السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دولة «الموحدين» قوة الإدارة

دولة «الموحدين» قوة الإدارة
13 مايو 2019 03:37

القاهرة (الاتحاد)
توجهت أنظار دولة الموحدين إلى المغرب الأقصى بعد أن عصفت النزاعات القبلية والخلافات الإقليمية بدولة المرابطين، فأسرع محمد بن تومرت الذي أسس ووضع قواعد دولة الموحدين في العام 515 هـ بتجهيز جيش والاتجاه به إلى المغرب وقام بحملات عسكرية على الجيش المرابطي الذي حل به الوهن، وتتابع سقوط مدنه.
أبدى جيش الموحدين ضروباً من الحيل الحربية والمهارة العسكرية، وتوسع إلى شرق المغرب وجنوبه الشرقي لإخضاع القبائل لنفوذهم ودخلوا مدن وهران وتلمسان وسجلماسة، وأغاروا على مراكش عاصمة المرابطين ووصلوا إلى «أغمات»، ودخلت مدينتا سبتة وسلا في طاعتهم قبل أن يتجهوا إلى «تراشك» لفتحها، وفي العام 540 هـ تطلعوا إلى فتح مدينة فاس التي استسلم أهلها بعد حصار شديد، وعانوا من قسوته.
اعتنى قادة الموحدين بالجيش حتى صار من أعظم الجيوش في وقته، وتميزوا بالحزم والقيادة وجودة التخطيط وتوفير العدة والعتاد، فارتفع نجمهم الحربي وخلص أمر المغرب لهم، واستطاعوا توسيع دولتهم في اتجاهات مختلفة، وبنوا حصناً ومدينة على سفح جبل طارق الذي سُمّي بجبل الفتح ولا يزال جزء منه باقٍ حتى الآن وتعرف بالحصن العربي، وقبل العبور إلى الأندلس فتحوا المغرب الأوسط وضموا إلى دولتهم الجزائر وبجاية وقلعة بني حماد، وعبروا من طنجة إلى الأندلس وبايعهم حكام إشبيلية واتخذوها حاضرة لهم في الأندلس واستولوا على شريس وطريف والجزيرة الخضراء، وبسطوا نفوذهم على بطليوس وشمنترية، وقادس، وشلب وتمكنوا من دخول قرطبة وجيان وقرمونة وغرناطة وإخضاع المرية وبياسة وأبذة، فانتهى الوجود المرابطي في الأندلس، وقاموا باستكمال سيادتهم عليها، فاستهدفوا كل الإمارات الخارجة لإدخالها تحت نفوذهم، حتى توحدت بقية الأندلس تحت سلطانهم في العام 556 هـ، كما نجحوا في القضاء على النورمانديين وطردهم من تونس التي كانوا قد احتلوها وتمكنوا من إخضاع تونس، وليبيا، لحكم دولتهم، كما قاموا بمهاجمة مملكة البرتغال من البر والبحر وتصدوا لجيش القشتاليين في أوروبا وتمكنوا من هزيمته في معركة الأرك الشهيرة في العام 1195 ميلادي.
لم يقتصر اهتمام دولة الموحدين على الأمور العسكرية، بل امتدت لتشمل الدولة ونظمها ووضعوا لدولتهم القواعد والنظم الإدارية التي تمكن من تسيير أمورها وإدارة شؤونها، وجعلوا لها مؤسسات، كالعدل، والنظر في الشكايات، وأعمال الحرب، والثغور، والشرطة، وكذلك للكتابة والمراسلات، وامتدت عجلة الإصلاح إلى الحياة الثقافية والعلمية وشهدت المغرب وبلاد الأندلس في عهدهم تطوراً كبيراً، وقاموا بتأسيس كثير من المدارس، واهتموا بالإبداع والعلوم، وبرز من العلماء في عهدهم ابن طفيل، وابن رشد، كما تم تأسيس جامع إشبيليّة الشهير.
وكانت هزيمتهم في معركة حصن العقاب في العام 1212م بداية النهاية لدولة «الموحدين» حتى سقطت على يد «المرينيين» في العام 1269م.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©