الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلال بن رباح.. أول مؤذن في الإسلام

بلال بن رباح.. أول مؤذن في الإسلام
23 مايو 2019 04:01

القاهرة (الاتحاد)

الأذان هو الإبلاغ والإعلام بدخول الوقت، وقد شُرِع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، بعدما رأى عبدالله بن زيد، رضي الله عنه، في المنام رجلاً يلبس ثوبين أخضرين ويخبره بصيغة الأذان، فجاء إلى رسول الله وأخبره بالمنام، فقال له إنها رؤيا حق، ومن هنا بدأ الأذان في الإسلام.
وأول مؤذنٍ في الإسلام هو الصحابي بلال بن رباح، رضي الله عنه، فكان أول من أذن، وقد أطلق عليه لقب مؤذن رسول الله وسيد المؤذنين، هو بلال بن رباح الحبشي، شديد السمرة، نحيف، مفرط الطول، كثير الشعر، جميل الصوت، صار هذا «العبد» الضعيف من السادات وواحداً من أفضل البشر، كان عبداً مملوكاً فحرره الله بالإسلام، أسود اللون ولكن نور الإسلام أضاء قلبه ووجهه، من الأرقاء الذين يعيشون في مكة المكرمة، وأبوه رباح وأمه يمامة، كانت إحدى إمائهم، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء التي توجه إليه، إلا ويحني رأسه ويغض طرفه وتسيل عبراته ويقول: إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً.
كان بلال من السابقين إلى الإسلام ومن المستضعفين، فهو من الأوائل في دخول الدين الحنيف، دخل يوما الكعبة وقريش في ظهره لا يعلم، فالتفت فلم ير أحداً، فأتى الأصنام وجعل يبصق عليها ويقول: خاب وخسر من عبدكن، فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جدعان فاختفى فيها، اشتهر بقوة يقينه، وغيرته على الدعوة وجمال النغم في ترجيع صوته.
وقد كان مؤذن رسول الله في السفر والحضر، أسلم مبكراً وأعلن إسلامه مع أبي بكر الصديق وعمار بن ياسر وسمية وصهيب رضي الله عنهم، وتعرض لشتى صنوف العذاب من المشركين مع الذين أعلنوا إسلامهم، فكان المشركون يحضرونهم ويلبسونهم دروعاً من الحديد ويوقفونهم في الشمس في مكة، ويجبرونهم على قول الباطل، فضعفوا إلا بلال الذي ظل صامداً، فجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي مكة ويطوفون به في الشعاب، ويسخرون منه ويعذبونه، فظل ثابت القلب واللسان، فلم يصبأ ولم ينل من عقيدته ألم الضرب، ولا حر الظمأ، ولا طول التعريض للشمس على بطاح مكة المتلهبة، وعجزت كل هذه المحن أن تثني عزيمته، فلم يكن له من جواب على كل أمر يتلقاه من معذبيه إلا أن يردد قولته المشهورة: «أحدٌ أحد»، وكان أمية بن خلف يخرج في الرمضاء، ويأخذه ويضع على صدره صخرة عظيمةً، فمر أبو بكر الصديق، ولما يأسوا أن يردّوه عن دين الإسلام، فاشتراه بأربعين أوقية من فضة، وكان عمر رضي الله عنه يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا.
شهد بلال مع النبي غزوة بدر، وقَتَل يومها أمية بن خلف مولاه السابق الذي كان يُعذّبه، كما شارك في باقي غزواته كلها، وهاجر إلى المدينة، وحظي بمنزلة رفيعة عند النبي، فقد روى أبو هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لبلال: «حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة، فقال بلال: ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي»، وقال صلى الله عليه وسلم: «السُّبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©