الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"تراني صايم.. ومالي خلق".. ضد أخلاق رمضان !

"تراني صايم.. ومالي خلق".. ضد أخلاق رمضان !
25 مايو 2019 00:00

هزاع أبو الريش (أبوظبي)

في رمضان تكون الروح في أسمى مراتبها، وأعلى قيمها الإنسانية؛ لما يحمله الشهر الفضيل من مشاعر إيمانية تسمو بصفات الصائمين.
لكنك قد تصادف بعض الشخصيات خلال فترة الصيام وهم في حالة انفعال وعصبية زائدة، مرددين مقولة: «تراني صايم ومالي خلق»، وهو بالطبع سلوك أبعد ما يكون عن أخلاق الصيام.

ثمرة الصوم
يعلق الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير مفتين، مدير إدارة الإفتاء في دبي، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، بأن «الصوم هو الإمساك عن المفطرات الحسية والمعنوية، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يومُ صَومِ أحَدِكم فلا يَرفُثْ، ولا يَفسُقْ، ولا يَجهَلْ؛ فإنْ جُهِلَ عليه فلْيقُلْ : إنِّي امرؤٌ صائمٌ»، أي صومي يمنعني أن أقول ما يجرحه من قول أو فعل، ويقول ذلك بلسانه ويعتقده بقلبه وهذه هي المراقبة لله تعالى».
ويضيف الحداد: «القول الفحش يجرح الصوم ويذهب أجره وكماله كما قال عليه الصلاة والسلام: «مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ»، ومثل قول الزور كل قول منكر من سباب وخصومة وغيبة ونميمة ونحو ذلك مما ينهى عنه الشرع الشريف».
وتابع: «فإذا التزم العبد ذلك سائر الشهر فإنه يكون ممن حقق التقوى التي هي ثمرة الصوم». ومعنى ذلك أن يتحلى الصائم بالصبر ويتدرع بالحلم والعفو وسعة الصدر، فإن رمضان هو شهر الصبر، ورمضان نصفان، نصف صبر ونصف شكر، فلذلك ينال أجر الصابرين ويثاب ثواب الشاكرين، لا أن يكون ضيق الصدر ينهر الناس عن مخاطبته أو يتمنن عليهم بصومه.

سلوكيات
وقال الدكتور جاسم المرزوقي، استشاري العلاج النفسي، إن شهر رمضان من الأشهر الكريمة التي لها خصائص تختلف عن الأشهر الأخرى خلال السنة، ولا شك أن دخول الصيف وتقلبات الأجواء والطقس ودرجة الحرارة العالية مع امتناع الإنسان عن الطعام والشراب قد يؤثر على حالته العامة. ولكن لا يجب علينا أن نتخذ الصيام ذريعة لحدة الطباع والأخلاق أو لنخرج كل ما فينا من تراكماتٍ سلبية.
وتابع أن الإنسان لديه القدرة الفائقة على الانسجام والتأقلم مع الظروف التي تواجهه، وبالتالي لا ينبغي أبدا أن نجعل رمضان شماعة نعلق عليها ما فينا من أمراض نفسية، وسلوكيات خاطئة معاكسة عن النفس الطبيعية.

راحة النفس
وقال سعيد بن لحه الشحي: «الصوم طاقة كبيرة وعظيمة لراحة النفس والارتقاء بها في التعامل مع البشر، وقبل أن أتذكر أنني صائم يجب أن أدرك ما قيمة الصوم في إزاحة الرواسب والشوائب المتراكمة في جوف الروح، ومن ثم خوض الصوم بشفافية وعفوية صادقة حتى أشعر بلذة الصوم وقيمة الشهر وما ينتجه من إيجابية بعد انتهاء الشهر الفضيل».
وأضاف عبدالله الكعبي: «يجب علينا الانشغال في أمور تساعدنا على تفريغ الشحنات التي بداخلنا مثل العبادة والأعمال الخيرية، لترويض النفس وتهذيبها، والاستغفار في كل وقتٍ وحين حتى لا نقع في براثن أنفسنا وهاوية الخطيئة. لافتاً إلى أن الصوم يجعلنا أكثر هدوءاً وطمأنينة، ويجعلنا نتقن فن التعامل مع الآخرين في أطيب الأخلاق والسجايا الحسنة، ولا نجعل الصوم شماعة نعلق عليها سيّئات تصرفاتنا وسلوكياتنا الخاطئة».
واعتبر معضد الرميثي أن «البعض في الشارع كأنه يستغل رمضان في إظهار ما بداخله من ضغوط نفسية، فتراه شاحب الوجه مكفهراً يبحث عمن يتشاجر معه لأنه صائم، ولا أدري من جعل في ذهنهم أن الصوم مصدر للضجر والضيق». موضحاً أنه يساعد في كبح السلوك الحاد «إدراك جوهر الصوم ومعرفة قيمة رمضان، وممارسة التمارين الرياضية».

فوائد ممارسة الرياضة
وقالت الدكتورة منى حجازي اختصاصية تغذية ومدربة لياقة بدنية: إن هذا الشهر الفضيل، هو فعلاً شهر الرحمة لأنه رحمة للجسد والروح، وهو أيضا شهر الكنز، شهر إكسير للحياة،
وللصحة الجسدية وسلامة الجسد من الاعتلالات النفسية، مشيرة إلى أن أيامه المباركة قيمتها لا تعوض لو أدركنا ما يمكننا فعله خلال الـ30 يوماً في تقوية جهازنا المناعي، وتجنب أزمة الحساسية الموسمية والنفسية، وتقوية المناعة الذاتية والفكرية والسلوكية من خلال ميدان القتال الصامت والسلام الداخلي والاستسلام للصيام الصحيح.
وأشارت حجازي إلى عدة فوائد من ممارسة الرياضة خلال رمضان.
ونصحت أيضا حجازي، بضرورة الإكثار من شرب الماء، ومضغ الطعام جيّداً، وتجنب السكريات والموالح والمنكهات والكافيين ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية. بالإضافة إلى ذلك يُفضل للسيدات أثناء الرياضة أخذ أوميغا 3 و أميغا 6 وفاكهة واحدة من الموز، وللرجال شرب كوبين من عصير البرتقال وأكل بقوليات تكون الكميه قليلة، وتجنب الدجاج والمأكولات السريعة والدسمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©