الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خلدون المبارك: نجاحات السيتي تشعل غيرة وحسد المنافسين

خلدون المبارك: نجاحات السيتي تشعل غيرة وحسد المنافسين
28 مايو 2019 00:02

محمد حامد (دبي)

تحدث معالي خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي بطل الثلاثية التاريخية، في إطلالته السنوية التي يترقبها الملايين من عشاق الكرة العالمية بلهجة مختلفة، مقارنة بجميع حواراته السابقة، فقد استشعر المبارك الذي دافع بقوة عن كيان السيتي بطريقة احترافية ومنطقية تعتمد على الأدلة والبراهين الدامغة، أن هناك حملة ترتكز على مشاعر الحسد والغيرة هدفها التقليل من قيمة النجاحات التي يحققها المان سيتي، وآخرها الفوز بالثلاثية الإنجليزية التاريخية التي لم يسبقه إليها فريق آخر، وحصوله على 12 بطولة منذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي، على رأسها رباعية البريميرليج أعوام 2012 و2014 و2018 و2019، وترتكز نجاحات السيتي في الأساس على العمل الإداري الاحترافي، والاستثمارات الذكية، في الوقت الذي يحاول البعض ربط جميع النجاحات بالإنفاق المالي فحسب.
المبارك أكد بلغته القوية والواثقة، والهادئة في الوقت ذاته أن نجاحات مان سيتي في الفترات الأخيرة، وخاصة في آخر موسمين بحصوله على 6 بطولات في غضون 24 شهراً، أشعل الغيرة والحسد في نفوس المنافسين، وهذا جزء من لعبة كرة القدم، فقد بدأ الحديث عن الإنفاق المالي للسيتي بطريقة تخلو من المنطق ولا تستند إلى الحقائق، وتابع المبارك: «السيتي ليس لديه أغلى حارس في البريميرليج، ولم يتعاقد مع المدافع أو لاعب الوسط أو المهاجم الأغلى في البطولة الإنجليزية، كما أن اسم مان سيتي ليس موجوداً ضمن أغلى 10 صفقات في تاريخ كرة القدم، لا يوجد لاعب واحد في هذه القائمة قام السيتي بجلبه إلى صفوفه».
وحينما تحدث المبارك عن أغلى اللاعبين في مختلف المراكز في البريميرليج، فقد كان يتحدث عن حقائق لا مجال للجدل حولها، فقد حصل تشيلسي على خدمات كيبا وهو الحارس الأغلى في البطولة الإنجليزية، أما المدافع صاحب الصفقة القياسية، فهو فان دايك لاعب ليفربول، كما أن بوجبا لاعب اليونايتد هو أغلى لاعب وسط في البريميرليج، ومعه رفيق دربه في اليونايتد روميلو لوكاكو صاحب أغلى صفقة للاعب مهاجم في دوري الإنجليز.


وتابع رئيس مجلس إدارة مان سيتي: «حينما تحقق كل هذه النجاحات، يصبح هناك مشاعر من الغيرة والحسد لدى المنافسين، هذا جزء من لعبة كرة القدم، وقد تعرضت جميع الكيانات الكروية الكبيرة في مراحل تألقها وتحقيقها نجاحات لافتة إلى مثل هذه المشاعر، أؤكد للجميع أن مانشستر سيتي كيان كروي احترافي تتم إدارته بطريقة نموذجية، ولدينا استثمار ذكي، وأهداف يتم تحقيقها سواء على المستويات كافة، سواء إدارياً، أو استثمارياً وتسويقياً، وكذلك على المستوى الكروي، إنها منظومة نجاح متكاملة».
ولم يتردد المبارك في الرد بقوة على تصريحات سابقة لخافير تيباس رئيس رابطة الليجا، الذي اتهم السيتي بالإنفاق خارج دائرة قوانين اللعب المالي النظيف، بل إنه يطالب بإبعاد البلو مون عن المشاركة في دوري الأبطال، وفي رده على ذلك قال رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي: «أعتقد أن هناك خطأ عميقاً في الحديث عن السيتي من زاوية تتعلق بالعرقية أو الجنسية، هذا هو القبح بعينه، طريقته في توجيه الانتقادات من هذه الزاوية أراها مزعجة، وتثير القلق العميق لكي أكون أميناً في تحليلي لهذا الأمر، إنه يتحدث عن أن السيتي يقوم بتدمير سوق الانتقالات، أرى أن ذلك يحمل قدراً كبيراً من النفاق، عليه أن يعود إلى التاريخ ليقول لنا من الذي تعاقد مع فيجو وزيدان بأرقام قياسية؟ إنها أندية الليجا التي رفعت السقف منذ فترات بعيدة».
واستمر المبارك في الرد بقوة على تيباس مضيفاً: «على تيباس أن يعود إلى تاريخ الليجا، ليس لدينا وقت للرد على تلميحات أو تنظير لا معنى له، أريد الحديث فقط عن الحقائق، عليه أن ينظر جيداً إلى الليجا، فهو دوري لا يشهد منافسة إلا بين فريقين، في حين نحن هنا في إنجلترا لدينا الدوري الأقوى في العالم، سواء من الناحية الإعلامية أو الجماهيرية، وكذلك المالية والتسويقية، هناك 4 أندية من البريميرليج تخوض نهائي دوري الأبطال، ونهائي يوروبا ليج، يجب على هؤلاء الذين يسكنون في بيوت من زجاج ألا يقذفوا الآخرين بالحجارة».

