الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما رمضان.. غاب النجوم الكبار وحضر الشباب

دراما رمضان.. غاب النجوم الكبار وحضر الشباب
24 مايو 2019 00:20

محمد قناوي (القاهرة)

غاب كبار نجوم الدراما المصرية الذين اعتاد الجمهور المصري والعربي على وجودهم كل موسم رمضاني، فللمرة الأولى منذ ثماني سنوات يغيب الزعيم عادل إمام، كما غاب يحيى الفخراني، ويسرا، وليلى علوي، للعام الثالث على التوالي، وأيضاً إلهام شاهين، واستأثر النجوم الشباب بالخريطة الرمضانية، وهذا الغياب يطرح تساؤلاً مهماً: هل الموسم الدرامي الحالي سيكون بداية النهاية لعصر هؤلاء النجوم الكبار؟ هل يبدو أن عصر الدراما التلفزيونية الذي رسم ملامحه هؤلاء النجوم قد انتهى دون سابق إنذار؟

خلافات إنتاجية
قبل الإجابة عن هذا التساؤل، لا بد أن نشير إلى أن الزعيم عادل إمام كان من المقرر أن يخوض السباق الرمضاني بمسلسل «فلانتينو»، تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج رامي إمام، وتم الانتهاء من تصوير 50% من أحداث المسلسل، ليأتي التوقف وبشكل مفاجئ للغاية أيضاً هذا العام، حينما أعلن المخرج رامي إمام عن توقف المسلسل، نتيجة خلافات إنتاجية لم يتم الإفصاح عن سببها.
أما النجم الكبير يحيى الفخراني، فقد قرر منذ شهور قليلة وقف تحضيرات مسلسله الجديد الذي تعاقد على بطولته للعرض في شهر رمضان مع الشركة المنتجة نفسها لمسلسله الأخير «بالحجم العائلي»، بعدما تم التعاقد مع السيناريست عبد الرحيم كمال والمخرج شادي الفخراني للتعاون مجدداً بعدما ابتعد عنهما في عمله الأخير، عندما استعان بالسيناريست محمد رجاء، والمخرجة هالة خليل، وجاء توقف المسلسل بسبب ارتفاع الميزانية، وعدم قدرة الشركة المنتجة على حل هذه المشكلة، وبعد فترة من المفاوضات مع القائمين على العمل، تقرر التراجع عن تقديمه في شهر رمضان الجاري، ليقوم الفخراني بالاعتذار ورد العربون الذي حصل عليه من الشركة المنتجة، وبذلك فضّل الفخراني الابتعاد عن المسلسلات هذا العام والاتجاه إلى المسرح، من خلال مسرحية «الملك لير» التي يقدمها بأحد المسارح في التجمع الخامس.

قسط من الراحة
وعلقت الفنانة يسرا على خروجها من سباق دراما رمضان 2019، حيث كان من المقرر أن تشارك من خلال مسلسل «بيت العيلة»، والذي بدأت تصوير المشاهد الأولى منه، ثم توقفت، حيث قالت: الحقيقة لم أكن متفائلة بأننا سنبدأ التصوير، خاصة لضيق الوقت، ولم أكن واثقة أننا سنتمكن من تصوير الكثير من المشاهد خلال مدة شهرين، ولكن في كل الأحوال لم يكن لديّ استعداد كافٍ للدخول في التصوير، وهذا العام أفضل أن أجلس في منزلي، وأتابع الدراما الرمضانية كمشاهدة وآخذ قسطاً من الراحة.
وقالت الفنانة إلهام شاهين إنها تغيب عن دراما رمضان هذا العام، وبالفعل عُرض عليها سيناريو مسلسل جديد، لكن جهة الإنتاج والتوزيع قررت تأجيله للعام القادم بسبب حالة الارتباك التي أصابت الخريطة الرمضانية هذا العام مرتبكة كثيراً، وسوف أستغل فترة الغياب للعودة للسينما من خلال فيلم «حظر تجول» مع المخرج أمير رمسيس لبدء تصويره خلال الفترة القادمة.
وقالت النجمة ليلى علوي، إنها قامت بقراءة عمل درامي لتخوض من خلاله السباق الرمضاني، ولكن فجأة توقف كل شيء دون أسباب.

