الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دلالات زيارة البرهان وحميدتي للقاهرة والرياض

دلالات زيارة البرهان وحميدتي للقاهرة والرياض
27 مايو 2019 05:32

سمر إبراهيم (القاهرة)

أثارت زيارة رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى مصر، أمس الأول، انتباه القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في ملف السودان على وجه التحديد، لاسيما أن زيارته جاءت عقب زيارة نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» إلى السعودية، ومن ثم طُرحت العديد من التساؤلات حول دلالة زيارات البرهان ونائبه إلى كل من «القاهرة، والرياض» سياسياً، واقتصادياً، وتأثيرها على الوضع الداخلي السوداني في ظل حالة من الركود والجمود السياسي.
وقال الباحث السوداني بمركز السودان للبحوث السياسية والاستراتيجية، أسامة بابكر، إن المجلس العسكري الانتقالي السوداني هو الكيان الرسمي المسؤول عن السلطة في الوقت الراهن، ومن ثم أراد أن يبرز ويؤكد توجهات السياسية الخارجية لبلاده، ولذلك كانت أولى الزيارات إلى «مصر، والسعودية».
وأضاف بابكر لـ«الاتحاد»، أن اختيار البرهان، للقاهرة بأن تكون أول دولة يقوم بزيارتها منذ توليه السلطة في السودان، تعبر عن مدى عمق العلاقات بين البلدين، إلى جانب التشابكات بينهما في العديد من الملفات كـ«ملف الحدود، مكافحة الإرهاب»، فضلاً عن الملفات السياسية والأمنية الأخرى التي تجمع مصير البلدين.
وتوقع الباحث السوداني، أن المباحثات بين البرهان والسيسي، ناقشت دفع الأخير لتسليم السلطة إلى قوى مدنية، وتحقيق مطالب القوى السياسية في السودان لدعم أمن واستقرار الأوضاع الداخلية في البلاد، وعدم الزج بها في اضطرابات سياسية يسفر عنها اضطرابات أمنية، وأضاف أن مباحثات البرهان مع الرئيس المصري سوف تحقق المزيد من التفاهمات والمرونة مع قوى الحرية والتغيير خلال الفترة المقبلة بما يحقق المصالح السودانية وتحقيق الاستقرار الداخلي.
وأشار بابكر إلى أن زيارة الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس الانتقالي العسكري السوداني، إلى السعودية، وتصريحاته الصحفية عن مصير القوات السودانية في اليمن، والتي أعلن أنها ستظلّ موجودة وباقية في السعودية واليمن، ليست جديدة عن سياسات السودان تجاه الحرب في اليمن، ولكن تأتي في إطار تطمينات للمملكة العربية السعودية بأن السودان ملتزمة باتفاقياتها الخارجية، وأضاف أن المباحثات بين الخرطوم والرياض من المؤكد إنها تضمنت بحث الوضع الاقتصادي في السودان، وتقديم الدعم اللازم له خاصة في الوقت الراهن.
بدوره، قال عبد الواحد إبراهيم، المحلل السياسي السوداني، إن علاقات السودان مع دول الخليج العربي تاريخية وليست جديدة على السياسية الخارجية للبلاد، والمجلس العسكري والقوى السياسية بالخرطوم، ترى أن دول الخليج حليف موضوعي، ولكن العلاقات مع مصر لها طابع مختلف لطبيعة المصير المشترك بين البلدين، والعلاقات الاجتماعية والتاريخية المشتركة، فضلاً عن الارتباط الحدودي والأمني والسياسي بين القاهرة والخرطوم، وأكد على أن زيارة رئيس المجلس العسكري ونائبه إلى القاهرة والرياض، تعبر عن التوافق الرسمي للجيش ولقوات الدعم السريع مع البلدين.
وقال بكري النعيم، السياسي السوداني بالقاهرة، إن مصير السودان مرتبط بمصير مصر والسعودية، لاسيما أن مصر ترتبط مع السودان على الاتجاه الجنوبى بحدود تبلغ طولها نحو 1230 كم، كما ترتبط السعودية مع السودان بمصير مشترك في البحر الأحمر، ومن ثم فالعلاقات بين الدول الثلاث تاريخية ومشتركة ووطيدة.
وقالت الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الوضع الداخلي في السودان يحتاج إلى مزيد من التشاور الإقليمي، فضلاً عن أوضاع إقليمية تحتاج إلى توافق مرتبطة بالتزامات السودان تجاه الإقليم فيما يتعلق بـ «الأمن في البحر الأحمر، وضبط الحدود المشتركة مع مصر، ورعايتها لإتفاق السلام المنشط في جنوب السودان، ومشاركة قواتها في حرب اليمن»، إلى جانب ترتيب الملف السوداني قبيل انعقاد القمة العربية الطارئة في السعودية خلال أيام، وأضافت أن الوضع الداخلي في السودان معقد، ومجمد للغاية، ويتطلب المزيد من الدعم الإقليمي السياسي والاقتصادي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©