الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

معجزة الآنفيلد !

معجزة الآنفيلد !
8 مايو 2019 23:59

محمد حامد (دبي)

لم يكن فرانك سيناترا يعلم أن أغنيته الشهيرة التي خطف بها قلوب الملايين حول العالم قبل 56 عاماً، والتي تقول كلماتها: «لن تسير وحدك أبداً، عندما تسير عبر العاصفة ابق رأسك مرفوعاً، سر والأمل في قلبك، ولن تسير وحدك أبداً»، سوف تكون أحد أسرار المعجزة الكروية التاريخية التي حدثت في الآنفيلد، حينما تفوق ليفربول على برشلونة برباعية نظيفة رداً على ثلاثية الفريق الكتالوني في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، ليتأهل الليفر للنهائي التاسع في تاريخه، ولم يكن هداف الريدز محمد صلاح الذي جلس في المدرجات مرتدياً قميصاً ينطق بكلمات سحرية تقول: «لا تستسلم أبداً»، يعلم أن هذه الكلمات العاطفية قد تتحول إلى واقع في ليلة للتاريخ.
«معجزة في الآنفيلد» رواية كروية تاريخية جديدة مرشحة لمزاحمة الرواية الأشهر «معجزة في إسطنبول» على البقاء في عقل وقلب عشاق كرة القدم للأبد، فقد كان الليفر بطلاً في الحالتين، الأولى بتفوقه برباعية على البارسا، والتأهل لنهائي 2019، ليكرر معجزة إسطنبول، حينما تأخر بثلاثية في نهائي 2005 أمام ميلان، ليعود ويتعادل 3-3 قبل أن يحسم لقبه الخامس وآخر بطولة قارية له بركلات الترجيح.
يورجن كلوب هو كاتب رواية «معجزة في الآنفيلد»، والتي يمكن القول إن الإعجاز الكروي تجلى فيها بوضوح في 5 فصول، أولها تفوق البارسا ذهاباً بثلاثية نظيفة، ثم غياب صلاح وفرمينيو وكيتا عن موقعة الرد، وثالث معالمها مشاركة أوريجي وفينالدوم بالصدفة ليبتسم لهما القدر، ويسجلا الرباعية الحمراء، كما أن حامي عرين الريدز أليسون هو بطل الفصل الرابع للرواية، فهو الوحيد الذي كان حاضراً في ريمونتادا روما على حساب ميسي وفريقه في 2018، وبطلاً في ريمونتادا 2019 مع الليفر، وأخيراً جاء الفصل الخامس ليتفوق الريدز برباعية ويصبح أول فريق في تاريخ البطولة يبلغ النهائي بعد هزيمته بثلاثية في ذهاب قبل النهائي.

ثلاثية المستحيل
قالها كلوب للاعبي الليفر قبل المباراة: قد نحقق الفوز ولكن من المستحيل أن نمنع ميسي ورفاقه من التسجيل، ثم هتف الآنفيلد كعادته «لن تسير وحدك أبداً» وظهر صلاح في المدرجات بقميص «لا تستسلم أبداً»، مما يؤشر إلى أن العودة بعد الهزيمة الكبيرة في برشلونة بثلاثية كان أمراً مستحيلاً.

غياب النجوم
تسببت الإصابة في غياب صلاح وفرمينيو وكيتا وهم من أكثر النجوم تأثيراً في أداء الليفر، مما جعل فكرة تقديم مباراة مشرفة بدلاً من البحث عن التأهل أمراً منطقياً، وجاءت إصابة المدافع الأيسر روبرتسون أثناء مباراة الآنفيلد لتعمق الشعور بصعوبة المهمة، إلا أن هذا السيناريو أشعل حماس نجوم الريدز.

أوريجي وفينالدوم
لم يكن أوريجي مهاجماً أساسياً في تشكيلة ليفربول طوال الموسم، ولم يبدأ كلوب المباراة بالهولندي فينالدوم، إلا أن أحد أهم ملامح معجزة الآنفيلد ظهرت في تسجيل كل منهما ثنائية، ليبتسم القدر لهما، ويصبح كل منهما بطلاً أتى من المجهول ليتصدر المشهد ويخطف الأضواء من الجميع، وهي معجزة أخرى.