تناغم مفيد
وأكد الناقد كمال رمزي أنّ التناغم بين الأجيال المتباينة مفيد ويرتفع بمستوى الدراما التلفزيونية، كما أن الكبار في العالم يلقبونهم بنجوم العيار الثقيل لأنهم يمنحون المسلسلات قيمة رفيعة في الأداء، وتعاونهم مع الشباب لا ينتقص من قدرهم، سواء كان ذلك يتم في السينما أو التلفزيون.
وأوضح رمزي أن إقبال جهات الإنتاج على التعاقد مع أسماء جديدة في عالم الدراما التلفزيونية يعد أمراً طبيعياً لأنه لا بد من التجديد وتقديم أعمال متنوعة تحقق تواصلاً مع الجيل الحالي.
وقال الناقد نادر عدلي: «لا يمكن القول إنه يوجد غياب للكبار، فيوجد بالفعل كبار يخوضون السباق الدرامي الرمضاني هذا العام، فيوجد كبار من الأجيال الجديدة، فوجود أحمد السقا، وعمرو سعد رغم أن تعامله مع الشاشة الصغيرة لم يكن كبيراً، ولكن توجد فئة من الجماهير تجتذبهم الشباب بشكل عام».
وأضاف: «سنفتقد بالفعل نجوماً مثل عادل إمام، ويحيى الفخراني لأنهم دائماً ما يقدمون أشكالاً جديدة، وعموماً أعمال رمضان لا تتأثر بغياب كبار النجوم لأن جمهورها جاهز وينتظرها، ولكن المهم ما هو الذي سينجح مما يقدم.

غياب النص المناسب
وأكدت الناقدة ماجدة موريس أن دراما رمضان لن تتأثر لأن الأعمال التي قدمها النجوم الكبار خلال الأعوام الماضية لا تزال تعرض حالياً على مدى العام، فإعادة العرض في عدد كبير من القنوات يتيح للأعمال الجيدة التي لم يشاهدها الجمهور مشاهدتها مرة أخرى، وأيضاً يقلل فترة الاشتياق لنجم معين لأن الجمهور يجده دوماً أمامه، وأيضاً تلك الإعادات المستمرة للمسلسلات تجعل الناس تشتاق لأعمال أخرى وجديدة.
وقالت الناقدة خيرية البشلاوي: لا بد أن نبحث عن أسباب غياب كبار النجوم حتى نحكم على سبب غيابهم، فالفخراني مثلاً لم يجد النص المناسب الذي من الممكن أن يدفعه للأمام، لأن الرجل قدم أعمالاً جيدة في السنوات الأخيرة ووصل لمستوى من التقدم الدرامي الموضوعي والتفوق بما يجعله يدقق جداً في اختياراته خاصة وأنه مستقر مادياً، وفنياً بحيث لا يجوز معه التنازل.
وأضافت: أياً كان من سيغيب عن الموسم الدرامي، فصناعة الدراما أصبح لها رصيد كبير وثري من الممثلين والفنيين الذين من الممكن أن يعوضوا كثيراً عن أي غياب، فمشكلتنا في صناعة الدراما ليس في الفنانين لأنه يوجد لدينا جيل كبير ومتوسط وصغير، فالدراما الأعوام الماضية أفرزت عدداً كبيراً من الأجيال المختلفة وقدموا أعمالاً جيدة ونجحوا بقوة، لكن المشكلة في النصوص الدرامية، وبالتالي الفنان القوي الغني فنياً، لن يتنازل بتقديم نص ضعيف، ومن الممكن أن يكون أحدهم يرغب في أن يستريح، وهذا حقه ويعيد النظر ويراجع حساباته الفنية.

تطور حتمي
يقول الفنان سمير غانم: غياب النجوم الكبار ليس ظاهرة، بل هذا هو التطور الحتمي للأمور، لأنّ هناك أجيالاً جديدة من النجوم تظهر، ولكنها ليست بالضرورة أن تحل محل النجوم الكبار، ولكن يحدث تداخل إلى أن تغطي الموجة الجديدة على نظيرتها، والدراما التلفزيونية في مصر رائدة، وهناك مصنع ينتج أجيالاً باستمرار، وهو أبرز ملمح من ملامح الدراما المصرية، والذي يدفع شباباً صغاراً إلى أن يصبحوا نجوماً، معتبراً أن هذا الأمر في صالح الفن المصري القادر على استيعاب كل الأجيال وتقديم موضوعات وأفكار تناسب كل الفئات العمرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©