كنت شاهداً على تفاصيل الموسم الاستثنائي
يظل حديث معالي خلدون المبارك، رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي، عن تفاصيل موسم الفريق، والنجاحات التي حققها، والعثرات التي واجهها هو الهدف الأساسي والدافع الأقوى لحرص معاليه على الظهور في هذه الإطلالة السنوية، إلا أن الحرب التي يتعرض لها السيتي بعد تحقيق نجاحات لم يسبقه إليها كيان كروي آخر، وخاصة عقب فوزه بالثلاثية الإنجليزية التاريخية، جعله يخصص جانباً كبيراً للدفاع عن النادي، والرد على التجاوزات، والانتقادات التي لا هدف لها سوى التقليل من حجم النجاحات.
وعن موسم السيتي قال المبارك: «لقد كنت قريباً من الفريق طوال الموسم، وشهدت بنفسي تفاصيل هذا الموسم الاستثنائي، نعم لقد كنا نخوض المنافسة بكل قوة في 4 بطولات، نجحنا في تحقيق الفوز بالثلاثية التاريخية، وعلى صعيد المنافسة الملتهبة بالدوري على وجه التحديد قدمنا موسماً لا يمكن نسيانه، فقد كان المنافس المباشر لنا في أفضل حالاته طوال الموسم، وظل متمسكاً بالأمل حتى الدقيقة الأخيرة، مما دفعنا للتعامل مع كل مباراة باعتبارها نهائياً لا مفر من الفوز به».


وتابع معالي رئيس مجلس إدارة سيتي: «أعترف أنني لم أكن أتخيل أن السيتي سوف يحقق الفوز في 14 مباراة متتالية ليحسم المنافسة على لقب الدوري الأصعب والأكثر إثارة وتنافسية، هذا الفريق بما يقدمه في الوقت الراهن جعلني أعود بالذاكرة إلى حوار دار بيني وبين يايا توريه منذ أكثر من 10 سنوات، وتحديداً حينما وقعنا معه لينتقل من البارسا للسيتي، لقد أخبرني أن الجميع في برشلونة يحاربون من أجل هدف واحد في كل مباراة وهو حتمية تحقيق الفوز، ومثل هذه العقلية لم تكون موجودة بالطبع في مان سيتي في هذا الوقت، لقد كنا في بداية مشوار حصد البطولات، والآن وبعد مرور كل هذه السنوات، وتحديداً حينما رأيت ما فعله السيتي في بطولة الدوري الموسم المنتهي أيقنت بما لا يدع مجالاً للشك أن مانشستر سيتي يملك عقلية البحث عن الفوز في كل مباراة، وأمام أي منافس».
وبعيداً عن الجوانب الإدارية وهي مجال عمله الأساسي في مان سيتي، يتمسك المبارك برؤيته الكروية في بعض القضايا التي تثير الجدل جماهيرياً وإعلامياً، ويدافع بقوة عن حق الفريق المتوج بلقب البريميرليج في الشعور بالرضا بل الفخر بهذا الإنجاز، مضيفاً: «بطولة الدوري أقرب ما تكون للماراثون الطويل الشاق الذي لا يفوز به إلا من يستحقه بجدارة، وهذا ما فعلنا في هذا الموسم، وفي الموسم الماضي، هذا التتويج بهذا اللقب لا يحظى به سوى الكيان الكروي صاحب المستويات الثابتة والشخصية القوية، في حين لا تنطبق هذه المفاهيم على بطولات الكؤوس التي تحتاج إلى شيء من التوفيق، والقدرة على مواجهة أي مفاجأة في جميع المباريات».
وتابع المبارك حديثه عن طموح السيتي في دوري الأبطال، قائلاً: كما قلت يظل لمنافسات بطولات الكؤوس طبيعتها الخاصة، والدليل على ذلك ما حدث لنا الموسم في الموسم المنتهي، فقد كنا الطرف الأفضل في مواجهة توتنهام في دوري الأبطال، ولكننا على الرغم من ذلك لم نكمل مشوار البطولة، على أي حال سوف نعود للمحاولة من جديد، وسوف نستمر في ذلك حتى نحقق لقب دوري أبطال أوروبا».
ولم يكن ممكناً ألا يتحدث المبارك عن مايسترو إنجازات السيتي، والرجل الذي يقف خلف هذا الفريق صاحب الأداء الكروي الجذاب، وهو بيب جوارديولا، فقد أشاد به المبارك قائلاً: «بما أنني أحرص على أن أكون قريباً من الفريق بصفة دائمة، يمكنني القول إن بيب أصبح مثل الآلة الكاسحة، التي لا تعرف سوى التفوق على الجميع، لقد عاش ضغوطاً هائلة، سواء في الليجا أو البوندسليجا، وكذلك في البريميرليج، ولكنه اكتسح هذه الدوريات بكل جرأة وجاذبية، ومن خلال اقترابي منه فإنه يفعل ذلك بطريقة آلية».

