الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حماقة لا تحرّف التاريخ

حماقة لا تحرّف التاريخ
10 مايو 2019 01:50

لا يبنى التاريخ على التحريف والتزوير، ولا يتبدل بالنكايات والأحقاد. وإذا تعمد إعلام أرعن تحريف مسمى الخليج العربي إلى «الفارسي»، فإن هذا لا يغير من الحقائق التاريخية الواضحة كالشمس حول عروبة الخليج، والسعي الفارسي المستميت منذ احتلال إقليم الأحواز، وغيره من الأراضي، لطمس الهوية العربية للمنطقة.
لكن تبرع قناة تزعم أنها عربية وخليجية بتبني منطق الاحتلال الإيراني التوسعي، واستعمال مسمياته، لا يبدو غريباً ومخالفاً للمنطق وحسب، وإنما يكشف مستوى الانحدار الذي بلغه النظام في قطر، باعتبار أن قناة «الجزيرة»، تعتبر لسان حاله، وبوقه الإعلامي. فالجمود الفكري الذي انزلق إليه، بات يقوده مع الأسف إلى ترهات، ومستوى غير مسبوق في مجافاة المنطق، وعدم احترام المعايير السياسية والأخلاقية التي تحكم العلاقات بين الدول، لاسيما عندما تكون دولاً شقيقة، تتقاسم التاريخ والجغرافيا والانتماء القومي.
وإذا كان النظام في قطر، يعتقد أن بإمكانه استخدام فبركات تافهة في إطار خلافات افتعلها مع جيرانه، وأنه بذلك يسيء إليهم، فهذا يعني أنه لا يرى في الواقع أبعد من أنفه، إن أدرك ما يفعل، ذلك أن الأطماع الإيرانية التوسعية لا تشمل دولة خليجية بعينها، أو تطال شعباً عربياً بعينه، وإنما تضع الخليج العربي والمنطقة كلها تحت مرمى المخططات الاستعمارية العدوانية المكشوفة.
إذا كانت قطر تعتقد أن «مغازلة سياسية» بلهاء كهذه لإيران، من شأنها أن تقوي من شوكتها، وتمرر مخططاتها، فإنها لا ترتكب خطأً سياسياً فحسب، وإنما «حماقة استثنائية»، تنم عن جهل تام بالحقائق التاريخية المسلمة بعروبة الخليج، الذي لن تنفي هويته خريطة غبية لـ «الجزيرة»، أو أمثالها من تجار الكذب.

"الاتحاد"

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©