الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصر تحتضن أول معرض في العالم للمايكروموزاييك

مصر تحتضن أول معرض في العالم للمايكروموزاييك
30 مايو 2010 20:40
تحت شعار “سيمفونية جديدة تحمل عبق التاريخ” احتضنت دار الأوبرا المصرية مؤخرا المعرض الأول في العالم للفسيفساء الدقيقة “المايكرو موزاييك” للفنان سعد الروماني الذي حول قطع الزجاج متناهية الصغر إلى لوحات غاية في الإبداع وصلت إلى 39 لوحة استغرق العمل بها 18 عاما لتخرج إلى النور مصورة شخصيات وروايات تاريخية بدقة فائقة. يقول الفنان سعد الروماني، عن معرضه الذي أقامه في دار الأوبرا “فن المايكروموزاييك هو أكثر فنون الموزاييك دقة وهو منتشر الآن في دول حوض البحر المتوسط وبدايته كانت مع أول تفكير للإنسان في وضع حجر بجانب حجر ليبني بيته وليحمل سمات شخصيته فتعريف فن الموزاييك هو تجميع وحدات مختلفة من أحجام وخامات من رخام أو رمال أو صدف أو أحجار كريمة. واعتمدت في معرضي على خامة تجمع بين القوة والمتانة وثبات اللون وهي الزجاج وتعاملت مع كل قطعة كأنها من الألماس من حيث اختيار شكلها وحجمها الذي يصل عرض الكثير منها لأقل من المليمتر وأكبر قطعة يصل عرضها إلى ثلاثة أرباع المليمتر وطريقة وضعها في صفوف طويلة تصل لعشرات الآلاف في اللوحة الواحدة”. روح الموسيقى من أكثر اللوحات قربا لقلب الروماني لوحة روح الموسيقى والتي تشتمل على 40 ألف قطعة من الزجاج الملون. وعن كيفية التحكم في وضع قطع الزجاج بهذه المهارة مع دقتها، يقول “القطع غير متساوية وكل قطعة توضع بناء على غرض وتعتمد على تقدير الفنان فالرسام يرسم بريشته والنحات له الأزميل الذي ينحت به على الحجر دون أن يرسم الأبعاد فكل فنان له أدواته وأحاسيسه التي تفرق بينه وبين الحرفي الذي يكرر العمل بنفس المقاييس أما اللوحات فكل لوحة مفردة تأخذ انطباعات وأحاسيس ومشاعر مختلفة ومقاييسها غير ثابتة وأغلى لوحة بين اللوحات كانت لوحة الملكة إليزابيث”. وعن الفترة التي استغرقها للانتهاء من اللوحات، يقول الروماني “استغرقت ثمانية عشر عاما للانتهاء من 39 لوحة أي بمعدل لوحتين في السنة ولا أعلم سبب اهتمام الناس بالفترة فالعبرة بالنتيجة والمستوى الفني والحسي فمن الممكن أن يقضي نفس الوقت دون جدوى وأنا استغرقت 18 عاما ولست نادما على ذلك بسبب نجاح النتيجة، والجهد المبذول في اللوحة ليس في التعب الجسماني وإنما الذهني لتوصيل فكرة أو فلسفة أو مشاعر معينة فالمنظر الطبيعي رغم جماله لا توجد صعوبة في معرفة تداعياته الفكرية من أول نظرة أما لوحة مثل العلاقات الإنسانية فقد اعتمدت فيها على الألوان لتوصيل المضمون والفكرة الفلسفية لانه لا يوجد من يشرح المعنى للمتلقي بل الجمال أن يشعر كل مشاهد للوحة بالإحساس الذي يلمسه ويجد جزءا من شخصيته برؤيته الخاصة ولهذا يختلف الإحساس من مشاهد لمشاهد والإعجاب بلوحة عن لوحة”. شخصيات مؤثرة من بين الأعمال المعروضة لوحات لفيروز وعمر الشريف ونجيب محفوظ وتكاد تراهم كأنهم واقفين أمامك وليسوا مجرد قطع زجاج ملون، يقول الروماني “اخترت شخصيات أثرت في وليس لي دوافع شخصية أو مادية أو سياسية فهؤلاء لم أقابلهم ولكنهم أثروا فيَّ تأثيرا كبيرا ونجيب محفوظ جعلني اعشق كتاباته وكذلك فيروز بصوتها الذي يتغلغل في أعماق من يسمعها ولأكون صورة للشخص الذي أرسمه كنت أشاهد كل اللقاءات الأرشيفية لتكوين صورة عن أهم سماته الشخصية والروحية فكنت كالنحلة التي تجمع من كل زهرة رحيقا فتعيد صياغته في صورة جديدة تحمل السمات الأساسية”. رزان وفجر طالبتان في كلية الفنون الجميلة حضرتا لمشاهدة معروضات “سيمفونية جديدة تحمل عبق التاريخ”، تقول رزان “هذه اللوحات درس لي في كيفية إضفاء روح على اللوحة وعلى فن الموزاييك وفي اللوحات دقة وجمال أتمنى أن أستطيع في المستقبل صنع مثله”. أما فجر فتقول “من أكثر الفنون طلبا في السوق المصرية هو فن الفسيفساء لاستخداماته العديدة والرائعة لذا سأتخصص في هذا الفن خاصة بعد رؤيتي لهذا العدد من اللوحات التي تشجع كل فنان على الإبداع والتميز باستخدام الخامات وأعجبتني لوحة راقصة الباليه”. مؤمن طالب في كلية الهندسة وجذبه هذا الفن كثيرا وجاء ليشاهد اللوحات، ويقول “هذه أول مرة يقام معرض للميكرو موزاييك لذلك أردت أن أتعرف على هذه الدقة وأشاهد اللوحات المتميزة وأعجبتني لوحة الصياد”. الموزاييك فن تاريخي فن الموزاييك أو الفسيفساء أهم فنون الجداريات التي ارتبطت بنهضة العمارة وتنوع الخامات الحجرية أو الصخرية ويمكن الخلط بينهما لخدمة فكرة الرسم وكانت لمصر الريادة في هذا الفن ويظهر ذلك في تصميم الحلي والعقود والأقراط وفي مجموعة توت غنخ آمون حتى أن غطاء التابوت لهذا الملك عمل موزاييكي واستخدم هذا الفن أثناء الاحتلال الروماني في أرضيات القصور وانتقل إلى أوروبا وإيطاليا واستخدمت الفسيفساء في كنائس تاريخية وفي أرضيات وجدران المساجد والنافورات التي تزين المناطق الأثرية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©