الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الزنداني هل أصبح أخطر رجل في اليمن؟

2 أكتوبر 2005

صنعاء ـ أحمد الجبلي:
من جديد عادت قضية الداعية الإسلامي عبدالمجيد الزنداني إلى الواجهة خاصة في أعقاب تصريحات وزير الخارجية اليمني الأسبوع الماضي والتي أكد فيها أن بلاده طلبت من الولايات المتحدة الأميركية إسقاط اسم الزنداني من قائمة المهتمين بتمويل الإرهاب ورد واشنطن على تلك التصريحات على لسان آدم أيرلى نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية بعد يوم واحد عليها بقوله لا يتم اسقاط الأسماء بطلب من أية حكومة ليس ذلك فحسب، بل فقد زاد: الزنداني له سجل في دعم الإرهاب وقد تم إدراج اسمه بناء على سجله وأعماله·
وكانت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي قد أضافت اسم الزنداني إلى القائمة الموحدة بأسماء الشخصيات التي قالت إن لها ارتباطاً مالياً بحركة طالبان وجماعات القاعدة وذلك في شهر فبراير من الدعم الماضي بناء على طلب من وزارة الخزانة الأميركية وجددت اللجنة الدولية تلك الاتهامات للزنداني وعدد آخر منهم محمد حمدي الأهدل وريتري الشيبة إضافة إلى جهات يمنية أخرى مثل محلات الحماطي للحلويات، النور للعسل، الشفاء للعسل فرع مؤسسة الحرمين وفرع مؤسسة بن قولينس·
الزنداني في أكثر من مرة نفى تلك الاتهامات وطالب الحكومة اليمنية الدفاع عنه لدى لجنة مكافحة الإرهاب الدولية، وقال إنه حين شارك في الحرب الأفغانية فقد كان ذلك ضمن تحالف دولي وعربي لمواجهة الظلم الذي وقع على الشعب الأفغاني بسبب الاحتلال السوفييتي فيها لأفغانستان·
غير أن تقارير أميركية أشارت إلى أن كثيراً من العمليات الإرهابية والكثير ين من أشخاصها اعتمدوا روحياً ــ إن لم يكن لوجيستياً ــ علي الزنداني· وحسب تقرير لموقع نيوز يمن على الانترنت فقد أظهرت تحقيقات روسية وأردنية ومصرية مع متهمين بالإرهاب تسلمتها المخابرات الأميركية أن لهم علاقات مباشرة وغير مباشرة بالرجل، كما تشير آخر تحقيقات أردنية مع متهمين بأعمال إرهابية لاعترافاتهم بأنهم حصلوا على معونات مالية بمساعدته·
خطاب القاعدة
وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية أن اصرار الزنداني على اعتبار التهم الموجهة إليه تهماً ضد الإسلام مؤشراً على استمراره في استغلال الإسلام لاستقطاب عناصر تحمل ذات العقائد القتالية على خلفيات دينية وترى أن الزنداني يستخدم ذات الخطاب الجذاب لتنظيم القاعدة والذي حذرت تقارير لجنة مجلس الأمن منه لأن يجند الأنصار عبر دفع المجتمعات الإسلامية إلى حافة التطرف من خلال الدعاية، كما يبث في النفوس الإحساس بالظلم سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا ثم يعمد الى استغلال هذه المشاعر·
وتؤكد اللجنة الدولية والولايات المتحدة أن أميركا لا تطالب بالزنداني ولكنها تطالب بحرمانه من تمويل نشاطه الذي يحض على الكراهية والعنف والتعصب·
ويذكر المتابعون لخطاب الشيخ عبدالمجيد الزنداني وبخاصة الأميركان منهم ــ عبر كتاباتهم ــ بالشيخ عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة السجن على فتاويه المشابهة لخطاب الزنداني ويقولون إن الزنداني إذا استمر على خطابه التحريضي ضد الأديان والعرقيات والأحزاب فإنه قد يحاسب بناء على القرار رقم (1624) الذي أقره مجلس الأمن أخيراً، ويطالب فيه جميع الدول أن تخطر بنص قانون التحريض على ارتكاب عمل أو أعمال إرهابية كما يطالبها بمواصلة بذل واتخاذ التدابير اللازمة والملائمة وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي من أجل التصدي للأيديولوجيات المتطرفة العتيقة ومواجهة التحريض على ارتكاب أعمال الإرهاب بدافع التطرف والتعصب·
ويعتبر الأميركيون جامعة الإيمان التي يرأسها الزنداني مؤسسة متعلقة لتحريض الشباب على الكراهية وليس على الحوار معتبرين الأميركي جون ووكر الذي درس في الجامعة وفي مراكز دينية أخرى باليمن قبل محاولته الالتحاق بطالبان، دليل على قوية دعاية الزنداني المحرضة على قتال النصارى·
