الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليولة خفة ورشاقة في تدوير السلاح وسقوط الغترة ممنوع

اليولة خفة ورشاقة في تدوير السلاح وسقوط الغترة ممنوع
6 يوليو 2008 00:46
يوماً بعد يوم، تتزايد أهمية الألعاب الشعبية والتراثية في تنمية شخصية متوازنة للطفل· ومع نتائج الدراسات الكثيرة التي تؤكد على سلبيات الألعاب الإلكترونية وما تفرزه من شخصية تتسم بالعنف والعدوانية والتوتر، تزداد هذه الأهمية وتتعزز أكثر فأكثر فوائد ألعابنا الشعبية الغنية بمضامينها وقيمها الجميلة، فضلاً عن أنها ''ألعاب نظيفة'' لا تترك أي أثر سلبي على عقل الطفل أو نفسيته أو شخصيتة كما في الألعاب الإلكترونية· ورغم أن ''اليولة'' ليست لعبة بل فن من الفنون الشعبية وشكل من أشكال الأداء الاحتفالي إلا أنها ''أنجبت'' في الآونة الأخيرة شكلاً مبسطاً عنها أقرب إلى اللعبة التراثية، ووجدت صدى كبيراً لدى الناشئة والأطفال لما يتحقق فيها من عناصر المتعة والإثارة والحركة ''الآكشن'' التي يغرم بها شباب وأطفال اليوم، كما أنها ''تصريف'' مناسب وآمن للطاقة التي يتميز بها الشاب والطفل عادة· وقد انتشرت بشكل لافت بين الشباب أيضاً· ولكونها لعبة تراثية في المقام الأول، فقد حظيت بدعم كبير من الدولة· في أبوظبي، يحرص ''نادي تراث الإمارات'' منذ إنشائه على تشجيع هذه اللعبة وإحيائها والحفاظ عليها، باعتباره من أهم المؤسسات التي تعنى بالحفاظ على التراث، ولذلك يقيم دورات مجانية ومستمرة على مدار السنة لتعليمها للناشئة، واللافت أن هذه الدورات تحظى بإقبال متزايد من الأطفال خاصة في فصل الصيف· ''دنيا الاتحاد'' زارت النادي والتقت المشرفين على الدورة وبعض المشاركين فيها، لإلقاء المزيد من الضوء على هذه اللعبة، وقواعدها، وطرق ممارستها، وغيرها من التفاصيل التي تجدونها في ثنايا هذا التحقيق: تحدٍ وإثارة يقول سعيد على المناعي المشرف العام على الأنشطة في نادي تراث الإمارات عن اليولة: ''تعتبر لعبة اليولة من أكثر الألعاب الموجودة على أرض الإمارات ارتباطاً بالتراث، لأنها في الأصل كانت استعراضاً للقوة الحربية للقبيلة، التي كانت تنتهز فرصة الأفراح والانتصارات والمناسبات الاجتماعية السعيدة لإظهار مدى قوتها من خلال كفاءة ممارسي اليولة· وقديماً كانت اللعبة تؤدى بالعصا أو السلاح، وفيها يلقي الراقص بالعصا أو السلاح عالياً، ثم يعود ليقبضه دون أن يسقط منه، ولكن الآن نجد أن يولة السلاح هي التي استمرت، ولقيت إقبالاً كثيراً من الشباب لما فيها من تحد وإثارة''· ويضيف المناعي: ''ممارسة لعبة اليولة تُعزز الإنتماء لدى الشاب، وتُعمق علاقته بتراثه وهويته وزيه الوطني، خصوصاً في ظل عملية التغريب التي يشهدها مجتمعنا وسائر المجتمعات العربية، وهو ما يحافظ على الجيل ويحميه من الانخراط في سلوكيات غير مرغوبة في المجتمع· وكلما عززنا انتشار مثل هذه الأنشطة أوجدنا جيلاً يتسم بالخشونة والرجولة، وساعدنا الشباب على العودة إلى الجذور والالتصاق بالأرض''· ويعزو المناعي انتشار لعبة اليولة إلى عدة