دبي - منى بوسمرة:
لا تمر مناسبة على الدولة ودبي تحديداً سواء في المهرجانات أو الأعياد الرسمية ومن بينها شهر رمضان، دون أن تنطلق الألعاب النارية لتتلألأ في سماء دبي بأشكال وألوان تشد وتجذب الجماهير مدخلة البهجة والسرور إلى قلوب المشاهدين· وما لا يعرفه الكثيرون، خلال إطلاق الألعاب النارية أن هناك فرقا متخصصة تعمل لحماية عمليات النقل والتخزين وتجهيز موقع الاطلاق، وتقف سيارات الإطفاء لمواجهة أي خطأ أو خلل قد يحدث ويهدد الأرواح والممتلكات· ولكن عندما يتحول العبث العشوائي إلى كارثة تهدد الأرواح والممتلكات وخاصة من قبل بعض العابثين أو صغار السن فلابد من وقفة ومراجعة ومراقبة مشددة للمحلات التجارية وللباعة المتجولين وهم الطامة الكبرى باعتبارهم ينتشرون في عدة جهات ولا يكونون تحت السيطرة·
ولتوعية أفراد المجتمع وخاصة طلبة المدارس أطلقت بلدية دبي بالتعاون مع الدفاع المدني حملة تحت شعار 'قد يتحول اللهو إلى كارثة فلنعمل معاً لنعش في أمان' وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في بلدية دبي بحضور المهندس سلطان عيسى السويدي رئيس شعبة السلامة وعيسى أحمد درويش رئيس مركز أم سقيم وهدى عبدالرحمن ضابط جودة الخدمات، قال سلطان السويدي: يعمد بعض العابثين أو صغار السن إلى اللهو باطلاق الاسهم النارية والمفرقعات باتجاه بعضهم البعض أو باتجاه الشقق السكنية والمباني قيد الانشاء، وحتى السيارات الأمر الذي يتسبب في تهديد الارواح والممتلكات، مؤكداً على أن المفرقعات مواد متفجرة، وصحيح انها بكميات قليلة ولكنها يمكن ان تتسبب في الايذاء·
وأوضح أن البلدية في كل عام تقوم بحملة وتشدد الرقابة على المحلات سواء المرخص لها وغير المرخص، باعتبارها مواد خطرة ويجب منعها، مشيراً إلى انه من خلال التفتيش اكتشفنا ان المفرقعات تظهر في مناسبات معينة مثل الاعياد وشهر رمضان ومصدرها البقالات والباعة المتجولون، موضحاً ان البقالات تم السيطرة عليها ولكن الاشكالية هم الباعة المتجولون فضلاً عن ظهور مصدر جديد وهو (البيع من المنزل) وخاصة البيوت المؤجرة وللقضاء عليها تمت الاستعانة بالشرطة وبعضهم تم اخذ تعهد عليهم لعدم تكرار عملية البيع·
وقال نعاني بشدة من الباعة المتجولين وهو موضوع كبير وبحاجة لمشاطرة ومساعدة جميع الاسر والمدارس، أي كافة أفراد المجتمع· وقال بالتعاون مع موانئ دبي يتم منع دخول انواع المفرقعات وفي حالة دخولها يتم اتلافها أو تعاد لمصدرها، واضاف لكن المنافذ البرية أو البحرية قد تكون مفذاً لعبورها·
وأشار إلى أن كثيرا من الحرائق وقعت نتيجة التخزين العشوائي للمفرقعات والاسهم النارية وهذه المخازن تكون مخالفة للشروط بحيث انها تسجل بكونها مخزنا لمواد غذائية ولكن الطامة الكبرى عندما يقع حريق مثل الذي وقع منذ سنتين في منطقة القوز وكان كبيرا كان التخزين بكميات كبيرة حيث طال المواقع والمحال والمنازل المجاورة· وأكد على أن المواقع غير المراقبة من منازل ومكاتب ومحال تجارية ومخازن ومبان قيد الانشاء ومواقف السيارات وغيرها تتعرض لخطر الحريق نتيجة لانفجار هذه المفرقعات بداخلها وتكفي الطاقة الحرارية التي تطلقها لاندلاع الحرائق في المواد سهلة الاشتعال والتي قد تنتشر لتطال المواقع المجاورة·
وأوضح سلطان السويدي ان العبث بالمفرقعات والاسهم النارية يتسبب في حروق وجروح تصيب العابثين بها وتطال الاخرين المتواجدين في المكان أو خلال مرورهم أو حتى داخل منازلهم أو سياراتهم ويكون تأثيرها اكبر على الاطفال صغار السن· مشيراً إلى ان الاصوات الناتجة عن المفرقعات تتسبب في احداث تأثير سلبي صحي وعصبي على الجميع ولكن قد يكون الاثر اكثر على مرضى القلب ومرضى الجهاز العصبي ويكون الاثر شديداً ايضاً على الاطفال حديثي الولادة·
وقال عيسى أحمد درويش رئيس مركز أم سقيم الهدف من الحملة هو حماية أفراد المجتمع وتوعيتهم وخاصة طلاب المدارس لانهم اكثر الفئات استخداماً للمفرقعات، واضاف مع ان الاطفال والشباب -غير السابق- اصبحوا منشغلين بالتقنيات الحديثة الا انه لابد من التوعية لان بعض المناطق مازال استخدامها وانتشارها طاغياً مثل السطوة وهور العنز والراشدية والقصيص ومن خلال الحملة وبالتعاون مع إدارة البيئة ببلدية دبي والدفاع المدني نحاول أن تصل الحملة الى كل افراد المجتمع كما اننا قمنا بطباعة 40 ألف كتيب وتم توزيعها على المدارس في دبي والمراكز التجارية والجمعيات التعاونية وغيرها من المناطق·
وأشار إلى ان الغرامات التي يتم فرضها على المخالفين تتراوح بين 500 و5000 درهم ولكن في حالة الاصابات والخسائر يتم فرض غرامة قدرها 30 ألف درهم· ويعمل في الفترة المسائية اربعة مفتشين للتفتيش على المحلات والبقالات·
مضيفاً أنه بناء على تعليمات سعادة قاسم سلطان مدير عام بلدية دبي بأهمية التواصل مع فئات المجتمع وبأداء الدور الاجتماعي والمشاركة في الجوانب الإنسانية والاجتماعية المختلفة، جاء اختيار إدارة الدفاع المدني للتعاون مع مركز أم سقيم في إطلاق حملة للحد من استخدام الألعاب النارية، وتوعية طلبة المدارس والصغار وأولياء الأمور بخطورة الألعاب النارية على أن تبدأ الحملة خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر·
وقال قد طالبت إدارة الدفاع المدني بحصر المناطق التي يكثر فيها استخدام الألعاب النارية وحصر الفئات المستهدفة في هذه الحملة، كما أبدت استعدادها على تدريب موظفي أم سقيم في هذه الحملة على طرق التوعية والرد على الأسئلة المختلفة الخاصة بموضوع الحملة، وطرق الإسعافات الأولية والعلاج الفوري في حالة الإصابة بالحروق الناتجة عن الألعاب النارية، وإعداد خطة متكاملة بمشاركة وسائل الإعلام المختلفة في الحملات الاجتماعية والإنسانية المتنوعة·