عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
حول العالم، تتألق أسواق مميزة، حازت سمعة عريضة لأسباب متفاوتة .. و«الاتحاد»، على مدى الشهر الفضيل، تطوف مع قرائها، لاستكشاف أشهر هذه الأسواق وأغرب ما فيها من بضائع، للتعرف على عادات الشعوب وتقاليدها.
ليس عشاق فن التدوير، هم وحدهم الذين يتوقون لزيارة البرج الممتزج بالألوان الساحرة بالقرب من محطة هاردبروك المركزية، الذي يحمل على كتفه 19 حاوية شحن في ارتفاع يصل إلى 85 قدماً في الفضاء المفتوح.
وتم جلب هذه الحاويات خصيصاً من هامبورج لزيوريخ Freitag’s Container Shop عبر السكك الحديدية، وهي لا تكتفي بتشكيل منظر ساحر فقط، لكنها وبطوابقها الأربعة وألوانها الأحمر والأزرق والأبيض والأسود والأصفر، تضم أكبر تشكيلة من الحقائب الشخصية المصنوعة من مواد التدوير. ويعتبر متجر حاوية فرايتاغ للتدوير على الطريق السريع في مدينة زيوريخ، واحداً من العلامات البارزة ليس في المدينة وحدها، بل ربما في القارة بأكملها.
وتضم هذه السوق المصغرة، 1,6 ألف حقيبة في أكبر تشكيلة من الحقائب المصنوعة من المواد التي أعيد تدويرها والصديقة للبيئة مثل، قماش المشمع المستخدم في الشاحنات والأنابيب الداخلية للدراجات وأحزمة الأمان والوسائد الهوائية وغيرها.
وما يثير الإعجاب هنا، أن كل حقيبة تمت صناعتها بتصميم مختلف عن الأخرى، ما يعني عدم تطابق ما يقتنيه الفرد مع أي شخص آخر. وبينما اشتهرت شركة فرايتاغ التي تتخذ من سويسرا مقراً لها، بابتكاراتها وحقائب اليد الأنيقة، تربع متجر حاوية فرايتاغ، على المرتبة الأولى كأعلى هيكل من الحاويات في العالم.
يستخدم الجزء السفلي من الهيكل وهو عبارة عن حاوية فئة 20 قدماً، والذي يشكل القاعدة، كمنفذ للبيع، في حين يقف البرج كعلامة بارزة يفصل بين طريقين عالميين سريعين. وفي حين يتم استخدام الطوابق الأربعة الأولى لعرض المنتجات، تستغل البقية لأغراض التخزين وللعبور من خلالها لبلوغ السطح والاستمتاع بمنظر علوي ربما لا يتوفر إلا من هذه النقطة تحديداً.
وتقودك السلالم الحديدية للطوابق الأربعة التي لا تقتصر منتجاتها على الحقائب، حيث تتعداها للتنوع في أغطية أجهزة آي بود والكمبيوتر المحمول والمحافظ، التي تتميز بطول عمرها الافتراضي.
وتتراوح أسعار هذه الحقائب والمحافظ، التي تضم 40 موديلاً مختلفاً من حيث الألوان والتصميم والأشكال، من 162 دولار إلى دولار واحد.
تعود فكرة صناعة حقائب يمكن استعمالها للجنسين من المواد القابلة للتدوير، للعام 1993، عندما راقت فكرة إنتاجها للأخوين ماركوس ودانيل فرايتاغ من زيوريخ.
ومن المؤكد أن يتبادر لذهن زائر متجر حاوية فرايتاغ، سؤال حول مدى استمرار وصمود هذا الهيكل أمام العوامل الطبيعية والبيئية، لكن من المؤسف أن مدة بقائه قد لا تتجاوز العشر سنوات، ليبقى الخيار مفتوحاً للشركة التي تملكه في أن تجدد بناءه أم تستغني عنه كلياً، ولمن يعشق متعة التسوق وغرائب الأسواق الإسراع في الزيارة قبل فوات الأوان.
