الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ماي تستقيل في خطاب مؤثر.. ومطالب بانتخابات فورية

ماي تستقيل في خطاب مؤثر.. ومطالب بانتخابات فورية
25 مايو 2019 00:25

شادي صلاح الدين (لندن)

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، أمس، استقالتها من منصبها كزعيمة لحزب المحافظين الحاكم اعتباراً من السابع من شهر يونيو المقبل، في خطاب مؤثر، وذلك بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «البريكست» يرضي جميع الأطراف.
وفي كلمتها أمام مقر رئاسة الوزراء «بداوننج ستريت»، قالت زعيمة المحافظين إنها حددت خطتها للاستقالة بعد أن واجهت طلبات متزايدة من داخل حزبها ومن أعضاء المعارضة بترك منصبها. وحاولت ماي جاهدة إخفاء دموعها وهي تقول «إنه كان شرف حياتي خدمة البلد الذي أحب».
وقالت ماي إنها «بذلت قصارى جهدي» لتقديم صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع إعلانها الجدول الزمني لاستقالتها، مضيفة «عملت جاهدة لجعل المملكة المتحدة دولة لا تعمل فقط من أجل عدد قليل من أصحاب الامتيازات ولكن من أجل الجميع ولاحترام نتيجة استفتاء الاتحاد الأوروبي».
واختتمت حديثها قائلة: «سأترك العمل بعد قليل الذي كان شرف حياتي أن أتولاه. أنا أفعل ذلك بلا إرادة سيئة، ولكن بامتنان هائل ودائم لإتاحة الفرصة لي لخدمة البلد الذي أحبه».
لكن بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً على تصويت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، قالت ماي إنها، وستبقى دائماً، تشعر بالأسف أنها لم تتمكن من إنجاح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت «سيكون على من يخلفني مهمة البحث عن طريق المضي قدماً يكرم نتيجة الاستفتاء». وحذرت ماي مرشح القيادة التالي من تبني نهج متشدد لمحادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن ذلك لن يؤدي إلا إلى الإضرار بفرصهم في الحصول على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبينما يبقى دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي مثل «بوريس جونسون» و«دومينيك راب» وآخرين من بين المرشحين المفضلين لدى مكاتب المراهنات لخلافة ماي، قالت رئيسة الوزراء المستقيلة «لا يمكن الوصول إلى مثل هذا التوافق إلا إذا كانت جميع الأطراف مستعدة للتسوية».
كانت ماي وضعت هذا الأسبوع خططاً لمحاولة تقديم مشروع قانون اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى البرلمان، لكن يبدو من غير المرجح أن تحصل الصفقة على دعم كاف بعد أن أعلن كل من حزب العمل والحزب الديمقراطي الوحدوي أنهما لن يصوتا لصالح الصفقة.
من جانبه، قال زعيم المعارضة البريطانية جيريمي كوربين إن ماي كانت «على حق في الاستقالة»، وأنها قبلت فقط «ما عرفته البلاد منذ شهور: إنها لا تستطيع أن تحكم، كما هو الحال بالنسبة لحزبها المنقسم والمتفكك». وأضاف «كل من يصبح زعيم حزب المحافظين الجديد يجب أن يدع الناس يقررون مستقبل بلدنا، من خلال انتخابات عامة فورية».
وسارع أعضاء مجلس وزراء ماي بإصدار بيانات حول استقالة رئيسة الوزراء الحالية، مشيدين بشجاعتها وتصميمها على محاولة الخروج من مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتوالت ردود الفعل العالمية إزاء الاستقالة، فقد قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يشعر «بالأسى» إزاء تيريزا ماي، التي وصفها بأنها شخصية «قوية للغاية» وعملت بجد.
وقال ترامب: «إنه من أجل صالح بلادها».
كما أعلنت المفوضية الأوروبية أن استقالة تيريزا ماي «لا تغير شيئاً» في موقف الدول الـ27 الأعضاء بشأن الاتفاق المبرم حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت المتحدثة باسم رئيس المفوضية الأوروبية مينا اندريفا «سنحترم رئيس الوزراء الجديد، لكن ذلك لا يغير شيئاً في الموقف الذي اعتمده المجلس الأوروبي حول اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد».
وفي فرنسا، أشاد الرئيس إيمانويل ماكرون بـ«العمل الشجاع» الذي قامت به تيريزا ماي، لكنّه دعا إلى «توضيح سريع» لملف بريكست، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية.
واعتبر ماكرون أن هذا القرار «ينبغي أيضاً أن يذكر، في لحظة خيار مهمة، بأن التصويت بالرفض من دون مشروع بديل يؤدي إلى مأزق»، في إشارة إلى الانتخابات الأوروبية وإلى ملف بريكست.
من جانبها، وعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالعمل من أجل «بريكست منظم». وقالت ميركل في شريط فيديو قصير نشره الناطق باسمها على تويتر إنّ «الحكومة الفيدرالية ستواصل بذل كل الجهود من أجل علاقة شراكة جيدة مع بريطانيا، وخروج منظم» من الاتحاد الأوروبي وتجنّب بريكست من دون اتفاق.
وفي أيرلندا حذّر رئيس الوزراء ليو فارادكار من أنّ استقالة ماي تنطوي على مخاطر بالنسبة لدبلن إذ إنّ خلفها قد يخرج لندن من الاتّحاد الأوروبي من دون اتّفاق. وقال فارادكار إنّ «بريكست ينهك السياسة البريطانية وسيستمر ذلك لفترة طويلة جداً. هذا الأمر يعني أننا ندخل الآن مرحلة جديدة في ما يتعلق ببريكست، وهي مرحلة قد تكون خطرة جداً بالنسبة لأيرلندا».
كما حذّرت الحكومة الإسبانية من أنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق بات الآن أمراً لا يمكن تجنبه بعد استقالة ماي.
وقالت الناطقة باسم الحكومة الإسبانية إيزابيل سيلا للصحافيين إنه «في ظل هذه الظروف، يبدو حدوث بريكست من دون اتفاق واقعاً منعه شبه مستحيل».
كما حذّر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي من أنّ الاتحاد الأوروبي لن يقبل بإعادة التفاوض على اتّفاق بريكست مع خليفة تيريزا ماي. وقال روتي إنّ «اتفاق الانسحاب ليس قابلاً لإعادة التفاوض عليه». وأضاف أنّ الغموض المحيط ببريكست «زاد بدلاً من أن يقلّ »، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ هولندا مستعدة لكل الاحتمالات، بما في ذلك سيناريو خروج (بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) من دون اتّفاق.
من جانبه أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا تتابع بانتباه شديد كل العمليات المرتبطة ببريكست والتي لا تؤثر فقط على بريطانيا وإنما أيضاً على الوضع في الاتحاد الأوروبي.
وقال بيسكوف «لدينا مصلحة في أن يكون لدينا شريك مستقر»، مذكراً بأن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لروسيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©