الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الداعيات قادمات.. لمحاربة التطرف والإرهاب

الداعيات قادمات.. لمحاربة التطرف والإرهاب
26 مايو 2019 03:59

أحمد شعبان (القاهرة)

ثمنت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات وتدريب الداعيات بالأزهر الشريف، الدور الكبير والرائد للإمارات في مجال التسامح، وإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، عام 2019 عاماً للتسامح، مشيرةً إلى أن الإمارات لها دور كبير في الأعمال الأخلاقية والإنسانية على مستوى العالم كله، وتقدم دائماً مبادرات ونماذج مشرفة للعمل عليها. مؤكدةً أنه لو طبقت مبادرات الإمارات على أرض الواقع في العالم لتحولت الأرض إلى جنة.
وأكدت الدكتورة إلهام شاهين، في حوار لها مع «الاتحاد»، أن قرار اعتلائها منصب الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية ليس بغريب على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لأنه داعم جداً للمرأة ويسعى إلى تمكين المرأة للوصول للمناصب القيادية، ويضعها في موضع المسؤولية وموقع اتخاذ القرار، مشيرةً إلى أنها أول امرأة تحتل مركزاً قيادياً في مجمع البحوث الإسلامية.
وأضافت أنها تعتبر المنصب مسؤولية كبيرة جداً ألقيت على عاتقها، وأنها توجهت إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن تكون على قدر هذه المسؤولية، وأن تستطيع أن تقدم عملاً يليق بالأزهر الشريف ومكانته، وأن تكون فاعلة ومفيدة في المهمة التي كُلفت بها.

تمكين المرأة
وحول قرار الإمام الأكبر اختيارها لهذا المنصب، وهو الأول من نوعه في تاريخ الأزهر، قالت الدكتورة إلهام شاهين، : «لم أتوقع اختياري لهذه المهمة، ولكن كانت لدي رؤية تطويرية وأفكار لمشروعات خاصة بتطوير العمل الدعوى بصفة عامة، والمرأة الأزهرية بصفة خاصة، قدمتها بعد تطويرها برؤية فاحصة لمعالجة معوقات الدعوة لفضيلة الإمام الأكبر، وبعد عرضها ومناقشتها تم تكليفي بالعمل على تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع»، مشيرةً إلى أن شيخ الأزهر قال لها: «أرى أنك لابد أن تكوني في هذا المكان لتحققي رؤيتك، وسوف أكون داعماً لكم لأبعد الحدود ومعكم بصورة مباشرة، المهم أن تعملي وتجتهدي لتذليل العقبات أمام بناتنا لأداء مهمتهن على أكمل وجه حتى تصل رسالة الأزهر ورؤيته المعتدلة كل مكان ولكل الفئات».

تنمية الداعيات
وعن الأهمية التي أولاها الأزهر بالواعظات والداعيات، وخططها في تنمية هذا القطاع المهم في حياتنا، قالت الدكتورة إلهام شاهين: «بالنسبة لإدارة شؤون الواعظات وتدريب الداعيات بالمجمع، سوف ننظر في الخطط والبرامج الموضوعة لتدريب الداعيات والواعظات، وسوف نبني على ما سبق حتى نستكمل البناء ويأتي ثماره المرجوة منه للمجتمع»، مشيرةً إلى أن لديها بالفعل خطة موضوعة لتدريب الداعيات والواعظات بغرض تحسين مستوى الداعيات والواعظات وتنمية مهارات الدعوة لدى السيدات الأزهريات، وتدريب داعيات أخريات جديدات وطالبات في نفس المجال، بحيث تقدم خدمة للمجتمع برفع الكفاءات وسد الثغرات الموجودة في هذا المجال الدعوي ومعالجة السلبيات ومنح اهتمام أكبر بالواعظات، إيماناً بدورهن الفكري الكبير، حيث تعد المرأة الحائط الأول للدفاع عن الأسرة والمسؤول الأساسي عن تنشئة الأجيال.
أضافت: «أسعى لتقديم شيئاً نافعاً في خدمة الإسلام والمسلمين، عبر تدريب خريجات الأزهر والطالبات وتأهيلهن على الجانب الدعوي، وذلك بالتنسيق مع أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة، ليكون هناك نماذج مشرفة في المجال الدعوي النسائي، بهدف تنمية رُوح الإبداع عند هذه الفئة التدريبية المستهدفة في تجديد الخطاب الديني، وبناء عقول قادرة على التعامل مع فقه الواقع واستيعاب إشكاليّاته، وتقديم حلول شرعية لمشاكل الأفراد والمجتمعات».

