الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"حضرموت".. قامت على الزراعة والتجارة والصيد

"حضرموت".. قامت على الزراعة والتجارة والصيد
15 مايو 2019 00:43

القاهرة (الاتحاد)

استقلت مملكة حضرموت عن مملكة سبأ، التي اندمجت معها حتى العام 180 ق. م، بعد أن ثار شخص يدعى يدعئيل بن رب شمس وخرج على السبئيين، وقامت المملكة التي كانت اتحاداً قبلياً يشمل قبائل عديدة في جنوبي شبه الجزيرة العربية إلى الشرق من اليمن على ساحل بحر العرب، في منطقة واسعة تحيط بها رمال كثيفة تُعرف بالأحقاف، واتخذت مدينة ميفعة عاصمةً لها، ثم انتقلت إلى مدينة «شبوة»، حيث تكثر بها مناجم الملح، وكان نظام الحكم فيها ملكياً وراثياً، ينتقل من الآباء إلى الأبناء أو الإخوة، مع وجود مجلس شيوخ المدينة يساعد الملك في الحكم، ويوجد في باقي المدن حكام يساعدون مجلس شيوخ المدينة.
تضاربت الأقوال حول تسمية المملكة بهذا الاسم، ففريق يرجح أن اسم حضرموت يرجع إلى الابن الثالث من أبناء يقطان «عامر بن قحطان بن شالخ» لأنّه كان يُكثر من القتل في الحروب، فصار الناس عندما يرونه يقولون: حضر الموت، وما لبثت لفظ حضرموت حتى أطلق على المكان الذي نزل فيه عامر، وآخرون يرون أنه يُنسب لأحد القبائل العربية، ويعود معناها اللغوي المأخوذ من اللغة العبرية إلى «دار الموت» أو «وادي الموت».
تتميّز حضرموت بتنوّع مناخها، ويسودها المناخ الساحلي الحارّ صيفاً والمعتدل شتاءً، وفي المناطق الجبليّة معتدل صيفاً وبارد شتاءً، وتسقط الأمطار الموسميّة، والصيفيّة، وكذلك الشتوية، التي بنوا من أجلها القنوات والسدود ليستفيدوا من مياهها في سقاية المزروعات.
اتسعت رقعة المملكة حتى بلغت منطقة المهرة وإقليم ظفار، وامتدت أطرافها نحو الغرب فشملت وادي المعسال ومدينة رداع جنوباً، وبنى الحضارم ميناء خور روري القديم الذي ساعدهم في السيطرة على التجارة، واهتموا بالبناء فشيدوا القلاع والمدن.
عاش أهل حضرموت على الزراعة، حيث مناطق انتشار شجرة اللبان المادة الأساسية في صناعة البخور والطيوب، وأصبح إنتاج اللبان وتسويقه مورداً أساسياً للمملكة، إلى جانب الإنتاج الزراعي الضخم من محاصيل الحبوب والتمور، وساعد موقع المملكة على شريط ساحلي طويل يمتد على شاطئ البحر العربي الذي يمتاز بتنوّع الأسماك والأحياء البحرية ووفرتها إلى ازدهار قطاع صيد الأسماك، كما اشتهرت المملكة بالمناطق السياحية، مثل «غيل باوزير» التي تحتوي على العديد من ينابيع المياه الجارية والوفيرة، و«جزيرة سقطرى» تعدّ متحفاً للتاريخ الطبيعي، بما تحتويه من غطاء نباتي وفير، وغابات نخيل كثيفة، وكهوف ومغارات جبليّة، وشلالات غزيرة المياه مثل شلالات دنجنهن، ومومي، كما يوجد بها «عين الحومة» عبارة عن حوض مائي طبيعي، دائري الشكل، وتتميّز بمائها الوفير.
سقطت حضرموت على يد الملك الحميري شمر يهرعش في القرن الميلادي الثالث، بعد أن نجح في اقتحام العاصمة «شبوة» وسيطر عليها وضم أراضي حضرموت إلى سلطته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©