الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشارع الجديد».. رصد لكفاح المصريين في خمسين سنة

«الشارع الجديد».. رصد لكفاح المصريين في خمسين سنة
1 يوليو 2016 20:52
سعيد ياسين (القاهرة) «الشارع الجديد».. واحد من المسلسلات الاجتماعية المهمة التي عرضت عام 1997 خلال شهر رمضان، ودارت أحداثه خلال النصف الأول من القرن العشرين، وتناول أهم مشكلات ذلك العصر، ومنها الفقر وما يتبعه من زواج سريع متواضع، وعمل بسيط في الدكاكين والعنابر، وحرب قائمة تفرض التعامل مع الإنجليز، ومطالب وأفواه جائعة، وألسنة لا تكف عن الذم والتحسر وسوء الأحوال. لم يكن «الشارع الجديد» اسماً فقط للرواية التي كتبها الأديب والروائي عبد الحميد جودة السحار، بل حلم اتفق أبطاله بمرور الأجيال على تحقيقه، وكان كالمصباح المضيء يحتاج فقط إلى تزويده بالأمل والعمل لينير طريقهم ويجدد حلمهم، من خلال ثلاثة أجيال عصف بها الزمن فأمطرها بصنوف المآسي والأفراح والتلاقي والوداع والميلاد والموت، فالجيل الأول متمثلاً في «يونس البقري» وزوجته «فاطمة» انتقلا من منزلهما الصغير إلى منزل في نفس الحي من ثلاثة طوابق ليجتمعا فيه مع أبنائهم وأزواجهم وأولادهم، وكان حلم «يونس» الوحيد أن يجمع أولاده في مكان واحد، وزادت أحلامه حين علم أن البيت الذي انتقل إليه سيشق فيه شارع جديد يطل على ناصيته، فكأنها ثروة يدخرها لأولاده، وبالرغم من ضيق «فاطمة» من فعلته رضيت بما كتب عليها، أما الجيل الثاني فتمثل في الأبناء «علي»، و«حسان»، و«ثريا»، و«زينب»، و«عزيزة»، و«زهيرة»، و«حميدة»، و«نبيلة» وأزواجهم وأولادهم، والجيل الثالث وهو جيل الأحفاد والشباب الذي تقع معه معظم أحداث الرواية. وجسد عزت العلايلي في أحداث المسلسل الذي وقع في 30 حلقة شخصية «علي» الابن الأكبر الودود والحنون الثائر على الظلم والمحب لمساعدة الآخرين، ولديه مكانة خاصة لدى والديه، متزوج من «صفية»، جسدت دورها فردوس عبد الحميد، ذات النسب والحسب التي رضيت بضيق الحال، وعاشت وأنجبت منه «تحية» وستة من الصبيان أكبرهم «لبيب» الذي أودعته بيت جده للمساعدة في تربيته، وتلاه زكريا، وخالد، وجلال، وسعيد، ويحيى، وهي شخصية قوية صلبة حمولة، ودودة وعطوفة، وكان علي يحملها كل أعباء المنزل، فيأتي إليها بالنقود ويأخذ ما يكفيه للذهاب للمقهى مع أصدقائه، وتتولى هي أعباء المعيشة من مأكل وملبس وتعليم، وجسد شريف منير شخصية «حسان» الأخ الأصغر، وهو شاب مناضل ثائر على أوضاع البلاد، يعود من الحرب محطم من أهوال ما رأى من قتال الأتراك مع الإنجليز، فيذيق أمه وأخوته أهوال ما رآه، ويصبح سكيراً غير مبال بما يحدث من حوله، وشارك في بطولة المسلسل إلى جانب العلايلي، وفردوس، وشريف، كل من عبد المنعم مدبولي «الأب»، وكريمة مختار «الأم»، ونجاح الموجي، ومحمود الجندي، وحسن مصطفى، وأمينة رزق، ومحمود الحديني، ومحمد توفيق، وهالة فاخر، وحسين الإمام، وجمال إسماعيل، وأحلام الجريتلي، وإسماعيل محمود، ورانيا فريد شوقي، وفريدة سيف النصر، وأحمد سلامة، وحنان ترك، ومحمد سعد، وماجد الكدواني، وسيناريو وحوار ماجدة خيرالله وإخراج محمد فاضل. وقالت المؤلفة ماجدة خير الله إن شركة «صوت القاهرة»، التي أنتجت العمل كانت اشترت الرواية لتحويلها إلى مسلسل، وأسندت كتابة السيناريو والحوار إلى ممدوح الليثي ثم عصام الجمبلاطي، وبسبب صعوبة موضوعها توقف العمل عليها أكثر من مرة، وكنت قدمت مع الشركة مسلسل «صباح الورد» عن قصة لنجيب محفوظ وإخراج عادل صادق، فطلبوا مني عمل السيناريو والحوار لـ «الشارع الجديد» وتحمست للرواية بعدما قرأتها، فقد كان الشارع الجديد حلماً لدنيا جديدة ومجتمع جديد في مصر، تم التعبير عنه بثورة 1919. وأكدت خير الله على أنها خاضت حرباً شرسة بسبب ترشيح محمد فاضل لزوجته للقيام ببطولة المسلسل، رغم أن البطلة كان يفترض أن تكون فتاة صغيرة ينبهر بها كل من يراها، ثم تمر بعدة مراحل عمرية، وأن اختياره لفردوس استتبع اختيار عزت العلايلي ليناسب سنها، وكنت أرى أن يقوم بالدورين بدلاً منهما منى زكي وشريف منير. وأشارت إلى أنه رغم استبعاد مسألة الاختيارات، وتعديل بعض المشاهد لتناسب فردوس، وفق فاضل بشكل جيد في تقديم ثورة 1919، خصوصاً في مشاهد الزحام الشديد وقلب الترام، وتلاحم المسلمين والمسيحيين، وخروج المرأة لأول مرة في المظاهرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©