ثقتي بلا حدود في قوة موقفنا أمام الاتحاد الأوروبي
في أحد أهم محاور المقابلة السنوية لمعالي خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي، تحدث عن التقارير الأخيرة، التي أشارت إلى استمرار تحقيقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» مع مان سيتي، فيما يتعلق باللعب المالي النظيف، وهو القانون الذي فرضه الأوروبيون من أجل التأكد من أن نفقات الأندية مصدرها الأساسي هو دخل هذا النادي، وعن هذا الملف قال المبارك: أثق في قوة موقف مان سيتي، ولا يوجد لديه أي شكوك في أن هذه التحقيقات سوف تكون في مصلحة الستيي، خاصة إذا اعتمدت على الحقائق والأدلة، فقد قامت إدارة النادي بالرد بطريقة محترفه على الجهات التي اتهمت السيتي بعدم مراعاة هذا القانون.


وتابع المبارك: لا نشعر بالقلق فيما يتعلق بتحقيقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لدينا احترام كامل للهيئات الرياضية سواء محلية أو قارية، إنهم يقومون بعملهم ونحن نتعاون معهم بكل وضوح، لدينا إجابات لجميع التساؤلات، لقد تجاوبنا مع هذه التحقيقات بطريقة احترافية، وقمنا بتوضيح جميع الحقائق، إنها ليست المرة الأولى التي نتعامل خلالها مع الاتحاد الأوروبي «يويفا».
وأبدى معالي رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي استعداده للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، لتقديم الأدلة الدامغة على صحة موقف النادي، بل إنه أشار إلى ما هو أبعد من ذلك بقوله إن النادي سوف يكون له موقف قوي في حال لم تعتمد التحقيقات بصورة كاملة على الأدلة والحقائق، وتابع: «تحقيقات الاتحاد الأوروبي لن تضر مان سيتي، أثق في أننا سوف ننتصر في هذا الملف، خاصة إذا اعتمد يويفا على الأدلة والحقائق، وإذا لم يحدث ذلك فسوف يكون لنا طريقتنا المختلفة في الحوار مع الاتحاد القاري».

كومباني والقمر السماوي.. القصص الجميلة لا تنتهي
لا يوجد في صفوف مان سيتي في الوقت الراهن، لاعب يجسد تفاصيل رحلة التحول من كيان كروي صغير إلى فريق عملاق في العهد الظبياني أكثر من القائد والمقاتل فينسنت كومباني، الذي قرر الرحيل عن البلو مون بعد 11 موسماً حصد خلالها 12 بطولة مع النادي، وهو اللاعب الأقدم في تشكيلة الفريق المتوج بالثلاثية التاريخية للموسم الحالي، وتقديراً لكومباني، قال معالي خلدون المبارك، إن علاقة كومباني بالنادي وجماهيره ستظل أبدية، فقد صنع تاريخاً أسطورياً مع السيتي.
وأضاف المبارك: «بالطبع لا أقول لكومباني وداعاً، هو جزء من أسرة مان سيتي، وسوف يظل كذلك، مثل هذه القصص الرائعة لا تنتهي أبداً، لدي يقين بأنه سوف يعود لمان سيتي في مرحلة ما في المستقبل، لقد اتخذ قراراً بالعودة إلى فريق أندرلخت في الوقت الراهن، وهي خطوة مهمة في حياته خاصة أنه سوف يجمع بين دور اللاعب والمدرب».


