الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفراط في الغيرة

27 مارس 2011 20:00
المشكلة : عزيزي الدكتور: أنا طالبة جامعية ملتزمة من أسرة ميسورة والحمد لله، ولديّ خمسة إخوة ذكور وأنا البنت الوحيدة في العائلة، وربما يقولون عني أنني مدللة الأسرة، فالجميع يحبونني فأنا الأخت الوحيدة لهم وأنا اصغرهم سنا أيضاً. ومشكلتي تتلخص في الغيرة المفرطة والحساسية الكبيرة، وأعاني من عادة سيئة أخرى تتمثل في أنني أتأثر بأتفه الأشياء، فاذا حدث خلاف بيني وبين أحد، فإنني أبكي لأتفه الأسباب، وفي بعض الأحيان من دون سبب. إنه شيء مؤسف، فالحق أنني لا أستطيع التخلص من هذه العادة. كذلك أشعر أنني أغضب بسرعة، وهذه الصفة أظن أنني ورثتها من جينات العائلة. أنا الآن والحمد لله مخطوبة من شاب في نفس عمري، وهو كذلك متفتح وملتزم والحمد لله. أعود لمشكلتي الأولى وهي الغيرة، وأقول بملء فمي إنني أغار بطريقة مفرطة، فقد قدر الله أن يكون خطيبي يدرس معي في نفس الجامعة وأحياناً أشعر أنه لا يحترمني ولا يحترم مشاعري رغم أنني أعلم أنه لم ينتبه لهذا الخطأ أو ذاك. أما عن حساسيتي، فأظن أنها ليست معه فقط، وانما حتى مع إخوتي وأمي وأبي وصديقاتي وعائلتي. أما عن بكائي فلو حصل خلاف أو جدال ولم أتمكن من تجاوز الموقف، فإنني أبكي على الفور، وأتصور أن تكون مشكلة كبيرة لي إن تزوجت. أرجو أن تفيدني بارك الله فيكم، وبم تنصحني؟ جزاكم الله عني خيراً. سماء النصيحة: ابنتي العزيزة: عليك أن تعلمي أن هناك نوعين من الغيرة، الأولى هي الغيرة السوية، وهي الغيْرة المحمودة، وهي حق مشروع وواجب وهي طبيعة متأصلة في النفس البشرية. فالغيرة تكون غيرة سوية وغير مشروعة إن كانت نابعة من ريبة كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جابر بن عتيك: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: “من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة.) فأنت تدركين أنك غيورة ولا تستطيعين التحكم في مشاعرك وهذا استبصار جيد ومدخل عظيم لتحسين إدراكك وما يعتري أفكارك من تشوهات ويمكنك أن تبدئي أولا بعمل تمرين استرخاء لتقليل حساسيتك للغضب وهذا يحتاج إلى 3 شهور من التدريبات المستمرة يوميا لمدة نصف ساعة. فعندما تواجهك فكرة تتعلق بخطيبك اكتبيها ثم حددي ما يؤديها وما لا يؤيدها بحياد وكرري هذا عدة مرات فهذا يساعدك علي التحكم في قراراتك. ولا قدر الله في حالة الفشل في تنفيذ ما سبق يمكنك الاستعانة بمتخصص لمساعدتك على تنفيذ ذلك. أما حساسيتك المفرطة فهي تتعلق بطبيعتك، وعليك أن تتعودي على مواجهة المواقف باعتدال، والابتعاد عن الحساسيات المؤلمة لك. ودربي نفسك على تجاوز المواقف التي تثير حساسيتك هذه، وبالتدريج يمكنك أن تخففي الكثير من آثارها السلبية إن شاء الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©