الجمعة 24 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"الاتحاد" تكشف أبعاد التدخل التركي في ليبيا

"الاتحاد" تكشف أبعاد التدخل التركي في ليبيا
10 مايو 2019 01:27

أحمد البنك (القاهرة)

انتقد برلمانيون ليبيون الدور السلبي الذي تلعبه تركيا في دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الليبية.
وأكد البرلمانيون الليبيون لـ«الاتحاد»، أن النظام التركي يقدم الدعم المالي والسياسي والإعلامي للجماعات الإرهابية في ليبيا، فضلاً عن تورطه في نقل الأسلحة والذخائر عبر ميناء مصراتة البحري إلى المتطرفين. وقال عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي، إن تركيا تدعم جماعات إرهابية في ليبيا وتوفر لهم الملاذ الآمن والدعم المالي والسياسي والإعلامي، مؤكداً أن أنقرة تحتضن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الفارين من ليبيا وتوفر لميليشياتهم المسلحة في البلاد المال والسلاح.
وأكد الدرسي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن الدولة الليبية تمتلك أدلة قاطعة تثبت نقل تركيا لإرهابيين من ليبيا للقتال في سوريا، لافتاً إلى أن كافة الإرهابيين عادوا إلى ليبيا وانضموا إلى صفوف التحالف المضاد للجيش الليبي بقيادة المشير حفتر. وأشار الدرسي إلى أن مستشفيات ترکيا تعج بجرحي الميليشيات المسلحة، مؤكداً أن تركيا ليست وحدها من تهرب السلاح والمقاتلين إلي الجماعات الإرهابية، بل انضمت إليها إيران التي تنقل السلاح والإرهابيين في مصراتة التي تعد نقطة انطلاق العمليات ضد الجيش الليبي. وقال زايد هدية، عضو مجلس النواب الليبي ورئيس لجنة الرقابة، إن الموقف التركي في ليبيا سلبي لدعمها الإرهابيين، مشيراً إلى أن أنقرة تعد مصدراً رئيسيا لجلب المتطرفين من «جبهة النصرة» و«داعش» إلى مصراتة لنقلهم إلى طرابلس لقتال الجيش الليبي وعرقلة تقدمه.
وأكد عضو مجلس النواب الليبي لـ«الاتحاد» أن المرتزقة الذين ترسلهم تركيا لدعم حكومة الوفاق الوطني يتم نقلهم في عدة رحلات جوية من أنقرة إلى القاعدة الجوية في مصراتة لدعم ميليشيات حكومة الوفاق الوطني. وأشار هدية إلى أن أنقرة تستخدم عدة طرق بحرية لنقل الأسلحة والمدرعات والذخائر من موانئ تركيا إلى ليبيا، مضيفاً: «أردوغان يدعم الحكومة الهشة في ليبيا ويقدم لهم مرتزقة أجانب ويوفر لهم الطائرات من دون طيار لاستهداف الليبيين في ضواحي طرابلس». وقال طارق الجروشي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، إن تركيا تحاول الهيمنة على ثروات ليبيا من خلال دعمها للتيار الإسلام السياسي والسيطرة على الحكم في ليبيا، مؤكداً أن تركيا لديها طموح في التوسع الإقليمي وهذا التوسع يتطلب قوة اقتصادية وعسكرية، وهو ما وجدتها تركيا في جماعة الإخوان المسلمين لتلبية مطالبها في ليبيا عبر المساعدة التركية لهم في الوصول إلى الحكم وبعد ذلك يسهل لهم السيطرة على ثروات البلاد.
وأكد الجروشي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أمس الثلاثاء، أن تركيا تدرك أن سيطرة القوات المسلحة الليبية على طرابلس تعني انهيار مشروعها في ليبيا وربما في المنطقة بالكامل، وهو ما دفع أردوغان لدعم حكومة الوفاق غير الدستورية وهو يقصد بهذا الدعم جماعة الإخوان التي أصبحت تسيطر على فايز السراج الذي جلب المرتزقة لقتل الشعب الليبي بدعم من الإخوان لقتال الليبيين. وأضاف الجروشي: «المشروع التوسعي التركي تم بناؤه للسيطرة على مصر وليبيا والسودان وتونس وبذلك يتم ضمان قوة اقتصادية وسوق تجاري ضخم للبضائع التركية وسوق لبيع السلاح التركي، لكن سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر دفع تركيا للدفع بكل ثقلها للسيطرة على ليبيا لضمان استمرار مشروع السيطرة على المنطقة بأكملها».
وأكد الجروشي أن تركيا نقلت إرهابيين من وإلى ليبيا منذ عام 2012، حيث كانت المخابرات التركية تنقل الإرهابيين من ميناء بنغازي إبان سيطرة جماعة الإخوان على المدينة، حيث تم نقل آلاف المقاتلين من عناصر تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية إلى سوريا، مضيفاً: «بعد بدء عمليات القوات المسلحة الليبية بتحرير مدينة بنغازي بدأت المخابرات التركية بالتعاون مع مجموعات إرهابية ليبية، مثل شورى بنغازي ودرنة، بإعادة الإرهابيين الليبيين ومعهم إرهابيون من تونس والجزائر ومصر وجنسيات غير عربية من سوريا إلى ليبيا لقتال القوات المسلحة الليبية».
وأوضح الجروشي أن طرق تركيا لتهريب الأسلحة والمقاتلين إلى ليبيا تأتي عبر الموانئ الليبية التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية والمطارات أيضاً، لكن انحصر الأمر الآن في بعض الموانئ مثل ميناء ومطار مصراتة الذي وصلته السفينة الإيرانية بحمولة تقدر بعشرين ألف صاروخ، مؤكداً أن السفينة الإيرانية تم نقلها من خلال المخابرات التركية والقطرية. وأشار عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي إلى وجود خطوط جوية مملوكة لأحد الإرهابيين وهو المدعو «عبدالحكيم بلحاج» ويتم عبرها تسهيل نقل الإرهابيين من مطارات تركيا إلى مطار مصراتة، مؤكداً أن النظام السوداني السابق كان شريكاً في نقل الإرهابيين، لكن سيطرة القوات المسلحة الليبية على الجنوب زاد الأمر صعوبة على الخرطوم. وأكد الجروشي أن حركة النهضة الإخوانية التونسية وأذرعها في أجهزة الأمن، لم تكن بعيدة عما يحدث في ليبيا فقد هيأت بوابة خلفية للقطريين والأتراك وقواعدهم المخابراتية للقيام بعمليات تستهدف ليبيا. وأضاف بالقول: «يجب أن يفهم العالم ودول الجوار الليبي بأن القوات المسلحة الليبية تقاتل تنظيمات عابرة مدعومة من مخابرات دول، وأن سيطرة قواتنا على طرابلس سوف ينهي بشكل كبير، الخطر الإرهابي الذي يواجه المنطقة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©