السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"إنترناشيونال بوليسي دايجست": فشل رهان أردوغان على الخلافات الأميركية الروسية

"إنترناشيونال بوليسي دايجست": فشل رهان أردوغان على الخلافات الأميركية الروسية
21 مايو 2019 00:19

دينا محمود (لندن)

أكدت مصادر إعلاميةٌ غربيةٌ أن محاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعب على التناقضات بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل تحقيق مكاسب سياسيةٍ وعسكريةٍ لنظامه، قد باءت بالفشل، وأن «الصدوع» بدأت في الظهور تدريجياً في العلاقات بين أنقرة وموسكو.
وقالت المصادر إن الخلافات الخفية بين الجانبين ظهرت للعلن مؤخراً، من خلال وقائع ربما لم تحظ باهتمامٍ إعلاميٍ كبيرٍ، من قبيل التسريبات التي نشرتها صحفٌ مقربةٌ من أردوغان ونظامه، بشأن اكتشاف وجود «شقوقٍ» في الأساس الخرساني لمحطة «أك كويو» النووية، وهي المحطة الأولى من نوعها من تركيا، ويتم تشييدها في ولاية مرسين جنوبي البلاد، على يد شركة «روس آتوم» الحكومية الروسية.
وأوضحت المصادر الغربية في تقريرٍ نشرته مجلة «إنترناشيونال بوليسي دايجست» الإلكترونية المرموقة، أن المفارقة تتمثل في أن هذه «الشقوق» اكتُشِفَت وعولجت منذ عامٍ كامل، تحديداً بعد شهورٍ قليلةٍ من مراسم وضع حجر الأساس للمحطة في أبريل من العام الماضي بمشاركة أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يثير تساؤلاتٍ حول أسباب حديث وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة عنها في الوقت الحاضر.
وأشار التقرير الذي حمل عنوان «أردوغان يجد نفسه في مأزق جيوسياسيٍ مسدود»، إلى أن تلك التسريبات قد تستهدف تشتيت الانتباه عن الفضيحة السياسية المتعلقة بإجبار الرئيس التركي للهيئة العليا للانتخابات في بلاده، على إعادة انتخابات بلدية إسطنبول.
لكن ثمة أسباباً أخرى محتملة للتقارير التي تداولها الإعلام التركي الحكومي وشبه الرسمي حول «صدوع محطة أك كويو»، تتمثل بحسب خبراء في محاولة أردوغان للإيحاء للغرب بأنه لم يجعل بلاده محميةً تدور في الفلك الروسي، وأن بمقدوره الاختلاف مع موسكو حتى في الوقت الذي تتدهور فيه علاقاته مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إثر تشبثه بإتمام شراء صفقة منظومة «إس 400» الروسية المتطور للدفاع الصاروخي.
وقال إن الرئيس التركي يحاول الخروج من مأزقه الداخلي والخارجي الراهن، عبر محاولته إقناع القوى الغربية الرئيسة بأنه لم يسلم كل أوراقه للدب الروسي.
وأشار كوهين إلى أن من بين المحاولات التي يقوم بها الرئيس التركي في هذا الصدد «مغازلة ترامب (لإقناعه) بزيارة تركيا في وقتٍ لاحقٍ من العام الجاري.. والتأرجح في التصريحات حول شراء منظومة إس 400، فتارة يقول إنه سيشتريها وتارة (تُسرب أنباءٌ) عن عدم رغبته في ذلك».
وأشار المحلل السياسي الأميركي المخضرم إلى أن ألاعيب أردوغان على هذا الصعيد، تشتمل أيضاً على تعطيل العمل في محطة «أك كويو» المزمع افتتاحها في عام 2023، وذلك في ضوء أن أي تأجيلٍ سيُكبد الشركة الروسية التي تتولى التنفيذ، خسائر لا يُستهان بها.
وحذر محللون آخرون من أن الوقت لم يعد مُتاحاً أمام الرئيس التركي لموازنة علاقاته مع الولايات المتحدة وروسيا، قائلين إنه ليس من مصلحة أردوغان أن يحول المحطة النووية الجاري تشييدها في بلاده إلى «بيدقٍ في لعبة الشطرنج الجيوسياسية»، التي يتوهم أنه بارعٌ فيها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©