الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"جبريل".. أمين الوحي للرسل والأنبياء

"جبريل".. أمين الوحي للرسل والأنبياء
10 مايو 2019 01:56

أحمد محمد (القاهرة)

جبريل عليه السلام، من الملائكة العُظام، اختصه الله بالوحي، نزل بالقرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه سلم، وهو الذي نزل بالرسالات على الرسل والأنبياء، من مهامه حمل رسالات الله تعالى وشرائعه من السماوات العلى إلى الأرض، أعظم الملائكة قدراً وأعلاهم مكانة ومرتبة عند الله تعالى.
ذُكر جبريل في القرآن الكريم باسمه صراحة في ثلاثة مواضع، في قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)، «سورة الشعراء: الآيات 192 - 193»، وقوله: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)، «سورة البقرة: الآية 97»، وفي قوله: (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّله وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ الله عَدُو لِّلْكَافِرِينَ)، «سورة البقرة: الآية 98»، وفي قوله: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)، «سورة التحريم: الآية 4».
وذكر في مواضع أخرى، بصفاته، كما في قوله: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىَ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىَ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىَ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىَ)، «سورة النجم: الآيات «5 - 8»، أي ذو قوة، وعلى خلق حسن وبهاء وسناء، ووصفه في مواضع، بأنه الروح الأمين، وأنه روح القدس، إلى غير ذلك من الصفات، وأنه هو المعلم لرسول الله، وإنه أفضل الملائكة الكرام، وأقواهم وأكملهم، بل هو من أعظم المخلوقات، كما في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)، «سورة التكوير: الآيات «19 - 21»، المقرب إلى الله، ولأجل ذلك ذهب الفقهاء إلى أن جبريل ملاك رسول مكرم لتبليغ رسالة الله إلى الأنبياء والرسل في الأرض، له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله، مطاع في الملأ الأعلى، ذو أمانة عظيمة، وهو روح القدس كما قال تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ...)، «سورة النحل: الآية 102».
وجبريل، بإجماع فقهاء السلف هو «الروح» المشار إليه في قوله عز وجل: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، «سورة القدر: الآية 4»، ولا جدال في أنه لا يزال يتنزل إلى الأرض مرة واحدة كل عام في ليلة القدر العظيمة، ذو قوة شديدة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما إنه ذو منظر حسن، وقال قتادة: ذو خلق طويل حسن.
وقال العلماء والمفسرون، إن من دلائل قوة جبريل، أنه اقتلع من على وجه الأرض وبجناح واحد من أجنحته الست مئة، اقتلع مدائن قوم لوط وعددها سبع مدائن وتعدادهم أربع مئة ألف نسمة، ومعهم بيوتهم وقصورهم وأسواقهم وبهائمهم ووحوشهم وأراضيهم وجبالهم وغيرها، ثم رفع كل ذلك على طرف جناحه حتى بلغ بهم عنان السماء، وحتى سمعت الملائكة نباح الكلاب وصياح الديكة، ثم قلبها رأساً على عقب فجعل عاليها سافلها.
وكان جبريل يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة فتارة يأتي بصورة صحابي اسمه «دحية بن خليفة بن فضالة»، المشهور بـ «دحية الكلبي» وتارة في صورة أعرابي، وتارة على صورته التي خلقه الله عليها، عن ابن مسعود: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته له ست مئة جناح»، طول كل جناح يزيد عما بين مشرق الأرض ومغربها بحيث لا تتسع لهذا الجناح، وتتساقط من كل جناح حجارة كريمة تبهر الناظر أشبه بالدر والياقوت، وقد رأى النبي جبريل بهيئته الأصلية مرتين، الأولى عندما هبط عليه في غار حِراء، والثانية في حادثة المعراج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©