الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زينب بنت علي.. حبيبة قلب النبي

زينب بنت علي.. حبيبة قلب النبي
15 مايو 2019 00:43

أحمد مراد (القاهرة)

عقيلة بني هاشم، زينب بنت علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، وأمها فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ولدت بالمدينة المنورة في الخامس من شهر جمادي الأول سنة 6 هجرية، وقد أسماها جدها زينب على اسم ابنته الكبرى زينب التي توفيت قبل ولادة الطفلة بوقت قليل، وحزن عليها النبي حزناً شديداً، وأراد أن يحيي ذكراها في شخص الحفيدة الصغيرة.
كان للسيدة زينب في قلب جدها، صلى الله عليه وسلم، منزلة كبيرة، فكانت «حبيبة قلب النبي»، حيث أحبها حباً عظيماً، وكثيراً كان ما يتردد على بيت ابنته فاطمة الزهراء لرؤية حفيدته الصغيرة، يحرص على مداعبتها وملاعبتها.
نشأت عقيلة بني هاشم في حضن النبوة، وكان النبي يستقبلها في بيوت زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ويقربها إليه، ويحملها بين يديه الشريفتين، وعمل على تربيتها وتهذيبها، فتربت تربية نبوية، ولم يمنع سنها الصغير أن تستوعب تعاليم جدها الكريم.
توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عمر زينب رضي الله عنها خمسة أعوام، ثم تبعته أمها فاطمة الزهراء، وقد أوصت الزهراء ابنتها زينب أن تصحب أخويها وترعاهما، وتكون لهما من بعدها أما واستجابة لوصية أمها شغلت السيدة زينب رضي الله عنها مكان الأم، وتحملت هذه المسؤولية منذ أن كانت في العاشرة من عمرها، فقد أنضجتها الأحداث، وهيأتها لأن تشغل مكان أمها، فتكون أما للحسن والحسين.
ويجمع المؤرخون أن السيدة زينب نشأت نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة، على جانب عظيم من الحلم والعلم ومكارم الأخلاق، ذات فصاحة وبلاغة، أخذت عن والدتها الرقة والحنان والخلق الحسن، وأخذت عن والدها العلم والتقوى، حتى تميزت بثقافتها وفصاحتها وبلاغة حديثها.
كانت السيدة زينب رضي الله عنها صوّامة قوّامة تقضي أكثر لياليها متهجدة تتلو القرآن، كما كانت رضي الله عنها لبيبة عاقلة، وفي البلاغة والزهد والشجاعة قرينة أبيها الإمام علي رضي الله عنها وأمها فاطمة الزهراء، وكان لسانها رطباً دائماً بذكر الله، تجمع بين جمال الطلعة وجمال الطوية، فيقول الجاحظ في «البيان والتبيين»: إنها كانت تشبه أمها لطفاً ورقة وتشبه أباها علماً وتقى.
لقبت السيدة زينب بالعديد من الألقاب، منها «أم العزائم» لعزيمتها القوية في طاعة الله تعالى وتقواه، و«أم هاشم»، لأنها كانت كريمة سخية كجدها هاشم، و«صاحبة الشورى» لرجوع أبيها وأخوتها لها في الرأي، و«أم العواجز»، لأن دارها كانت مأوى للعجزة والضعفاء، و«رئيسة الديوان» لأنها لما رحلت إلى مصر كان وليها وعلماؤها يعقدون جلساتهم في دارها وتحت رئاستها.
قال عنها الإمام الحسين رضي الله عنه: أنعم بك يا طاهرة حقاً إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة.
تزوجت السيدة زينب رضي الله عنها من ابن عمها عبدالله بن جعفر رضي الله عنه، وقد ولدت له فتاتين وأربعة بنين، عليا ومحمداً وعوناً الأكبر وعباساً، ولم يفرق الزواج بين زينب وأبيها وأخوتها، فقد بلغ من تعلق الإمام علي رضي الله عنه بابنته وابن أخيه أن أبقاهما معه حتى إذا ولي أمر المسلمين، وانتقل إلى الكوفة انتقلا معه فعاشا في دار الخلافة موضع رعاية أمير المؤمنين.
بعد استشهاد أخيها الحسين، رحلت السيدة زينب إلى مصر، وعاشت فيها حتى توفيت في الرابع عشر من شهر رجب سنة 62 هجرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©