الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"آشور".. أقوى إمبراطورية

"آشور".. أقوى إمبراطورية
12 مايو 2019 02:28

القاهرة (الاتحاد)

شُيدت مملكة آشور في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكانت تُسمى «آشور بانيبال» وتعني «الملك صاحب الحكم الشامل» نسبة للإله القومي الأعظم للآشوريين الذين كانوا مزيجاً من أجناس عدة في حقب مختلفة، منهم السومريون والحوريون والميتانيون، وساد الأكاديون والبابليون وامتلكوا البلاد، ولبثوا زماناً في أرض الكلدان، ثم استقلوا عنهم، وأصبحت آشور أقوى إمبراطورية في العالم القديم، واستمرت منذ العام 934 ق.م، وحتى العام 612 ق. م، بعد أن نافست كل من بابل وأورارتو وعيلام ومصر على زعامة العالم القديم.
تقع «آشور» جنوب مدينة الموصل حالياً شمال العراق على ضفاف نهر دجلة، وشكلت مع نينوي وأربيل النواة الرئيسة للممالك الآشورية المتعاقبة حتى جاء الملك آشور ناصربال الثاني ونقل العاصمة شمالاً إلى مدينة كالح «نمرود» حالياً، وصُمم المخطط العام للمدينة الآشورية على شكل مربع.
تعاقب عدد كبير من الملوك على عرش آشور، منهم تغلات نينب الثاني، وتغلات بيليسر الأول، وآشور ناصر بال، وشلمناصر الثاني، وتغلات بيليسر الثالث، وشلمناصر الرابع، وساركون الثاني، وسنحاريب، أوسرحدون،
أملت الظروف التي أحاطت بالمملكة الآشورية أن يتبع الآشوريون سياسة عسكرية تتمثل بالضربات الاستباقية للمحافظة على حدود دولتهم ولضمان وحدة أراضيها، وكذلك لتأمين طرق مواصلاتها التجارية مع العالم، فامتلك الآشوريون الذين عُرفوا بالقوة والبأس، آلة عسكرية قوية، ضمت فرق المركبات، والفرسان، والمشاة، والمهندسين ومارست سيادتها على معظم الشرق الأدنى القديم ووصلت من الاتساع والقوة إبان القرن الثامن عشر ق. م. إلى أبهى عصورها، حيث زحفت إلى ما وراء الفرات وبدأت فترة النفوذ الآشوري القديمة في منطقة الهلال الخصيب المنفذ البحري الأهم للدولة الآشورية، وانتهجت سياسة الاستيعاب والدمج وضمت البلدان المتمردة إلى الإمبراطورية كمقاطعات جديدة، وامتدت شوكتهم شمالاً لتشمل مدن نينوي ونمرود وخورسياد، ووسع الآشوريون حدود دولتهم حتى الوصول إلى مصر، وظلوا طوال عهدهم شعباً محارباً وارتكزت حياتهم الاقتصادية على الزراعة والتجارة والصناعة، وبلغوا قمة التمدن والتحضر في فنونهم وصنائعهم، ولعبت الزراعة دوراً أساسياً وشكل الشعير المحصول الأساس يليه القمح من حيث الأهمية، وتشير النقوش الكتابية إلى بروزهم في فنّ النحت واستعمالهم أنواع المحاريث، وشهرتهم بصيد الأسود، كما ساهموا في تأسيس علم الفلك وتطوير وسائل الدفاع وأدوات القتال وسكنوا بلاد ما بين النهرين، وخضعت الأقطار الشامية لسطوتهم، وانتشرت في عهدهم الأفكار الأدبية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©