الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"جيو تي في": قطر تحرض طالبان على تخريب محادثات السلام

"جيو تي في": قطر تحرض طالبان على تخريب محادثات السلام
18 مايو 2019 00:32

دينا محمود (لندن)

اتهم محللون باكستانيون النظام القطري بدفع حركة طالبان لاتخاذ مواقف متشددةٍ في المحادثات التي تجري بينها وممثلين للإدارة الأميركية في الدوحة منذ شهور عدة، وشددوا على أن الدوحة تعمل على تقويض كل الجهود الإقليمية الرامية لتحقيق انفراجة في جولات التفاوض بين الجانبين، والتي اختُتِمَتْ أحدثها في التاسع من الشهر الجاري.
وقال المحلل السياسي الباكستاني البارز رحيم الله يوسفزاي، إن فشل هذه الجولات يعكس النفوذ الهائل الذي تمارسه قطر على الحركة الأفغانية المسلحة، لا سيما وأن نظامها الحاكم هو الذي يستضيف المفاوضات بين طالبان وواشنطن منذ يوليو 2018، وهو كذلك الذي يوفر مقراً للمكتب السياسي لهذا التنظيم المتشدد منذ 2010.
وأشار إلى أن مختلف المؤشرات تفيد بأن النظام القطري يعمل على تخريب المساعي التي تبذلها قوى مثل باكستان، لإقناع طالبان بإلقاء السلاح ونبذ العنف، ووقف الهجمات من أجل تمهيد الطريق نحو إحلال السلام في أفغانستان، وهي الجهود التي تقوم بها إسلام آباد بناءً على طلب من الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، لإجبار الحركة المسلحة على وقف إطلاق النار كخطوة أولى.
وشدد يوسفزاي على أن الضغوط القطرية التي تُمارس على قيادات طالبان من وراء الستار، تقف وراء الموقف المتعنت الذي تتخذه في المفاوضات عبر إصرارها على عدم إبداء أي مؤشرٍ على المرونة أو الاعتدال، اللهم إلا موافقتها المبدئية على حضور حوارٍ أفغاني - أفغاني في قطر، يُسمح لمسؤولي الحكومة الأفغانية بالمشاركة فيه بصفتهم الشخصية لا الرسمية.
لكن هذا الحوار المزعوم أُرجئ كذلك جراء خلافاتٍ حول حجم وتكوين الوفد الأفغاني، الذي كان يُفترض أن يلتقي وفداً مُمثلاً لطالبان في أواخر أبريل الماضي، ولم تكن يد «نظام الحمدين» بعيدةً عن ذلك الإرجاء أيضاً.
وألمح يوسفزاي - في المقال الذي نشره الموقع الإلكتروني لمحطة «جيو» التلفزيونية الباكستانية - إلى أن العلاقة الوطيدة التي تجمع قادة النظام القطري بمسلحي طالبان، تتجسد في تمسك الحركة الأفغانية المتطرفة بأن تكون الدويلة المعزولة هي مسرح المفاوضات مع الولايات المتحدة من جهة، والمكان الذي يُنتظر أن يجري فيه الحوار الأفغاني - الأفغاني حال عقده في المستقبل من جهةٍ أخرى.
وقال إن طالبان تتمسك كذلك بالرفض المطلق لكل المقترحات الرامية لنقل مكتبها السياسي من قطر إلى أيٍ من الدول الأخرى التي عرضت استضافته على أراضيها.
كما أن الحركة لم تبد أي حماسةٍ - بحسب المقال - لمقترحٍ طرحته الحكومة الأفغانية يستهدف إجراء الحوار بين الأفغان وبعضهم بعضاً في أوزبكستان بدلاً من قطر، التي «يحظى فيها قادة طالبان» بمعاملة متميزة تفضح حفاوة نظام تميم بن حمد بالحركات المتطرفة والإرهابية.
فالمكتب يضم 15 من عناصر حركة طالبان مع أسرهم، يوفر النظام القطري لهم السكن والنفقات المالية.
ويحذر خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب من أن مكتب طالبان - الذي أُسِسَ عام 2013 - يُستخدم في جمع تبرعاتٍ وتشغيل شركاتٍ خاصةٍ، من أجل تمويل أنشطة الحركة الأفغانية الدموية، بعلمٍ من المسؤولين القطريين.
وألمح المحلل السياسي الباكستاني إلى أن قطر تواصل علاقتها المشبوهة مع طالبان والاضطلاع بدورها المُخرب لجهود إحلال السلام في أفغانستان، على الرغم من الأزمة الإقليمية التي تعصف بها منذ نحو عامين، في إشارةٍ إلى المقاطعة المفروضة على النظام الحاكم فيها من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، بما يشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، بجانب إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية.
وأوضح يوسفزاي أن النظام القطري دأب - رغم الأزمة التي تجتاحه - على مواصلة محاولاته المستميتة للاضطلاع بأدوارٍ تفوق قدراته وإمكانياته وحجمه، مشدداً على أن ذلك يأتي عبر تمتين الدوحة علاقاتها مع تنظيماتٍ إرهابية على رأسها جماعة «الإخوان» والحركات المنبثقة عنها، مثل حركة حماس المسيطرة بالقوة على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.
وضرب الكاتب أمثلةً على تحركات «نظام الحمدين»، التي يحاول من خلالها الادعاء بأن له أهميةً على الساحة الإقليمية، وكلها ذات صلة بروابطه بالجماعات المتطرفة، ومن بينها توسطه في عمليةٍ لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وطالبان، شملت إطلاق سراح جندي أميركي مقابل الإفراج عن خمسة من كبار قادة الحركة الأفغانية المسلحة كانوا محتجزين في معتقل جوانتانامو.
وخلص رحيم الله يوسفزاي للقول في ختام مقاله إنه لا وجه للمقارنة بين قطر وباكستان في التعامل مع الملف الأفغاني المعقد، خاصةً وأن باكستان هي دولةٌ تجاور أفغانستان بشكلٍ مباشر، وتؤوي على أراضيها قرابة 2.5 مليون لاجئ أفغاني، بينما تستضيف الدولة المعزولة ما بات يُعتبر بمثابة «سفارةٍ غير رسمية» لطالبان، رغم أن الأراضي القطرية تشكل في الوقت نفسه مقراً لقاعدة «العديد» التي يستخدمها الجيش الأميركي، ويرابط فيها أكثر من 10 آلافٍ من عناصره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©