الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشاي المغربي يرمز للضيافة ويختلف مذاقه من منطقة إلى أخرى

الشاي المغربي يرمز للضيافة ويختلف مذاقه من منطقة إلى أخرى
26 مارس 2011 22:16
سكينة اصنيب (الرباط) - يستقبل المغاربة ضيوفهم بكؤوس الشاي “المنعنع” الساخن فهو رمز الترحاب وحسن الضيافة، وأول ما يقدم للضيوف، ويشرب ساخنا دلالة على حرارة الاستقبال ودفء المودة، ورغم تغير نمط الحياة فإن جلسة الشاي لا تزال تقليداً لدى المغاربة حيث تحرص العوائل على استقطاع جزء من وقتها والاجتماع حول طاولة الشاي بعد الغذاء، وإذا لم تسعفهم الظروف فقبل العشاء. ميزات صحية تتنوع طرق إعداد الشاي المغربي من منطقة إلى أخرى، كما تتنوع أوانيه وتختلف حسب تقاليد كل منطقة، إلا أن الشاي الصحراوي يبقى الأشهر، ذلك أنه لا يقدم بكثافة بل في كأس زجاجي صغير مملوء إلى المنتصف فقط، وتعتبر هذه الكمية القليلة عصارة ما قد تشربه من الشاي ليوم كامل، حيث يتم غليه ثلاث مرات حتى يقترب لونه من السواد فيصبح ثقيلا جدا. ويحتاج إعداد الشاي المغربي إلى جلسة خاصة حين تجتمع الأسرة بعد أو قبل تناول الطعام أو حين تستقبل الضيوف، وتسند مهمة إعداد الشاي لرب الأسرة أو الجد، وفي المناسبات يختار الأقارب من بينهم أكثر الأشخاص تأثيرا في العائلة من أجل القيام بمهمة إعداده. واحتل الشاي هذه المكانة بفضل مزاياه الغذائية العالية فالشاي أو “الأتاي” كما يحرص المغاربة على تسميته ليس فقط جزءا من تراث أهل المغرب بل عنصرا مهما في تغذية الجسم وتخليصه من الأمراض والسموم كما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة، والتي وجدت أن كوبا من الشاي يساعد على حرق الدهون ويعالج حموضة المعدة. ومن المميزات الصحية للشاي الأخضر أنه يساعد على انخفاض الضغط الدموي وتنشيط الدورة الدموية ويعالج الربو وأمراض الصدر والجهاز الهضمي والبولي، كما أنه يحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين “سي” و”بي”، إضافة إلى المنجنيز و”الفلورايد”. وإلى جانب كونه رمزا لحفاوة الاستقبال وعنصرا مهما للترويج السياحي وكرم الضيافة في المغرب، فإن الشاي يعتبر “وجبة” كاملة للفقراء الذين لا يملكون ما يسكت رمق جوعهم، حيث يتناولون الشاي مع بعض الخبز والزيت، أما على موائد الأغنياء فإن الشاي حاضر في الصباح والمساء فهو يتناسب مع جميع أصناف الحلويات والفطائر. طرق الإعداد تختلف طرق إعداد الشاي واستهلاكه من منطقة إلى أخرى وتتخذ أشكالا عدة باختلاف ثقافة وعادات كل منطقة، كما تختلف طريقة إعداد الشاي واستهلاكه بحسب المواسم والمناسبات، فشاي الصيف ليس هو شاي الشتاء وشاي الأعراس يختلف عن شاي الجلسة العائلية، ورغم ذلك فإن طريقة تحضير الشاي المغربي سهلة وبسيطة لكنها تتطلب احترام المراحل بدقة وإعادة المحاولة عدة مرات ليصبح الشخص خبيرا في إعداد الشاي، وتتلخص طريقة التحضير في غلي الماء ووضع حبات أو شعيرات الشاي في الإبريق وصب الماء المغلي عليها ثم إعادة وضع الإبريق على نار هادئة من خمس إلى عشر دقائق وتتفاوت المدن حسب رغبة الشخص في الحصول على شاي خفيف أو ثقيل، ثم يوضع النعناع فيه وبعدها يحلى الشاي بالسكر. ولعل أول ما يلفت الانتباه في طريقة تقديم الشاي المغربي أنه يقدم ساخنا، حيث يحرص المغاربة على ارتشافه بتلذذ إلى آخر قطرة رغم حرارته. وتختلف النكهات والأعشاب التي تضاف للشاي حسب رغبة كل شخص فهناك من يستعمل نباتات طبيعية أخرى بديلا عن النعناع، مثل الزعتر و”الشيبة” وهناك من يفضل عدم إضافة أي أعشاب للشاي. وينظم المغرب مسابقات ومهرجانات خاصة بتذوق الشاي وإعداده، وتشكل هذه المهرجانات فرصة الاطلاع على الطرق المختلفة لإعداد الشاي والعادات المرتبطة باستهلاكه على مر العصور، كما تعرف السياح بعراقة تقاليد المغاربة في إعداد الشاي وتمكنهم من تكوين فكرة عن أشهر الأوجه الاحتفالية التي ترافق إعداد الشاي الذي يعد المشروب الأكثر استهلاكا في العالم بعد الماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©