وتذكر مصادر غربية أن للزنداني خطابات مسجلة في أشرطة بعد أحداث 11 سبتمبر تدافع عن أعمال تنظيم القادعة عبر اتهام الرئيس جورج بوش واليهود بافتعال الأحداث لإرهاب الإسلام تحت عنوان مكافحة الإرهاب·· وتشير إلى تصدره كل البيانات التي تحث المسلمين على مواجهة أميركا حتى في الفترة التي تلت أحداث 11 سبتمبر حين وقع عريضة تعتبر التحركات العالمية ضد الإرهاب حرباً صليبية في محاولة لاستثارة الشباب المتدين للقتال في صنف أسامة بن لادن وتقول إن كثيرين من الذين تم التحقيق معهم من الذين شاركوا في عمليات ارهابية في العالم ذكروا اسم الزنداني·
ويعتبر خبراء مكافحة الإرهاب الأميركيون أن الزنداني ربما يكون أخطر رجل في اليمن ويطالبون الحكومة اليمنية بما يسمونه حماية المواطنين اليمنيين من التأثر بخطاباته وأنها طالما غير قادرة على كشف زيف تلك الخطابات فعليها استغلال قرارات مجلس الأمن لمنعه من الحركة·
الزنداني·· والمصالح الأميركية
وتتهم واشنطن الزنداني بأنه من أهم المحرضين على ضرب المصالح الأميركية والغربية في العالم العربي وتقول إن شن حملة على احتلال أميركي لليمن قبيل ضرب المدمرة كول في ميناء عدن عام ،2000 وهو ما اضطر القصر الرئاسي اليمني لتوجيه نفي رسمي عن وجود ذلك الاحتلال·
وتشير التقارير الغربية إلى أن الشيخ عبدالمجيد الزنداني رقم مشهور ضمن الشبكة الإسلامية العالمية سريعة النمو وأنه عنصر رئيسي في الجناح الأكثر أصولية لحزب الإصلاح الإسلامي ــ المعارض الرئيسي ــ في اليمن وعمل كناصح لعودة العرب الأفغان·
ويطالب أعضاء في حزب الإصلاح الزنداني بمراجعة أدائه وعدم الزج بالحزب في معركة مع مجلس الأمن، لكن الغريب في الأمر أن الزنداني يتعرض في الجهة الأخرى لهجوم بسبب ما سماه المهاجمون وتخاذله عن إخوانه الذين حرضم على قتال الصليبيين·
ضياع الفرصة الذهبية
وفي دراسة عن التجارب الجهادية في اليمن يقول أبومصعب السوري إن أسامة بن لادن عبر أكثر من مرة عن ندمه لأنه لم يشارك في حرب صيف 1994 باليمن بشكل مباشر بل انتظر اقناع قيادات الصحوة في اليمن ولا سيما الإخوان المسلمين من أمثال الشيخ عبدالمجيد الزنداني بالانحراط فيها، وما كان لأولئك أن يفعلوا وضاعت فرصة ذهبية·
واتهم السوري الشيخ الزنداني باجهاض مظاهرة المليون مسلح التي توجهت إلى بوابة القصر الجمهوري وكان على رأسهم مع زعماء الإخوان وغيرهم، فقد دخل القصر مفاوضا للرئيس، وخرج إلى المتظاهرين المسلحين المطالبين بسقوط الدستور والحكومة وبتحكيم الشريعة ليقول لهم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليعد إلى بيته!!
ويقول: وانفرط الجميع ليصبحوا في اليوم التالي وقد صار الشيخ الهمام عبدالمجيد الزنداني أحد نواب الرئيس وأحد حكام اليمن الخمسة الذين شكلوا مجلس الرئاسة برئاسة علي عبدالله صالح وعضوية الاشتراكيين الملحدين بحسب مذهب الشيخ القديم، وتوزع كبار زملائه في الإصلاح ما بين وزير ونائب برلماني·ويعتبر السوري الشيخ عبدالمجيد الزنداني ومن يصفهم بــ القاعدين عن الجهاد من ذوي المصالح ومن أهم عوامل إحباط دولة الجهاد في اليمن التي سعى اليها بن لادن منذ حرض على تمويل حملة إظهار كفر دستور دولة الوحدة·
ويقول: منذ قيام الوحدة كان مشروع الشيخ أسامة بن لادن قد تحول إلى المحاولة على مستوى اليمن الموحد وشكلت مشكلة الصراع على الدستور وتناقض الإسلاميين والعلمانيين فرصة لإعلان الجهاد على الرئيس صالح وحكومة اليمن الموحد حديث النشأة، وقد تحرك أسامة بن لادن لاستغلال تلك الفرصة وقدم اليه عدداً من مشايخ اليمن كان في طليعتهم الشيخ المعروف محمد أحمد سيف والذي وضع اسمه على كتاب يثبت كفر الدستور كان قد كتبه بعض المقربين من أسامة بن لادن وأثبتوا فيه أيضا كفر الحكومة القائمة عليه وشرعية جهادها كما تقول الدراسة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©