وعن تلقيه خبر رحيل كومباني قال المبارك: «لقد أخبرته أنني أقف خلفه وأسانده 100% في أي قرار يتخذه، وما يثير إعجابي بشخصية هذا اللاعب الكبير أنه قرر الرحيل وهو في قمة العطاء والتأثير، فهو أحد أهم نجوم السيتي خلال الموسم، وهو القائد التاريخي للنادي، بالطبع نحن جميعاً سوف نفتقد كومباني، وسوف نودعه بالطريقة التي تليق به وبتاريخه في النادي، نحن جميعاً نحترم عطاء كومباني للسيتي، وسوف تظل قصته مع النادي ملهمة، ومثل هذه القصص الجميلة لا تنتهي أبداً».

فلسفتنا تقوم على صنع نجومية المواهب الواعدة
يتمسك معالي خلدون المبارك، بالفلسفة الخاصة التي يسير عليها النادي في السنوات الأخيرة فيما يخص التعاقدات، وإبرام الصفقات، وتعزيز صفوف الفريق بما يحتاجه من اللاعبين، حيث يؤكد أن هذا الأمر يقوم في الأساس على جلب المواهب الشابة الواعدة، وتطويرها كروياً وتكتيكياً لترتفع قيمتهم على المستويات كافة فيما بعد، وذلك بدلاً من التعاقد مع لاعبين كبار يكلفون خزائن النادي مبالغ طائلة.
رداً على سؤال حول الصفقات المقبلة التي سوف يعزز بها السيتي صفوفه، أشار المبارك إلى أن ساني، وسترلينج، وجيسوس، وبيرناردو سيلفا، ولابورت وفودين وغيرهم من اللاعبين يجسدون فلسفة النادي في التعاقدات، وإبرام الصفقات، وهو جلب المواهب الشابة والاستثمار فيها كروياً من أجل المستقبل، وأضاف المبارك: «ساني، وسترلينج، وجيسوس، وبيرناردو سيلفا، ولابورت يقدمون مستويات رائعة، ويساعدون الفريق في الفوز بالبطولات، وعلى الرغم من ذلك لا زال أمامهم هامش جيد لمزيد من التطور».


وعن الصفقات المتوقعة قال المبارك: «هذه الأمور تخضع لدراسة دقيقة، والأمر يتعلق بحاجة الفريق لتدعيم صفوفه أم لا، نحن نراقب من نسعى للتعاقد معهم مبكراً، وندرس تفاصيل موسم الفريق ومدى حاجته لصفقات جديدة، ونقوم بالترتيب لكل شيء بطريقة احترافية، حيث لا مجال للمصادفات، يمكنني القول إن المواهب الكروية التي يضمها النادي تستحق أعلى درجات التقدير، وعلى الرغم من أنهم في مستهل مشوارهم الكروي، فإنهم بلغوا درجة كبيرة من النضح المبكر، ويعلم الجميع أن قيمة هؤلاء النجوم ترتفع بصورة لافتة».
يذكر أن مان سيتي يضم في قائمته حالياً 10 نجوم ارتفعت قيمتهم السوقية من 365 مليون يورو في وقت التعاقد معهم إلى 825 مليون في الوقت الراهن، بفضل تألقهم مع الفريق ونجاحهم في الفوز بالبطولات، وتطور الأداء بفضل بصمة النادي الذي أصبح مثار إعجاب وحديث العالم، فقد أصبح السيتي يصنع النجوم، وكذلك حدث هذا التطور ببصمة المدرب الإسباني بيب جوارديولا، فغالبية هؤلاء النجوم تعاقد معهم بيب قبل أن يبدأ مهام عمله، وبعد أن تسلم مقاليد الإدارة الفنية للفريق، كما نجح في تطوير من كان موجوداً قبل قدومه في صفوف السيتي، ليبرهن على أنه ليس يجيد تطوير الجميع حتى هؤلاء الذين لم يتعاقد معهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©