عدد اليوم
دبي (الاتحاد)
كثيرون لا يختلفون حول أداء المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، الذي يعد اللاعب الأكثر تألقاً في أروع موسم لفريق ليفربول، بل إنه يحتل صدارة قائمة النجوم الذين أعادوا للريدز البريق المفقود، صحيح أن محمد صلاح، وساديو ماني، وروبرتو فيرمينيو، والحارس أليسون بيكر يشاركونه في إعادة ليفربول للمنافسة على البطولات، إلا أن فان دايك هو صمام الأمان، ومصدر الثقة لفريقه، كما أنه قائد الفريق دون أن يكون في حاجة لشارة القيادة، كما أنه الركيزة الأساسية للجيل الحالي لمنتخب هولندا الذي عاد من جديد لتقديم كرة القدم الجميلة، والتي تجعل منتخب الطواحين «العشق الثاني» للملايين حول العالم بعد منتخبهم الوطني.
وبالنظر إلى توهج فان دايك الذي يجمع بين القوة وأناقة الأداء، والشخصية القيادية في الملعب، والمزج بين المهام الدفاعية، والمشاركة في الجانب الهجومي بشكل مؤثر، فقد أصبح الأقرب نظرياً للفوز بالكرة الذهبية لعام 2019 في حال حصل ليفربول على لقب دوري الأبطال على حساب توتنهام في النهائي المرتقب، والذي يقام 1 يونيو المقبل في واندا ميتروبوليتانو معقل فريق أتلتيكو مدريد.
فان دايك انتزع لقب أفضل لاعب في البريميرليج للموسم المنتهي، ليعيد للأذهان أسطورة المدافع الإنجليزي جون تيري لاعب تشيلسي السابق، الذي فاز باللقب عام 2005، وهو آخر مدافع يفوز بجائزة الأفضل في البريميرليج، قبل أن يظهر فان دايك ويعيد الكبرياء الكروي للمدافعين، فقد جرت العادة أن يستأثر المهاجمون ونجوم وسط الميدان بالجوائز الفردية الرفيعة.
وفي حال توج فان ديك بالكرة الذهبية، والذي يرتبط في المقام الأول بفوز ليفربول بالأبطال، فإن المدافعين سيستعيدون هيبتهم، ليصبح رابع مدافع في التاريخ يفوز بأهم جائزة فردية في عالم كرة القدم، بعد أن فعلها القيصر الألماني فرانز بيكنباور عامي 1972 و 1976، ومواطنه الألماني لوثار ماتيوس 1990، والنجم الإيطالي فابيو كانافارو عام 2006، وهو آخر مدافع يحقق هذا المجد الشخصي، ولكن لماذا أصبح فان دايك الأقرب للفوز بالكرة الذهبية لعام 2019 ؟
الأفضل في البريميرليج
فان دايك هو اللاعب الأفضل في ليفربول طوال الموسم المنتهي، بل الأفضل في الدوري الإنجليزي، ونال اللقب بجدارة على حساب نجوم الوسط وأباطرة الهجوم، وشارك المدافع الهولندي في 38 من أصل 38 مباراة بالدوري، وسجل رباعية وصنع ثنائية، ورسم ملامح ما يشبه المعجزة الكروية، فهو لاعب مدافع، ولكن لم ينجح أي لاعب في مراوغته طوال الموسم، وهي حقيقة مرصودة رقمياً وإحصائياً، وليس مجرد انطباع عابر، ويحظى فان دايك بثقة لا حدود لها من يورجن كلوب.
نجومية دوري الأبطال
شارك فان دايك في 11 مباراة خاضها ليفربول في النسخة الحالية لدوري الأبطال، أي في جميع المباريات مكرراً ما فعله ببطولة الدوري، وسجل المدافع الهولندي ثنائية، وصنع مثلها، صحيح أنه لم يكن في حالة جيدة في موقعة الكامب نو أمام البارسا في ذهاب قبل النهائي، ولكنه تألق في موقعة الرد بالآنفيلد، ولعب دوراً مهماً في الريمونتادا التاريخية برباعية نظيفة، وفي حال فاز الليفر بالبطولة القارية فسوف تتعزز حظوظ فان دايك في الكرة الذهبية.
زعيم المنتخب الهولندي
ظل المنتخب الهولندي بعيداً لفترة عن مشاهد ولوحات الإبداع الكروي التي اعتاد تقديمها مونديالياً وقارياً، ومع ظهور فان دايك استعاد الهولنديون بريقهم بصورة لافتة، ويحظى مدافع الطواحين بمكانة خاصة في صفوف منتخب بلاده، مما جعله يحصل على شارة القيادة رغم وجود ما لا يقل عن 5 نجوم أكبر عمراً، وعدد آخر من اللاعبين أكثر مشاركة في المباريات الدولية، لكن قوة الشخصية التي يتمتع بها فان دايك دفعته في طريق قيادة المنتخب البرتقالي.
