الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مملكة "لحيان".. نزحوا من مكة واستقروا في "العلا"

مملكة "لحيان".. نزحوا من مكة واستقروا في "العلا"
25 مايو 2019 00:00

القاهرة (الاتحاد)

اتخذ أهل لحيان مدينة «العلا» عاصمة لمملكتهم، التي تم إنشاؤها بين القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد، بعد نزوحهم من مكة واستقر بهم المقام في تيماء ووادي القُرى، الذي يُعْرف اليوم بـ «العلا» في شمال الجزيرة، فانتزعوا الحكم من الجاليات المعينية التي كانت تحكم أرض الشمال، وسكنوا على الساحل بالقرب من ديدان، وذكرت النقوش أن التسمية الصحيحة للمملكة «لحي آن»، وأن ديانتهم تقوم على تعدد الآلهة، لغتهم عربية شمالية، وتدل الكتابات على استخدامهم الخط اللحياني المشتق من الخط المسند الجنوبي، والنقش يُشِيرُ إلى أن رجلاً اشترى عشرة مناهل من المياه بـ 40 سلعت دلالة على عملتهم.
حكم مملكة لحيان العديد من الملوك منهم هنأس بن شهر، تخمي بن لذن الملقّب بـ «ذسفعن»، شمت جشم بن لذن، جلت قوس، منعي لذن بن هنأس، واهتم هؤلاء الملوك بالأحوال الاقتصادية والعمل على تنمية الموارد المالية وتوثيق علاقاتهم التجارية مع الدول المجاورة كالأنباط، وكانت أكثر عمقاً مع البطالمة حكام مصر.
أولت المملكة اهتماماً خاصاً بالتجارة، بعد السيطرة على خليج العقبة، الذي كان معروفاً بخليج لحيان نسبة لبني لحيان، فأصبح للمملكة نفوذ يتناسب مع مركزها الاستراتيجي كعنق زجاجة بين الجنوب والشمال، وأعطاها حركة تجارية نشطة وأكسبها مكانة في عالم التجارة وساعدها في نمو اقتصادها، الذي قام على عدة مقومات كالزراعة والرعي والصناعة وغيرها، وتشير النقوش اللحيانية إلى وجود محاصيل زراعية، أهمها ثمار النخيل والبخور والعطور والبهارات، كما لعبت مدينة العلا دوراً مهماً نظراً لموقعها على الطريق التجاري القادم من جنوب الجزيرة العربية متجهاً إلى بلاد الشام وسواحل البحر المتوسط شمالاً وإلى بلاد الرافدين.
وشمل نجد ووصل إلى الأحساء شرقاً، ومن ناحية الغرب إلى البحر الأحمر المتاخم لدولتهم وأنشأوا عليه ميناءً بحرياً أسموه «لويكي كومي» مما جعلها من أهم المحطّات التجارية التي زادت من دخل المملكة، كما قاموا بحفر الآبار التي قامت عليها الزراعة مع الأمطار ويُعَد التمر مصدراً رئيساً لهم، كما يعتبر الرعي أحد روافد الاقتصاد في المجتمع اللحياني نظراً لوجود المناطق الشاسعة التي تنمو بها الأعشاب على سقوط الأمطار.
ساهمت الحضارة اللحيانية في حركة الفنون خاصة العمارة والنحت، وتشير النقوش المكتشفة في منطقة تيماء إلى وجود التماثيل الضخمة في حفرية، يرجع تاريخها ما بين القرنين الثالث والرابع ق. م، التي لا تزال آثارها باقية حتى الآن، وامتدت حضارتهم لتشمل جوانب أخرى مثل التعليم الذي شهد على مدى ثقافة أهلها، الذين خرج منهم شعراء وعلماء كان لهم أثر في الساحة الدينية واللغوية والاجتماعية والسياسية، منهم الشعراء عمرو بن العجلان بن عامر، والمتنخل اللحياني الهذلي، وجنوب بنت العجلان اللحياني، وأبو ضب، وأسامة بن عمير اللحياني الهذلي. تفشت السرقات وكثرت حوادث القتل، ولم يكن الحكم مستقراً ما أدى إلى انهيار مملكة لحيان في القرن الثاني أو الأول ق. م.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©