عدد اليوم
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أنها تقدر الاهتمام البالغ الذي توليه حكومة دولة الإمارات لقضية اللاجئين الروهينجا في بنغلاديش، خاصة في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية خاصة لدى النساء والأطفال الذين يشكلون النسبة الأكبر من اللاجئين، وهم بحاجة للرعاية والدعم في قطاعات المأوى والصحة والتغذية والتعليم.
وأشار خالد خليفة، الممثل الإقليمي لمفوضية اللاجئين لدى دول التعاون الخليجي، في تصريح لـ «الاتحاد»، إلى أن دولة الإمارات ساهمت منذ بداية أزمة اللاجئين الروهينجا إلى بنغلاديش في أغسطس 2017، فبمجرد اندلاع الأزمة قامت دولة الإمارات بتسيير جسر جوي محمل بمواد الإغاثة غير الغذائية المتعلقة بالمأوى، كالخيم والأغطية والأدوات المطبخية ومستوعبات المياه، انطلاقاً من المخزن العالمي التابع لمفوضية اللاجئين والواقع في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي.
وذكر أن دولة الإمارات تبرعت بتكاليف شحن 9 من أصل 13 شحنة جوية، ويزيد إجمالي تلك التبرعات على 1.5 مليون دولار.
ونوه خليفة بأنه بالنسبة لمخيمات اللاجئين نفسها، وقعت دولة الإمارات في أبريل 2018 اتفاقية تعاون مع مفوضية اللاجئين بقيمة مليوني دولار، بهدف دعم التغذية الطارئة للاجئين الروهينجا وتقديم العلاج اللازم لنحو 132 ألف لاجئ، بما في ذلك 78 ألف امرأة وطفل ممن يسكنون في مخيم كوكس بازار- بنغلاديش والتجمعات الجديدة الملحقة به، مؤكداً أن هذا الدعم ساهم في تقليل نسبة الوفيات الناتجة عن حالات سوء التغذية المعتدلة والحادة، وذلك من خلال تدخلات غذائية منقذة للحياة.
ولفت الممثل الإقليمي لمفوضية اللاجئين لدى دول التعاون الخليجي، إلى أن المفوضية تواجه تحديات عدة، حيث يعيش الكثير من اللاجئين في منازل هشة تقع على أراضٍ شديدة الانحدار ومعرضة للانهيار، وتقوم حالياً بجهود كبيرة لنقل الأسر إلى مواقع آمنة قبل حلول موسم الأمطار الذي يحل في أغسطس من كل عام.
وأفاد خليفة، بأن هناك تحديات تتعلق بإيجاد الموارد المالية لتطوير التعليم وتوفير الرعاية الصحية والتغذية وإنشاء البنية التحتية، سعياً لبناء حياة أكثر استدامة لهم وللمجتمع المضيف في بنغلاديش.
وكانت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، بما فيها مفوضية اللاجئين، قد أعلنت عن خطة الاستجابة المشتركة للأزمة الإنسانية للروهينجا لعام 2019، وعن حاجتها لمبلغ 920 مليون دولار لتوفير المساعدات الأساسية، كالغذاء والماء والصرف الصحي والمأوى، وتشمل أيضاً قطاعات الصحة والتعليم وإدارة المواقع وأنشطة الحماية، بما في ذلك حماية الطفل والتصدي للعنف، وقد توفر حتى الآن 16% فقط من هذه الاحتياجات المالية.
ومنذ أغسطس 2017، أجبر أكثر من 741 ألف شخص على الفرار من ولاية راخين في ميانمار بحثاً عن ملاذ آمن في بنغلاديش، ويصل العدد الإجمالي للاجئين إلى أكثر من 900 ألف شخص، يشكل الأطفال نسبة 55% منهم تقريباً.
من جانبه، قال أحمد المهيري، المدير التنفيذي لقطاع العمل الخيري بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، لـ«الاتحاد»: «وفرت الدائرة التراخيص اللازمة لهيئة الهلال الأحمر لجمع التبرعات في إمارة دبي، سواء من خلال المساجد أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
وأضاف: «يوم الجمعة الماضي، تمت إتاحة الفرصة لممثلي الهلال الأحمر بجمع التبرعات، كما قامت الدائرة بالتبرع بنحو 100 ألف درهم كمساهمة منها في حملة الإمارات لمساندة الأطفال والنساء وكبار السن من اللاجئين الروهينجا، وأيضاً بهدف تشجيع المؤسسات الخيرية والإنسانية على دعم الحملة».
وأشار المهيري، إلى أن حملة الإمارات لمساندة الروهينجا بقيادة الهلال الأحمر، تعتبر واحدة من مبادرات تنمية العمل الخيري، منوهاً بأن «الهلال» وفقت في إطلاق هذه الحملة، في مناسبة عزيزة على دولة الإمارات، وهي يوم زايد للعمل الإنساني، حيث إن الأب المؤسس رمز العطاء والمساعدة لكل إنسان ولجميع الفئات والمحتاجين في كل بقع من بقاع العالم.
وذكر، أن اهتمام الحملة بمساعدة الأطفال والنساء وكبار السن، يتماشى مع نداءات المنظمات والجهات الدولية، حيث تعد هذه الفئات الأكثر بين اللاجئين الروهينجا، كما أن لهذه الفئات احتياجات معينة قد تغيب عن كثير من المؤسسات الإنسانية حول العالم، وتعتبر حملة الإمارات من الحملات الإنسانية التخصصية، وهي حملة مؤثرة ومهمة للغاية.
بدوره، أعلن أحمد مسمار، أمين سر جمعية دبي الخيرية، أن الجمعية تعتزم التبرع بنحو 500 ألف درهم كمشاركة في الحملة ومساندة أطفال ونساء الروهينجا، مشيراً إلى أن تبرع الجمعي يأتي في إطار مساهماتها في توفير المحتاجين خارج وداخل الدولة.
وأشار، إلى أن القيادة الحكيمة للدولة تلتزم بدورها الإنساني الريادي، تجاه الظروف الصعبة التي يمر بها اللاجئون الروهينجا في ظل ظروف اقتراب حلول فصل الشتاء، مؤكداً أن دولة الإمارات تؤازر اللاجئين الروهينجا منذ بداية محنتهم التي يمرون بها، وتعمل على تضافر الجهود والأيدي للحد من هذه المعاناة.
