاقة؟
؟؟ رغم أن آسيا والمحيط الهادي من أسرع المناطق نموا في العالم سواء في معدلات التوسع الاقتصادي أو استهلاك الطاقة فان القارة تفتقر بصفة عامة لموارد الطاقة خاصة النفط والغاز، ولذا فهي تعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقة·· والصين أصبحت سوقا ضخمة جدا للطاقة مع تحولها إلى عملاق اقتصادي لدرجة أنها تحولت من دولة مصدرة للنفط في الثمانينيات إلى مستوردة له اليوم، ولتأمين احتياجاتها من الطاقة قامت بضخ استثمارات ضخمة في مجال الطاقة وبشكل خاص في قطاع نقل النفط والغاز ومرافىء الشحن لأنها تستورد كميات هائلة منهما كما تخصص اعتمادات كبيرة لتطوير مناجم الفحم· ولذا فإنها تعتمد بالفعل استثمارات هائلة في هذا المجال· أضف إلى ذلك أنها تحتاج بقوة للطاقة من أجل إدارة عجلة اقتصادها ولذا يمكن أن نتوقع منها أن تفعل أي شيء لتوفير احتياجاتها من الطاقة، وعلينا أن نضع في الاعتبار أن الاستثمارات الضخة في الطاقة ظاهرة دولية يمكن رصدها بوضوح في آسيا بوجه عام· لكنني لا أعتقد أن هذا التوجه سيؤثر على التوازن العالمي بين العرض والطلب·
؟ اتخذت العديد من دول العالم خطوات جادة نحو عولمة تجارة الغاز ·· فما تقييمكم لهذه الخطوات وما مدى تأثيرها على خريطة الطاقة الدولية؟
؟؟ هناك تزايد ضخم في الطلب العالمي على الغاز لأنه يوصف بأنه أنظف أنواع المواد الهيدروكربونية، فهو لا يسبب التلوث البيئي الناجم عن اشتعال النفط والفحم على سبيل المثال، ويتوفر بكميات ضخمة ويمكن استخدامه بكفاءة·
قبل عدة أعوام كانت تكلفة الإنتاج مرتفعة جدا ولم تكن الدول المنتجة تجد سوقا لتصريف إنتاجها وكانت تشكو من أن الطلب يقتصر على دول قليلة في مقدمتها أميركا، وتغيرت الصورة تماما اليوم مع تطلع كل الدول إلى الغاز ولم يعد الأمر قاصرا على الغرب وحده، ومن ثم تسارعت وتيرة تطوير التقينات مما أدى في النهاية إلى تقلص نفقات الاستكشاف والاستخراج، إضافة إلى انفتاح أسواق كبيرة لتصريف الإنتاج بكميات ضخمة·· واليوم هناك طلب قوي من آسيا وخاصة الصين واليابان والهند على الغاز وهو ما لم يكن متاحا من قبل· فيمكن حاليا استكشاف وإنتاج غاز في الخليج وتصديره إلى أميركا الشمالية أو أوروبا أو آسيا·
؟ هل ترى أن العالم يتجه الآن على عولمة تجارة الغاز على غرار عولمة النفط؟
؟؟من المتوقع أن تتضاعف تجارة الغاز ثلاث مرات بحلول عام ،2015 وهناك أحاديث عن عولمة الغاز، يدعمها اكتشاف احتياطيات ضخمة مثبتة وتشجيع جماعات البيئة له على أساس أنه مصدر لا يسبب تلوث البيئة، إضافة إلى أن التقينات الحديثة تزيد كفاءة إنتاجه وهو ما ساهم في حدوث تطور سريع في سوق الغاز الطبيعي وانتقاله من النطاق الإقليمي إلى التجارة العالمية· وهنا في الإمارات على سبيل المثال كان إنتاج الغاز يستهدف أساسا اليابان، أما اليوم فبإمكانك التسويق في كل مكان· وأعتقد أن تحويل الغاز إلى سلعة دولية سيثبت ربحيته على المدى البعيد·
؟ كيف ترى استعداد دول الخليج لهذه العولمة؟
؟؟ نعم منطقة الخليج مستعدة لمثل هذا التحدي وبوسعها أن تلعب دورا مهما في عولمة الغاز، وبصفة عامة فان الشرق الأوسط يبدو مرشحا بشكل مثالي ليكون مركزا لتطوير وتنمية صناعة الغاز· وإذا كانت السعودية تقصر إنتاجها من الغاز حاليا على الاستهلاك المحلي فان هناك مشروعات ضخمة تستهدف التصدير كما يحدث في قطر (مثل مشروع دولفين) وإيران اللتين تمتلكان احتياطيات هائلة هي الأكبر في المنطقة كلها· ومثل هذه التحركات جيدة جدا من أجل تنويع مصادر الاقتصاد·
وتكشف التوقعات وجود فرصة مهمة لتلبية الطلب الطويل الأجل على الغاز، وهناك تقديرات بأنه بحلول عام 2015 ستبرز الحاجة إلى كميات ضخمة من الغاز، والتحدي الأساسي هو مساعدة هذه الصناعة على تحقيق أعلى معدلات النمو لتستطيع مواجهة التحديات التي تفرضها مصادر الطاقة النووية والفحم الحجري والمصادر المتجددة·