أسباب، منها: التركيز الإعلامي والدعاية الجيدة المصاحبة لمسابقات اليولة، والدعم اللامحدود مادياً وتنظيمياً التي تلقاه تلك المسابقات، واهتمام الإعلام بإبراز أبطال اليولة، وفتح المجال أمام جميع أفراد المجتمع لممارسة تلك اللعبة دون التقيد بسن معينة أو فئات محددة، وجهود وزارة التربية والتعليم التي جعلت اليولة من الأنشطة المدرسية الرئيسية، ومجهودات نوادي التراث التي توفر جميع عناصر اللعبة بالمجان من أسلحة، ومحازم، وأحزمة، وعصي، ومشاركة هذه اللعبة في الاحتفالات الوطنية والمناسبات المختلفة مما ساعد على انتشارها وإقبال الشباب عليها''· رشاقة وخفة كيف تُلعب اليولة، وما هي قواعدها، وهل هناك سن محددة لتعلمها؟ محمد المنصوري (مدرب اليولة في نادي تراث الإمارات) أجاب على هذه الأسئلة قائلا: ''يمكن للصغير والكبير ممارسة لعبة اليولة، فليس لها قواعد معينة، وإنما يتطلب في من يمارسها الرشاقة والخفة واللياقة البدنية العالية· ولابد لليويل (ممارس لعبة اليولة) من التدريب المستمر كي تصبح لديه خبرة كافية، فقد يمارس بعض الحركات الخطرة مثل الارتكاز على إحدى قدميه أثناء الرقص، كما أنه يلقي بالسلاح عالياً ويدور في الهواء بسرعة كبيرة، لذا يجب عليه أن يكون ذا خبرة وعلى قدر عالٍ من التركيز كي يستطيع الإمساك به، فلا يقع على رأسه أو أي مكان من جسده، مما قد يؤدي إلى إصابته· فضلاً عن أنه يمكن ممارسة اليولة بسلاحين وهو ما يعتمد بالأساس على كفاءة اللاعب''· يوضح ''المنصوري الأسس التي عليها يتم تقييم الفائزين في المسابقات بقوله: ''تتمثل هذه الأسس في: طريقة المشي أثناء اللعبة· سرعة دوران السلاح· مدى تحكمه في السلاح· مدى ارتفاع السلاح إلى أعلى· كيفية استقبال السلاح بيده''· ويلفت المنصوري إلى عدد من الأمور يجب على اللاعب مراعاتها وهي: ''تساوي طرفي السلاح عند رميه حتى يتجنب وقوعه على رأسه· أن تتناسب المسكة (مكان قبض السلاح) مع يد ''اليويل'' حتى يتسنى له التحكم في السلاح· أن يكون هناك توازن بين مشيته، وبين الموسيقى و الأغاني الحماسية المصاحبة للرقصة· عدم وقوع سلاحه أو غترته''· مع بعض البراعم التي تتعلم اليولة وتمارسها داخل إحدى القاعات المخصصة لهذا الغرض، لمسنا فرحة الصغار الذين عبروا عن سعادتهم بتعلم هذه اللعبة، وأكدوا أنها تتيح لهم الاحتكاك باصدقائهم وتمضية أوقات سعيدة معهم· وبحسب الصغار الذين يشاركون في الدورة فقد عرفوا اليولة من ''البرامج التليفزيونية، ومن خلال مشاهداتهم لها في الأفراح التي يذهبون إليها مع الأهل''· ومن الإجابات التي تستوقف الانتباه تصريح المشاركين أن اليولة في رأيهم ''أكثر إمتاعاً من الجلوس أمام التلفاز، أو أمام شاشات الكمبيوتر''· أخيراً، يبقى من الضروري الإشارة إلى أن اليولة لا تمثل فقط لعبة تراثية جميلة، بل هي أيضاً وسيلة من وسائل تأصيل الهوية الإماراتية ينبغي تشجيعها ودعمها، فضلاً عن أنها تلبي رغبة النشء في ملء فراغهم بما يفيد أثناء العطلة المدرسية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©