الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الملائكةُ".. يشهدون بما أَنزله الله من قرآن

"الملائكةُ".. يشهدون بما أَنزله الله من قرآن
25 مايو 2019 00:01

أحمد محمد (القاهرة)

القرآن روضة غناء، لا يذبل زهرها، ومعين فياض لا ينضب ماؤه، عطاؤه متجدد، وخيره لا ينقطع، والانشغال به غنيمة العمر، دستور الأمة لا يتخلف عن ركب الأحداث، نبراس الماضي والحاضر، وطريق هداية للسلف والخلف، شهد الله أنه أنزله بعلمه بالآيات والبراهين التي تدل على أنه كلامه، وأن الرسول صادق‏، والملائكة أيضاً يشهدون، بصدق النبي في رسالته، وبأن ما أنزله الله عليه هو الحق الذي لا تحوم حوله شبهة، وشهادة الملائكة شهادة بأنه حق وصدق.
قال تعالى: (لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً)، «سورة النساء: الآية 166»، فقد روي أن يهوداً جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأبلغهم أنه رسول الله صدقاً وحقاً، ودعاهم إلى الإِيمان به وبما جاء به من الدين الحق، فقالوا: من يشهد لك بالرسالة إذ كانت الأنبياء توجد في وقت واحد فيشهد بعضهم لبعض، وأنت من يشهد لك فأنزل الله تعالى هذه الآية، بأنه سبحانه أنزل القرآن بعلمه وبأن الرسول أهل للاصطفاء والإِرسال، إذ حوى أعظم تشريع تعجز البشرية لو اجتمعت أن تأتي بمثله، أليس هذا كافياً في الشهادة لك بالنبوة والرسالة، وكذلك يشهد الملائكة عليه.
قال ابن القيم: ومن نظر في ذلك وتأمله علم أن الله سبحانه شهد لرسوله أصدق الشهادة وأعدلها وأظهرها وصدقه بسائر أنواع التصديق بقوله الذي أقام البراهين على صدقه فيه وبفعله وإقراره وبما فطر عليه عباده من الإقرار بكماله وتنزيهه عن القبائح، وعما لا يليق به، وفي كل وقت يحدث من الآيات الدالة على صدق رسوله ما يقيم به الحجة ويزيل به العذر ويحكم له ولأتباعه بما وعدهم به من العز والنجاة والظفر والتأييد، ويحكم على أعدائه ومكذبيه بما توعدهم به من الخزي والنكال والعقوبات المعجلة الدالة على تحقيق العقوبات المؤجلة، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، فيظهره ظهورين، ظهوراً بالحجة والبيان والدلالة، وظهوراً بالنصر والظفر والغلبة والتأييد، حتى يظهره على مخالفيه ويكون منصوراً.
وقال إمام الدعاة الشيخ الشعراوي، لقد أنزل الله القرآن بعلمه، وهو الذي لا تخفى عليه خافية، وهو الذي خلق كل الخلق ويعلم وهو العليم ما يصلح للبشر من قوانين، والملائكة تشهد لأنها نالت شرف أن يكون المبلغ لرسول الله منهم، وهو جبريل عليه السلام، وهم أيضاً الذين يحسبون حسابات العمل الصالح أو الفاسد للإنسان ويكتبونها في صحيفته، وهم الذين حملوا ما في اللوح المحفوظ وبلغوا ما أمروا بتبليغه وهم يعرفون الكثير، وكفى بالله شهيداً.
وشهادة الملائكة، مقابل تكذيب أهل الكفر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فشهادة الله وحدها تكفي، ومع ذلك، فإن تظاهرتم عليه، فهناك من الملائكة من يتظاهر ضدكم، وفوق ذلك كله رب العالمين سبحانه وتعالى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©