؟ هل تتوقع أن يختفي الاعتماد على النفط لصالح الوقود الحيوي؟
؟؟ فعلا من المهم إحلال الوقود الحيوي محل الوقود الاحفوري (النفط والفحم) لكن هذا الوقود لا يمكن أن يسد طلب السيارات بأكثر من 10 % على أقصى تقدير، وهذه نسبة ضئيلة للغاية· وبمعنى آخر فإن استخدام الوقود الحيوي يمكن أن يفلح في تخفيف الضغط على النفط ومشتقاته لكنه لا يمكن أبدا أن يحل محله·· فهذا مستحيل· وتلعب جماعات البيئة دورا في الضغوط التي يتعرض لها الوقود الاحفوري مما جعل الطلب يتزايد على الوقود النظيف· وهناك تطورات في مجال الوقود الحيوي في أيسلندا والبرازيل، لكن التقدم لم يشمل كل دول العالم· ولذا فانا أناشد العالم بترشيد استخدام النفط لتلبية الطلب المتزايد·
؟عودة إلى قطاع النفط حيث لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع الأصوات المطالبة بضرورة التنسيق والتعاون بشكل أوثق بين المستهلكين والمنتجين في سوق النفط للخروج من الأزمة الحالية وتفادي الطفرات المقبلة ·· فما رأيك؟
؟؟ بالطبع من المهم تعزيز هذا التعاون لاحتواء ما قد تشهده السوق من اضطرابات، كما أن المنافسة القوية بشكل زائد عن الحد ليست في صالح أي طرف، وهناك نقطتان في هذا السياق·· الأولى تتعلق بطلب متنام على النفط ومن ثم فنحن نحتاج لإنتاج أكبر قدر ممكن من النفط في الفترة المقبلة وهذا في رأيي يتطلب قدرا كبيرا من التعاون لا المنافسة والصراع·
الثانية·· التعاون يفتح الباب أمام الاستغلال الأمثل للطاقة دون استنزافها والاكتفاء بتبادل اللوم· كما أن المنافسة الحامية تقلص احتمالات استغلال الفرص المتاحة·
؟من وجهة نظرك أين تكمن مشكلة ارتفاع الأسعار الحالية في الإنتاج أم مصافي التكرير؟
؟؟ الغرب دوما يشكو من قلة المعروض في حين تشير الدول المنتجة إلى أن المشكلة تكمن في ضعف مصافي التكرير، وفي الواقع فان الأزمة لها شقان الأول طاقة الإنتاج والثاني طاقة المصافي· ولا ينكر أحد أن العوامل الأساسية للسوق مستقرة ومن ثم فان المشكلة الحالية تبدو بالنسبة لي غير مرتبطة بشكل أساسي بالإنتاج بل بتحسين الطاقة الإنتاجية لمصافي التكرير·
وتتبلور الصورة بشكل خاص في مصافي الولايات المتحدة حيث توقف بعضها بسبب إعصار كاترينا وتوقف معها إنتاج البنزين أو تقلص مما أوجد مشكلة في المعروض جعلت الحكومات تبحث عن البنزين في أي مكان· ومؤشرات السوق تؤكد أن أسعار البنزين ترتفع بشكل دراماتيكي، ولذا فانا أعتقد انه يتعين علينا أن نستثمر أموالا كبيرة لزيادة الطاقة الإنتاجية للمصافي·
تهدئة الاسواق
؟ برأيك ·· كيف تستطيع الدول المنتجة والمستهلكة التعاون لتهدئة الأسواق؟
؟؟ـ يحاول المنتجون وفي مقدمتهم دول الخليج وبالطبع أوبك بذل قصارى جهدهم لتهدئة الأسواق وهم يستعدون لضخ استثمارات لتحسين البنية الأساسية لقطاع الطاقة ورفع الطاقة الإنتاجية وزيادة المعروض الدولي، ولذا فاعتقد أنهم يلعبون دورا مهما يتسم بحس المسؤولية على الساحة الدولية· وعلى الجانب الآخر على الدول المستهلكة زيادة كفاءة استعمال النفط لأنها لا تستطيع تحمل الأسعار المرتفعة لفترة طويلة، ويجب عليها أيضا تعديل الطريقة التي تتعامل بها مع مصادر الطاقة وهو أمر صعب بلا شك، وأكرر أنه يجب التعامل مع النفط بحذر وعناية شديدين لأنه مهما كان المعروض في السوق فانه لن يكون كافيا لتلبية الطلب ولذا يجب إدخال تعديلات على الطلب وتكييفه مع مستويات المعروض حاليا·
؟البعض يطالب الدول الخليجية بزيادة الاستثمارات في إنتاج وتكرير النفط ·· فهل تتفق مع هذا الطلب أم ترى أنها كافية؟
؟؟ اعتقد أنها كافية، وتسير بوتيرة معتدلة، وهناك دول مثل السعودية تمنع الشركات الأجنبية من دخول قطاع الإنتاج في مجال النفط· وبالنسبة للسعودية تحديدا فأنا أعتقد أنها تمتلك المال الكافي والقدرات والتقنية المتقدمة بحيث تستطيع بمفردها إدارة قطاعها النفطي بمفردها، ومن ثم فلست حريصا على مطالبتها بفتح الباب أمام الشركات الأجنبية·