الأحد 2 ابريل 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل بدأ عصر الطاقة البديلة؟

هل بدأ عصر الطاقة البديلة؟
1 أكتوبر 2005

الاتحاد - خاص:
الارتفاع المحموم، والمتواصل في أسعار النفط واقتراب خطر النضوب أدى الى تسريع البحث عن مصادر بديلة للطاقة: الهدروجينية والشمسية والمائية وطاقة جوف الأرض بصورة خاصة·
الاختبارات لا تزال مستمرة، والعوائق التقنية التطبيقية أيضاً·· ولكن يبدو أن الفرج بات قريباً·· والتفاصيل في التحقيق التالي الخاص:
مشكلة الهيدروجين
عملاء وكالة الطاقة الأوروبية توصلوا الى تقنية معينة من المرجح أن يبدأوا قريباً في استخدامها· وتتلخص في استخراج الهيدروجين من الماء في درجة حرارة بالغة الارتفاع وبواسطة التقنيات الكيميائية، حيث يكفي، من حيث المبدأ، تمرير تيار كهربائي عبر الماء لفصل الهيدروجين عن الأوكسجين·
لكن الكهرباء مكلفة، ومردودها لا يتجاوز 23 في المئة من الطاقة الحرارية في أحسن الحالات، أي انه يجب إنتاج 100 وحدة حرارية لإنتاج 23 وحدة من الطاقة الهيدروجينية· وهذا ما يعني صعوبة إنتاج هذه الطاقة بكميات ضخمة قادرة على الحلول كطاقة بديلة للاستهلاك العالمي مكان الطاقة النفطية·
ما هو الحل إذن؟
كبريت - يود
الحل الأمثل هو الاستعانة بمفاعل درجة الحرارة العالية جداً )ضبشز(، المفترض أن يدخل في الخدمة اعتباراً من عام 2020 والقادر على توليد حرارة من 900 درجة، أي أقوى بحوالى ثلاثة أضعاف من المفاعلات النووية الحالية التي تصل حرارتها الى 330 درجة فقط·
هذه الحرارة العالية ترفع قوة الإلكترودات الكهربائية بنسبة 17 في المئة إضافية، لكن مع ذلك تبقى التكلفة عالية وتبقى تقنيات الحرارة الكيميائية أوفر بتأمينها طاقة بنسبة 50 في المئة·
يمكن التوصل الى هذا المستوى عبر المئات من المعادلات الكيميائية· وقد اختارت وكالة الطاقة الأوروبية طريقة: الكبريت - اليود: يوضع في تيار مقفل حمض الكبريت )ب2 َُّ4( والحمض اليودي )بة( والحرارة المولدة تتراوح بين 400 و 850 درجة، أي بما يقارب حرارة المفاعل الحراري·
الطاقة الشمسية
الطاقة المولدة من لواقط الطاقة الشمسية، هي طاقة جيدة ونظيفة ومثالية، لكن المشكلة في ارتفاع أسعار هذه اللواقط، وهذا ما يبدو أنه أصبح قريب الحل، حيث يعمل خبراء من شركة كهرباء فرنسا )ئ( ومركز البحوث العلمية الوطني )خزس( على تقنيات جديدة يأملون بأن تؤدي الى خفض أسعار اللواقط الشمسية بنسبة 70 في المئة·
كيف؟ باستبدال السليكيوم المكلف، المستخدم الآن في صناعة اللواقط، بخليط ثلاثي من النحاس والانديوم والسنيوم· الاختبارات نجحت تماماً في مختبرات الأبحاث، إنما يبقى المهم النجاح في نقل هذه التقنية الى مجالات التطبيق الفعلي، تمهيداً للبدء بإنتاج الطاقة الشمسية بكميات تجارية في حدود عام ،2010 حسبما يؤكد مدير المشروع المهندس الفيزيائي أوليفييه كيرك·
رياح ضوئية
في إطار الطاقة الشمسية أيضاً، وفي سياق مختلف، أطلقت روسيا في الأول من مارس الماضي القمر الاصطناعي كوزموس - 1 الى مدار يبلغ ارتفاعه 800 كيلومتر، وهو أول كبسولة فضائية تعمل بالرياح الضوئية التي، وبالرغم من انعدام وزنها فإنها تولد قسماً من الطاقة المتعلقة بحركتها، وهذا ما يتسبب بتوليد الرياح الضوئية·
هذه التقنية الروسية الجديدة تسمح بإنتاج كميات ضخمة من الطاقة وبتكاليف زهيدة، حيث إن حقل عمل القمر الاصطناعي الواحد من كوزموس لا يقل عن 600 متر مربع· ومرة أخرى نجحت تماماً التجارب التي أجريت في المختبرات، إنما يبقى على الروس ابتكار التقنيات اللازمة لتحويل هذا الإنجاز الى الحقل التطبيقي، مع الإشارة الى أن هذه التقنية العاملة بدون محركات وبدون وقود، سوف تكون مخصصة في المرحلة الأولى لتشغيل التجهيزات الفضائية فقط - وخاصة في رحلات الاستكشاف الطويلة·· أما استخدامها كبديل للطاقة النفطية ككل، فتلك مسألة لا تزال تحتاج الى المزيد من الجهود والأبحاث·
فرنسا، الفقيرة أوروبياً بالطاقة الكهربائية قياساً على الدنمارك مثلاً التي تنعم بحوالى 390 ميجاواط، بدأت منذ عام 2004 بزراعة لواقط كهرباء مائية في مناطق مختلفة من البحر المتوسط تؤمن لها حوالى 500 ميجاواط·
في يناير 2005 زرعت فرنسا أحد عشر حقلاً من هذه اللواقط البحرية، وبتمويل من القطاعين العام والخاص، ومن المفترض أن تبدأ بالإنتاج مطلع عام ·2007
ومن ميزات هذه الطاقة المائية انها غير مكلفة وغير ملوثة للبيئة والمهم أنها ممكنة التجدد وغير قابلة للنضوب·
لواقط الأوف شور الفرنسية هذه ستكون مجرد خطوة على الطريق حيث يمكن مع الوقت زيادة عدد الحقول بحيث يصبح إنتاجها بحدود 40,000 ميجاواط، أي ما يوازي إنتاج 30 مفاعلاً نووياً!
براكين
يبقى أخيراً، وبالانتقال من سطح البحر الى جوف الأرض، موضوع مصادر الطاقة الجوفية، وظاهرة البراكين كافية وحدها لإثبات كم أن كرتنا الأرضية هي في الواقع كتلة ساخنة إنما مغطاة بقشرة سطحية باردة·· ويكفي النزول الى عمق 45 كيلومتراً في جوف الأرض لمواجهة حرارة عالية تتجاوز الألف درجة!
ولكن كل هذا المخزون الحراري الجوفي لا يزال غير مستثمر بعد، وعلى الأقل في إنتاج كميات هائلة ولا محدودة من الكهرباء·
أورينت برس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©