الأربعاء 22 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الإمارات

دبابيس

3 أكتوبر 2005
بدأت جيوش المتسولين بالتدفق على الإمارات·· بعضهم يأتي في صورة 'زائر'، وبعضهم في صورة 'مرافق' وبعضهم بتأشيرة عمل أو تأشيرة 'سائح'، وهناك من 'يمصخها وايد' ويأتي إلينا حاملا بين يديه تأشيرة 'رجل أعمال'!!·· 'رجل أعمال' ومتسول؟!·· هذه البدعة لم نسمع بها إلا هنا في بلادنا فقط!
وبالطبع لسنا بحاجة لعبقرية فذة لكي نكتشف سبب هذه 'الهجمة التسولية' الشرسة التي تشن علينا من كل صوب وحدب، فشهر رمضان المبارك مناسبة لهذه الفئة لاستدرار عطف الناس، وهو شهر التسول بالنسبة لهؤلاء الذين يشدون الرحال سنويا إلى دول غنية مثل الإمارات، لجمع أكبر قدر من 'المقسوم'، بأسهل الطرق والأساليب·· ولو علم الناس أن بعض هؤلاء يملكون ثروات لا تعد ولا تحصى، جمعوها من التسول، لربما تردد كثيرا في مد يده ولو بدرهم واحد لأي متسول·
تراهم في كل مكان·· في الأسواق، المراكز التجارية، في سوق الخضار والفواكه، أمام المكاتب الرسمية والوزارات والهيئات الحكومية وفي مواقف مؤسسة الإمارات للاتصالات·· ولا أدري لماذا يختارون بوابة 'اتصالات' مع العلم أن من يدخل إلى 'كاونتر' الدفع لمعرفة قيمة فاتورة هاتفه، لن يبقى في جيبه فلس واحد ليتبرع به للمتسولين!
ولكن الأخطر من هذا وذاك هو الدق على أبواب البيوت، وخاصة في أوقات حرجة في هذا الشهر العظيم، لمد اليد والتسول·· فهؤلاء يعرفون كيف يصطادون زبائنهم، ومتى، وأين، ولماذا يختارون تلك المناطق دون غيرها؟·· فمن أجل عيون 'الدرهم'، يهون كل شيء·· وإن هؤلاء المتسولين يتفننون في التخفي في ثياب رثة، مقطعة، قديمة، وبالية لكسب عطف الناس·· وبعضهم أشطر أكفأ وأقدرمن الممثلين العالميين في التمثيل والادعاء بالمرض والإعاقة والإصابة بعاهات مستديمة، مستخدمين أساليب ملتوية لا يوجد المثيل لها إلا في استوديوهات 'هوليوود'!·· ولكن الطامة الكبرى تتمثل في استخدام بعضهم الأطفال لتحطيم نفوسهم البريئة، وتحقيق مآربهم الخبيثة وكسب عطف الناس!
فقد كشفت تحقيقات الشرطة خلال السنوات الماضية عن وجود عصابات إجرامية منظمة جدا، تقوم بجلب أقوام من شتى أصقاع الأرض إلى دولة الإمارات، لتأسيس جماعات تسول، تنتشر بين الأزقة والطرقات والمجمعات السكنية والمراكز التجارية وغيرها من الأماكن المزدحمة·· وهذه العصابات لديها قواعد وأسس وتعليمات مشددة في كيفية التعامل مع من تم استجداؤهم من أجل شفط أكبر قدر ممكن من الأموال من جيوبهم·· فبقدر ما كان التمثيل لإخراج مشهد الإعاقة متقنا، بقدر ما كان قلب المتسول منه منبعا للعطف والحنان·· وبقدر ما يكون التمسكن بيد سليمة وأخرى مقطوعة، أو برجل مبتورة أو بعين مفقوءة، بقدر ما زادت كمية الدراهم المسحوبة من جيب المواطن الذي سرعان ما ينخدع بهم، فيسارع إلى وضع اليد في المحفظة لإخراج 'المعلوم'!·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©