معوقات الوعظ النسائي
وفي ردها عن سؤال، حول أسباب استحداث هذا المنصب الجديد، والذي يعد لأول مرة في تاريخ الأزهر؟، قالت «إن المنصب الذي كُلفت به مُستحدث، حيث يوجد منصب آمين عام مساعد لشؤون الدعوة والإعلام، ولكن مع فتح الباب لدخول الواعظات والداعيات في مجال الدعوة؛ رأى شيخ الأزهر استحداث منصب شؤون الواعظات وتدريب الداعيات في مجمع البحوث الإسلامية، كمزيد من الاهتمام بقضايا المرأة، ولسد حاجة المجتمع في جانب الوعظ النسائي، ولمعالجة المعوقات التي تواجه المرأة في المجال الدعوي، خاصةً أن عدد الواعظات قليل جداً ولا يتناسب مع المهمة المرجو قيامهن بها». مؤكدةً أنها ستعمل مع الأمين العام للمجمع على زيادة عدد الواعظات، حيث لا يوجد سوى 200 واعظة على مستوى مصر، وهو عدد ضئيل جداً لا يتناسب مع حجم ومكانة الأزهر وعدد خريجات الكليات الشرعية كل عام.
وأشارت إلى أن هناك فجوة كبيرة بين عدد الواعظات في الساحة الدعوية وبين عدد الخريجات الأزهريات، لافتةً إلى أن الأزهر يخرج كل عام آلاف الطالبات وعدداً كبيراً من الخريجات من الكليات الدينية، ولكن العاملات في مجال الوعظ والإرشاد بالمقارنة بما تخرج الكليات كلها نسبة لا تذكر، وأضافت: «لدينا قصور كبير في الجانب الدعوي للواعظات وقصور في الجانب الدعوي المقدم للمرأة، بسبب المعوقات التي تحول دون وصول الرسالة إليهم لأسباب متعددة، منها قلة عدد الواعظات، ومنها ما يتعلق بالظروف المحيطة بالمرأة المصرية من عادات وتقاليد وموارد مادية وثقافية، وهناك معوقات تحول دون أداء الدور المطلوب منهن، ولذلك نأمل في أن نتغلب على هذه المعوقات لأداء المهمة والقيام بالأمانة المكلفين بها، وسنعمل بالتعاون مع أكاديمية الأزهر والمؤسسات المختلفة على حل كل ذلك بإذن الله».

المؤسسات الدينية
وفيما يتعلق بفرص التعاون بين شؤون الواعظات بالمجمع والمؤسسات الدينية الأخرى في مصر، أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أن التعاون قائم وسنعمل على زيادته في الفترة المقبلة بهدف نشر الأمن الفكري، والتأكيد على وسطية الإسلام، ومحاربة الفكر المتطرف والمتشدد، مشيرةً إلى أن هناك تعاوناً كبيراً مع الأكاديمية العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ بوزارة الأوقاف المصرية لإعداد دورات تدريبية للواعظات على غرار الدورات المقدمة للأئمة.

الإمارات والتسامح
وحول تدريب الواعظات والداعيات على مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية»، أشارت الدكتورة إلهام شاهين إلى أن هناك منهج تدريب للواعظات يقوم على المنهج الوسطي المعتدل للأزهر الشريف، الذي يدعو إلى التسامح والتعاون بين البشر والعيش المشترك، وأن هذا من المبادئ المهمة التي أكدت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية المستوحاة من منهج الأزهر، مؤكدةً أنه ليس هناك خلاف على المنهج الأزهري، والعالم كله يتمنى ويرجو أن يكون للأزهر الشريف فروع في كل بلدان العالم.
وتابعت: سوف نستكمل التدريب والبرامج السابقة للواعظات حتى يستطعن التعامل مع الناس وتطوير التنمية البشرية، مؤكدةً أن طريقة العمل في المجال الوعظي سوف تكون بطريقة مختلفة، حتى فيما يتعلق بتحديد الموضوعات الخاصة بالوعظ والإرشاد وإلقاء المحاضرات، والتي سوف يتم انتقاؤها من واقع المجتمع بناء على استطلاعات للرأي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©