الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"القلنسوة" و "التوبيتيكا".. ديربي الألوان الزاهية

"القلنسوة" و "التوبيتيكا".. ديربي الألوان الزاهية
15 يناير 2019 00:06

 معتصم عبدالله (دبي)

خطف جمهور «ديربي وسط آسيا» الذي جمع منتخب أوزبكستان بجاره تركمانستان، أمس الأول على استاد راشد في دبي ضمن الجولة الثانية للمجموعة السادسة، الأنظار عن المباراة التي ذهبت نتيجتها لعباً وأداءً للذئاب البيضاء برباعية، مهدت لتأهل الأخير إلى دور الستة عشر، بعدما حقق ثاني أكبر فوز في تاريخ مشاركاته القارية بعد تغلبه 5-0 على ماليزيا في الدور ذاته لنسخة 2007.
واستأثر سباق الأزياء الشعبية بين جمهور المنتخب الأوزبكي بألوانه البيضاء والزرقاء والخضراء، وأنصار منتخب «سلالة الأحصنة» والتي طغت عليها الألوان الخضراء، بعدسات المشجعين رغم قلة عدد الحضور الإجمالي للمباراة والذي وصل إلى 4354، مقارنة بنحو 12 ألفاً شهدوا مباراة فلسطين واستراليا على ذات الملعب مساء الجمعة الماضي.
ورغم التباين الكبير في مشهد الألوان بين مدرجات «الذئاب البيضاء»، الذين فضلوا التواجد في المدرجات الواقعة خلف المرمى الجنوبي، ومدرجات جماهير «سلالة الأحصنة» الذين تركزوا بدورهم في وسط المدرجات المقابلة للمقصورة الرئيسية، جمعت أغطية الرأس والقبعات الوطنية «tubeteika»، بجانب العمامات الصغيرة والقلنسوة بين جمهور المنتخبين اللذين يمثلان ثقافة دول وسط آسيا.
وتشتهر دول آسيا الوسطى الضاربة بجذورها في التاريخ، بتنوع كبير في الثقافات، ينعكس بشكل واضح على الأزياء الشعبية التي تميزها الألوان، بيد أن القلنسوة مثلاً كانت دائماً واحدة من أكثر أنواع شعبية وانتشاراً للفنون التطبيقية في أغلب دول وسط آسيا وتحديداً في أوزبكستان وهي جزء لا يتجزأ من الزي الوطني، ومتجذرة في الحياة وتقاليد الشعب الأوزبكي، وهناك أنواع خاصة للرجال والنساء والأطفال والمسنين.
وخلافاً لغطاء الرأس المصنوع من المخمل الأوزبكي أو الصوف، والمطرزة بشكل جميل مع الحرير أو الفضة بعدة ألوان، كما يمكن ثنيها، يبرز في الملابس الشعبية الأوزبكية ما يطلق عليه «شابان دلماس» وهو رداء دافئ مبطن فضفاض من القطن، ذو أكمام طويلة، وقد يصل طوله إلى الركبة أو أطول، وهو مصنوع من نسيج ملون مخيط أسفل الأكمام، والعنق مخيط بشكل مستدير مع جديلة زخرفية، والتي كان يعتقد أنها لحماية الشخص من قوى الشر.
وابتداء من النصف الثاني من القرن 17 أصبح هناك عمامة صغيرة، وكانت مقبولة عموماً عند الرجال الأرستقراطية وأصبحت مكملة للزي عند الذكور ثم أضيفت القلنسوة، حيث كان الإسلام قد أثر على التقاليد الوطنية للذكور على ارتداء قلنسوة، فأصبح الرجل لا يخرج دون أن يغطي رأسه، وإلى جانب غطاء الرأس والعمامة تظهر الأحزمة والتي تتعلق بالحالة الاجتماعية للرجل، حيث تعتبر رديفاً لشكل الرداء ونوع قماشه المخيط منه، ونوعها تعبر عن مكانة الرجل في المجتمع الأوزبكي.
وأوضح عبدالرحمن مشجع المنتخب الأوزبكي، والذي استأثر بأغلب اهتمام عدسات المصورين في مباراة أمس الأول، بزيه الذي بدا أشبه بجنود القرون الوسطى، بعدما زين رأسه بتاج ذهبي، قائلاً: مباريات كرة القدم دائماً ما تكون مناسبة لعكس ثقافات الشعوب، وحرصت على ارتداء ملابس تشير إلى حقب سابقة في تاريخ بلدي العريق، غير أن سعادتي الكبيرة اكتملت بفوز المنتخب والتفاعل الكبير مع الجمهور»، مشيداً بالنجاح اللافت للإمارات في استضافة البطولة والاهتمام الكبير بجمهور المنتخبات المشاركة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©