عدد اليوم
كان، فرنسا (أ ف ب)
على الرغم من احتدام المعارك، قرّر زوجان البقاء مع طفلتهما الصغيرة في حلب المحاصرة التي أصابها الدمار، هي لتصوّر وهو ليطبّب.. هكذا تبرّر المخرجة السورية وعد الخطيب قرارها هذا في وثائقي هزّ مشاعر الجمهور في مهرجان كان السينمائي. والفيلم الذي شارك البريطاني إدوارد واتس في إخراجه، خلال جلسة خاصة، أصبحت حظوظه وافرة للفوز بجائزة «العين الذهبية» التي تكرّم منذ عام 2015 عملاً وثائقياً يعرض في كان. وقالت وعد الخطيب التي لم تبلغ بعد عامها الثلاثين: «صنعت الفيلم لأبرّر لابنتي سما الخيار القاسي الذي اضطررنا إلى اتخاذه» والقاضي ببقاء العائلة في سوريا خلال المرحلة الأكثر دموية من النزاع، وذلك في مستشفى حلب حيث يعمل زوجها الطبيب حمزة والذي كان عرضة للقصف.
ويستعرض «إلى سما» الذي يتّخذ شكل رسالة توجّهها الأمّ إلى ابنتها ويتضمّن مشاهد مؤثّرة، صوّرتها الخطيب في شوارع حلب أو محيط المستشفى، مسار وعد الطالبة فالزوجة والوالدة.
وصرّحت المخرجة خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في كان: «كانوا يتكلمون في الأخبار عن إرهابيين وليس عن متظاهرين.. وكانت الفكرة تقضي بحمل الهاتف الخلوي لتوثيق الأحداث». وبدأت وعد الخطيب التصوير في عام 2012 تزامناً مع اندلاع المعارك في مدينة حلب.
ولم تفارقها الكاميرا منذ ذلك الحين، حيث صوّرت كل المشاهد التي جرت على مرأى ومسمع منها، من القصف إلى الكلمات الأولى لابنتها، مروراً بتوافد الجرحى إلى المستشفى.
ونالت بفضل تسجيلاتها هذه مكافآت عدة، أبرزها جائزة في مهرجان بايو لمراسلي الحرب سنة 2017.
