الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رافع بن خديج.. المقاتل الصغير

رافع بن خديج.. المقاتل الصغير
28 مايو 2019 00:08

أحمد مراد (القاهرة)

رافع بن خديج بن رافع الأنصاري، أحد أصغر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان عمره لا يتجاوز الثانية عشرة حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة.
عندما بلغ رافع الثالثة عشرة، أراد أن يشارك في غزوة بدر لقتال مشركي قريش، فعرض نفسه على النبي، طالباً أن يجيزه للقتال، إلا أن النبي أشفق عليه لصغر سنه، ورده ولم يجزه، وهو ما جعله يحزن حزناً شديداً.
في غزوة أحد كرر رافع بن خديج المحاولة ثانية، وأمام إصراره على الجهاد في سبيل الله أجازه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصابه أثناء المعركة - يوم أحد - سهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن شئت نزعت السهم وتركت القطيفة «أي نصل السيف»، وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد»، فنزع السهم وبقي النصل.
بعد أحد، شارك رافع في جميع الغزوات بجوار النبي صلى الله عليه وسلم، وكان فتى يافعا، وقد حرص على العمل الصالح، والجمع بين الجهاد والعبادة، وطلب العلم، فلازم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ينصت لتعليماته وتوجيهاته ويحفظها ويطبقها، كما حرص على رواية الأحاديث، وكان عبد الله بن عمر، ورافع بن خديج يعدان من فقهاء الأحداث، قال ابن سعد في طبقاته، عن زياد بن ميثاء، أنه قال: كان ابن عباس وابن عمر وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجابر بن عبد الله ورافع بن خديج، وسلمة بن الأكوع، وأبو واقد الليثي، مع أشباه لهم، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفتون بالمدينة، ويحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من لَدِن توفي عثمان إلى أن توفوا رضي الله عنهم.
روى رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم ما بين لابتيها»، وعن رافع قال: قيل: يا رسول الله، أي الكسب أطيب؟ قال صلى الله عليه وسلم: «عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور».
وكان رافع بن خديج من الرجال الذين نزل فيهم قرآن، وذلك في موقف مع زوجته أم عميس نزل فيه قوله تعالى: (... فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)، «سورة النساء: الآية 128»، فقد كانت عند رافع امرأة حتى إذا كبرت تزوج عليها فتاة شابة، وآثر عليها الشابة، فناشدته الطلاق فطلقها تطليقة، ثم أمهلها حتى إذا كادت تحل راجعها، ثم عاد فآثر عليها الشابة، فناشدته الطلاق، فقال لها: ما شئت، إنما بقيت لك تطليقة واحدة، فإن شئت استقررت على ما ترين من الأثرة، وإن شئت فارقتك، فقالت: لا، بل أستقر على الأثرة، فأمسكها على ذلك، فكان ذلك صلحهما.
ظل نصل السهم الذي أصابه يوم أحد في جسد رافع، حتى انتقضت جراحته في زمن عبد الملك بن مروان، فمات سنة 74 هجرية، وهو ابن ست وثمانين سنة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©