الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"المان السيتي".. يوم المجد والتاريخ

"المان السيتي".. يوم المجد والتاريخ
12 مايو 2019 00:24

عمرو عبيد( القاهرة)

حُسمت الأمور في الليجا، وانتهت المنافسة مبكراً في الكالتشيو، وبقيت الإثارة والمتعة حتى اللحظات الأخيرة في البريميرليج، حيث تُحدد آخر 90 دقيقة في عمر جميع مباريات الجولة الـ38 من الدوري الإنجليزي اليوم، من يكون بطل النسخة الـ27، التي تشهد صراعاً هائلاً بين العملاقين، مانشستر سيتي حامل اللقب والمتصدر الذي يواجه برايتون، وليفربول الوصيف الذي يستضيف ولفرهامبتون، والفارق بينهما نقطة واحدة لصالح «البلومون»، وهو ما دفع الكاتب الإنجليزي الشهير، بول هاوارد، لوصف النسخة الجارية بأنها الأعظم عبر كل العصور، حيث كتب في صحيفة تيلجراف أن الصراع ظل ثنائياً بين السماوي والريدز، وتغير الترتيب 32 مرة خلال هذا الموسم، وجمع الفريقان 189 نقطة، في المرة الأولى التي يشهد البريميرليج تجاوز فريقي القمة للنقطة 90 لكل منهما، كما هز العملاقان شباك باقي الفرق 178 مرة، وهي أرقام قال عنها هاوارد إنها خيالية.
وبعد 13 انتصاراً متتالياً في الجولات الأخيرة، قال جوارديولا إن ما تحقق حتى الآن هو إنجاز كبير بكل المقاييس، لكن التتويج وحده يضمن للسيتي كل المجد، لأن الانتقادات تطول أي فريق يُخفق في الأمتار الأخيرة، مهما قدم من مستوى رائع وكرة قدم مثالية، وتلك هي طبيعة كرة القدم والأجواء الإعلامية والجماهيرية المحيطة بها، ويصطدم السيتي بفريق برايتون في ملعب الأخير، الذي يحتل المركز الـ17 في جدول الترتيب، وأفلت من معركة الهبوط بفارق 5 نقاط فقط، في حين أن يورجن كلوب الذي قاتل من أجل تحقيق 8 انتصارات متتالية في الأسابيع السابقة، من أجل اللحاق بركب السيتيزن في المقدمة، قال إن الأموال التي أنفقها الريدز لدعم صفوف الفريق ليست السبب الأول للنجاح الذي يحققه مؤخراً، بل إن الرغبة والطموح هما الأساس، وسيكون على كتيبة المدرب الألماني مواجهة وولفرهامتون، سابع الترتيب، وأحد الفرق التي ظهرت بمستوى قوي للغاية هذا الموسم، وعاد بول هاوارد ليعلق على الأمر في مقاله بصحيفة تيلجراف، إذ قال إن حجم إنفاق الأندية الإنجليزية بلغ 1.4 مليار جنيه إسترليني هذا الموسم، وهو ما أتى بثماره في المحطات الأخيرة، حيث تأجل إعلان بطل البريميرليج حتى اللحظات الحاسمة، وزاد بقوله إن المنافسات الإنجليزية تشهد جولتين زائدتين، وصفهما بالرقمين 39 و 40، في إشارة إلى مواجهة ليفربول وتوتنهام في نهائي دوري الأبطال، بينما يواجه أرسنال تشيلسي في المباراة النهائية بالدوري الأوروبي، وختم هاوارد حديثه بالتأكيد على أن البريميرليج هو أقوى بطولة دوري في أوروبا!
وبالطبع، يقتصر صراع اللقب على البلومون والريدز، حيث تقرر انتقال النسخة الأصلية من جائزة البريميرليج إلى ملعب برايتون، في حين تظهر نسخة مقلدة في ملعب أنفيلد، تحسباً لحدوث أي مفاجأة في اليوم الأخير، وهو ما يتكرر للمرة الثامنة في تاريخ البريميرليج، وكان السيتي شاهداً على صراع تاريخي لا يُنسى في نسخة 2011/‏‏‏‏2012، كما أسقط البلومون غريمه الحالي في الأمتار الأخيرة من موسم 2013/‏‏‏‏2014، وتشير الإحصائيات إلى تفوق السيتي على جميع الفرق الإنجليزية في البريميرليج، لأنه الفريق الأكثر فوزاً، بنسبة تقارب 84%، وهو صاحب خط الهجوم الأقوى على الإطلاق في البطولة المحلية، بمعدل 2.46 هدف في كل مباراة، وبرغم التكتيك الهجومي الذي يعشقه بيب وتطبقه كتيبة السماوي، إلا أن دفاعه كان الأكثر صلابة أيضاً خلال منافسات البريميرليج، بعدما اهتزت شباكه في المباراة الواحدة بما يوازي نصف هدف، واستطاع الخروج بشباك نظيفة في 54% من إجمالي المواجهات، خاصة في الأسابيع الأخيرة، التي قادته بنجاح للفوز باللقب الثاني على التوالي، وهو ما يعكس قوة شخصية الفريق وقدرته على التعامل مع الضغوط، في ظل الصراع المشتعل على قمة البريميرليج، كما أن السيتيزن نجح في بلوغ شباك منافسيه خلال 94.7% من إجمالي مبارياته في الموسم الحالي.
وسيطر السيتي على القمة في جميع المقارنات الفنية من الناحية الإحصائية، حيث بلغ متوسط نسبة استحواذه على الكرة، 63.8%، كما أنه الأفضل على مستوى دقة التمرير، بنسبة 89%، وبالطبع كان الأغزر تمريراً لها، بمتوسط يبلغ 697 تمريرة في المباراة الواحدة، وصنعت كتيبة بيب ما يزيد على 500 فرصة تهديفية مؤكدة، بفارق يصل إلى 100 فرصة بينه وبين الريدز، الوصيف، في حين أن البلوز كان الفريق التالي في القائمة بـ 25 فرصة أقل من البلومون، وعلى مستوى المحاولات الهجومية، كان بطل البريميرليج هو الأغزر تسديداً للكرة على المرمى، بمتوسط 18 محاولة في كل مباراة، كما أنه الأكثر تسديداً من خارج منطقة الجزاء، بـ 6 كرات/‏‏‏‏ مباراة، بتنوع واضح في التكتيك الهجومي اللازم لبلوغ شباك المنافسين، خاصة أصحاب الأسلوب الدفاعي الصارم، ولعل هدف كومباني في شباك الثعالب، خير دليل على نجاح تنوع أسلوب لعب السيتي في مثل هذه المواجهات، وهو الهدف الذي كان بمثابة إعلان تمهيدي للتتويج باللقب.
وإذا كان صراع القمة مشتعلاً حتى النهاية، فإن الأمور حُسمت في قاع جدول الترتيب، بهبوط الثلاثي هدرسفيلد تاون، فولهام، وكارديف سيتي، وتبدو فرصة أرسنال في بلوغ المربع الذهبي صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة، حيث يجب عليه تحقيق الفوز على حساب بيرنلي، بعدد كبير من الأهداف، انتظاراً لسقوط توتنهام أمام إيفرتون، من أجل تعويض فارق 3 نقاط و 8 أهداف لصالح السبيرز، الذي يسعى لتحقيق الفوز ويتمنى تعثر «البلوز» أمام ثعالب ليستر، للترقي إلى المركز الثالث، حيث تفصل بينه وبين تشيلسي نقطة واحدة فقط.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©