الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش الليبي يستعد للمرحلة الثالثة من معركة طرابلس

الجيش الليبي يستعد للمرحلة الثالثة من معركة طرابلس
24 مايو 2019 01:16

حسن الورفلي (بنغازي)

تستعد قوات الجيش الليبي لإطلاق المرحلة الثالثة من معركة طرابلس بتكثيف سلاح الجو لغاراته على تمركزات الميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق، والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محاور القتال في العاصمة. ونفذ سلاح الجو الليبي أكثر من 20 غارة جوية على تمركزات الميليشيات المسلحة في طرابلس أمس 9 غارات، منها استهدفت ميليشيا «الصمود» التي يقودها الإرهابي صلاح بادي في محور وادي الربيع، ومقتل 30 من عناصر الميليشيا، بحسب مصادر في الجيش الليبي. ويسعى الجيش الليبي على مدار 7 أسابيع إلى استنزاف الميليشيات المسلحة بتدمير مخازن للأسلحة والذخائر في محاور طرابلس، ما دفع قادة الميليشيات لطلب النجدة من الجانب التركي الذي دعم المسلحين بمدرعات عسكرية. واحتدمت المواجهات بين الجيش الليبي، وميليشيات داعمة لحكومة الوفاق بالأسلحة المتوسطة والمدفعية في محاور طريق المطار وخلة الفرجان وعين زارة والزطارنة.
وقال اللواء فوزي المنصوري، قائد محور عين زارة لـ«الاتحاد»، إن قوات الجيش الليبي تحقق تقدماً ملحوظاً و«قفزات» ملموسة باتجاه معسكر النقلية قرب كوبري صلاح الدين.
ولفت المنصوري إلى أن قوات الجيش الليبي لا تعير أي اهتمام بالدعم التركي للميليشيات بالسلاح، مشيراً إلى أن التعزيزات التي وصلت للميليشيات لم تحدث أي فارق على الأرض. وبحسب مراقبين فإن الميليشيات في طرابلس تعاني انهياراً كبيراً في صفوفها بسبب عدم امتلاكها القدرات والخبرات العسكرية التي تمكنها من الصمود أمام جيش نظامي، وهو ما يفسر سبب اتجاه الجيش الليبي لإطالة أمد المعركة لاستنزاف الميليشيات بشكل كامل.
إلى ذلك، استنكرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الليبي وصول شحنات السلاح إلى الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني المتمركزة في طرابلس. واعتبرت لجنة الخارجية بالبرلمان الليبي في بيان صحفي لها أن وصول شحنات السلاح إلى المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني بادرة خطيرة، وانتهاك واضح للشرعية الدولية المتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 1970 الذي ينص على حظر بيع وتوريد السلاح وما يتعلق به إلى ليبيا. واعتبرت اللجنة أن الصمت على هذا الخرق الكبير يعد إشارة إلى أن المجتمع الدولي غير جاد في تنفيذ قرار الحظر وإلى سياسة الكيل بمكيالين، وعدم وقوفه على مسافة واحدة من الجميع.
وأعربت اللجنة عن قلقها من وصول هذا السلاح وبسبب الفوضى في المناطق التي تتبع حكومة الوفاق الوطني إلى بعض المجموعات الإرهابية، ما يشكل تهديداً لكافة دول المنطقة، بالإضافة إلى إطالة زمن الحرب، وتعريض مدينة طرابلس وما حولها للدمار والخراب. وفي سياق متصل، طرحت كتلة نواب برقة في البرلمان الليبي مبادرة ترتكز على تشكيل لجنة برلمانية من نخب وطنية يشكلها مجلس النواب لإعداد خريطة طريق جديدة وتعديلات دستورية، وتتضمن المبادرة بنوداً تدعو لدخول ليبيا في مرحلة انتقالية رابعة تمهد الطريق لانتخابات برلمانية ورئاسية على أساس مزيج من دستور الاستقلال الأساسي وتعديله، واختيار مدينة سرت مقراً للسلطات التشريعية والتنفيذية من حكومة ورئاسة بحماية قوات مشتركة من قطاع الداخلية، وإلغاء الاتفاق السياسي مع استمرار مجلس الدولة الموسع ككيان استشاري للحكومات.
وشملت بنود المبادرة الدعوة إلى التئام مجلس النواب الليبي مجتمعاً برئاسته القانونية لممارسة كافة الاستحقاقات بالأغلبية المطلقة لأعضائه، ووضع آليات لتوزيع عادل للثروة وتوزيع المؤسسات وتفعيل حكم محلي حقيقي وآليات تضمن تحقيق تكافؤ الفرص بين أبناء الشعب الليبي.
واعتبر غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، أن النزاع يبدد الثروة النفطية لتسديد تكلفة الحرب، وقال إن ليبيا مثال على التدخل الأجنبي في نزاعات محلية، مضيفاً: «ما بين 6 و10 دول تتدخل بشكل دائم في المشكلة الليبية»، وتقوم بإدخال السلاح والمال وتقدم المشورة العسكرية. وقال سلامة في كلمة له أمام معهد السلام الدولي: «لطالما اعتبرت مواطنيّ في لبنان على قدر من الغباء، حيث أقدموا على الانتحار بأموال أشخاص آخرين. أما الليبيون فأسوأ لأنهم يقدمون على الانتحار بمالهم». وشدد المبعوث الأممي على أن ليبيا دولة غنية تنتج 1.2 مليون برميل من النفط يومياً، مضيفاً: «كما أن هناك مناجم ذهب وبلاتين.. ليبيا غنية جداً، لذا يمكن للنزاع أن يتوسع».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©