عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
بعد أيامٍ قليلةٍ من إخضاعه لتحقيقاتٍ رسميةٍ في فرنسا بشأن قضية فسادٍ رياضيٍ مُزلزلة؛ كشفت مصادر إعلاميةٌ بريطانيةٌ النقاب عن أن القطري ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم ينخرط حالياً -بالنيابة عن الدوحة- في محاولاتٍ مكثفةٍ لشراء حصةٍ من أسهم نادي «ليدز يونايتد» الإنجليزي، في صفقةٍ ستشكل حال إتمامها الاختراق الأول من نوعه من جانب الأموال القطرية الملوثة لبطولة الدوري الأغلى في العالم.
وقالت المصادر إن الخليفي ومن وراءه صندوق الاستثمارات الرياضية القطري المملوك لـ«نظام الحمدين» والذي أسسه حاكم قطر تميم، يسعون إلى استغلال رغبة أندريا راتريتساني مالك النادي الذي تأسس عام 1919 وينافس حالياً في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي لكرة القدم، في بيع جانبٍ من الأسهم لتقليص العبء المالي الذي يتحمله منذ شراء «ليدز يونايتد» قبل عامين تقريباً. ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» عن مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات الجارية منذ شهور بين القطريين وراتريتساني قولها، إن الصندوق القطري الذي يمتلك كذلك باريس سان جيرمان، «اختار أن يدخل عالم الكرة الإنجليزية الأعرق في العالم، وأن اختياره وقع على ليدز يونايتد لتحقيق هذا الهدف». وأشارت المصادر إلى أن الرغبة في اختراق البطولات الكروية في إنجلترا «والتي تراود قطر منذ عامين تقريباً»، ربما باتت على وشك التحقق إذا نجحت المشاورات الجارية في طي الكتمان بين ممثلين عن الدوحة ومالك «ليدز» الذي كاد أن يقترب من الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز للموسم المقبل، لولا هزيمته أمام فريق ديربي كاونتي منتصف الشهر الجاري.
وبحسب صحيفتيْ «فاينانشيال تايمز» و«صنداي تايمز»، يسعى المفاوضون القطريون إلى شراء «حصةٍ حاكمةٍ» من أسهم النادي الإنجليزي -الذي يحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ في مقاطعة يوركشير وسبق له الفوز بالدوري عام 1969- ولكن مالكه إيطالي الجنسية الذي أنفق عليه 100 مليون جنيه إسترليني خلال الـ 24 شهراً الماضية، يصر على ألا تزيد الحصة المُباعة على 49% للحيلولة من دون أن يكون للمالك الجديد الحق في اتخاذ قراراتٍ حاسمةٍ بشأن مصير «ليدز يونايتد».
ومن بين العقبات الأخرى التي تواجه المحاولات القطرية لإتمام الصفقة، وفقاً للصحيفتيْن، دخول عددٍ آخر من المشترين على الخط يبلغ عددهم ستةً على الأقل، وهو ما دفع راتريتساني إلى التريث والمفاضلة بين العروض المُقدمة إليه قبل اتخاذ قرارٍ نهائيٍ. وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن محاولات الدوحة الرامية لشراء «ليدز يونايتد» لا تنفصل عن جهودها المحمومة لاستغلال الرياضة لتحقيق مآربها ولاكتساب ما تزعم أنه «قوةٌ ناعمةٌ» تريد التحلي بها، لافتةً الانتباه في هذا الصدد إلى أن «هذه الدولة الصغيرة حصلت على نحوٍ مثيرٍ للجدل، على حق استضافة كأس العالم المقررة عام 2022، واستثمرت عشرات المليارات من الدولارات في المجال الرياضي».