أليسون كابوس ليو
سيظل ميسي يتذكر كابوس أليسون بيكر للأبد، فقد نجح الحارس البرازيلي في قيادة روما لريمونتادا تاريخية في أبريل 2018، ليفوز الذئاب 3-0، وعاد ليكرر معجزته الكروية بمنع ميسي ورفاقه من التسجيل في الآنفيلد، ليقود الليفر للفوز برباعية نظيفة، وفي المباراتين حافظ على شباكه و أنقذها من 9 أهداف.

إسطنبول أم الآنفيلد ؟
البارسا هو ملك الريمونتادا حينما فعلها أمام بي أس جي بسداسية لهدف، والليفر أحد أبطالها بتفوقه على الميلان في نهائي إسطنبول، وليلة الثلاثاء ظهرت ريمونتادا جديدة سوف تظل باقية في ذاكرة التاريخ الكروي للأبد، بعد تفوق الليفر على البارسا برباعية، وهي معجزة كروية سوف يسطرها التاريخ بعنوان «معجزة الآنفيلد»، لتبقى المقارنة دائمة وخلال السنوات المقبلة، حول أيهما أكثر إثارة ريمونتادا الكامب نو أم ما حدث في الآنفليد.

خيانة «واندا»
حينما تتجه أنظار الملايين حول العالم صوب واندا ميتروبوليتانو في مدريد، حيث يقام نهائي النسخة الحالية لدوري أبطال أوروبا 1 يونيو المقبل، لن يكون البارسا أو الريال أو أتلتيكو مدريد طرفاً في النهائي المرتقب، والمفارقة أن أندية إسبانيا فرضت قبضتها الحديدية على البطولة في آخر 5 مواسم، بتتويج الريال بلقبها 4 مرات أعوام 2014، و2016، و2017، و2018، ولقب للبارسا عام 2015.
بل إن أتلتيكو مدريد الذي يقام نهائي النسخة الحالية بمعقله في مدريد كان طرفاً في النهائي عامي 2014، و 2016، ويضاف إلى ذلك أن أندية إسبانيا حصدت اللقب 18 مرة، 13 للملكي، و5 ألقاب للكتالوني، ولكنها لن تحتفل باللقب الـ 19 هذه المرة على الرغم من إقامة النهائي في إسبانيا، ليطرح عشاق الكرة الإسبانية سؤالاً عن المفارقة المثيرة، فهل تعرض واندا ميتروبوليتانو لخيانة كروية من ثلاثي إسبانيا الريال والبارسا وأتلتيكو مدريد ؟
أندية إسبانيا، وتحديداً الريال والبارسا، احتفلا بالمجد القاري حصرياً في آخر 5 مواسم في 5 مدن أوروبية مختلفة ليس من بينها مدينة إسبانية، وهي لشبونة، وبرلين، وميلانو، وكارديف، وكييف، وحينما قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إقامة النهائي على الأراضي الإسبانية، وتحديداً في عاصمة دوري الأبطال «مدريد»، عجز الإسبان عن بلوغ النهائي.

الصحف الإنجليزية: ليلة خيالية
حيّت الصحف الإنجليزية لاعبي ليفربول ومدربهم الألماني يورجن كلوب بعد مباراتهم «الخيالية» على ملعب أنفيلد، ولقيت الاحتفالات الصاخبة صداها في الصحف، اذ كتبت ««الجارديان»، «لا تعدلوا الواقع. هذا حدث فعلاً. كانت هناك مباريات جيدة وغير متوقعة في تاريخ ليفربول الأوروبي، بما فيها ذروة العودة في إسطنبول»، في إشارة إلى تتويج ليفربول بلقبه القاري الأخير عام 2005، عندما قلب تأخره أمام ميلان الإيطالي صفر-3 في المباراة النهائية، إلى تعادل ثم فوز بركلات الترجيح.
وتابعت: ولكن هذا كان مختلفا، جهد إرادة، وبصراحة خطف الأنفاس، متابعة: بعد مضي 79 دقيقة، تحول أكثر الفرق شهرة في العصر الحديث إلى حفنة من المتفرجين ذوي القمصان الصفراء»، في إشارة إلى برشلونة.
ورأى مارتن صامويل، الكاتب في صحيفة «دايلي ميل»، أن ما حققه ليفربول في السابع من مايو 2019، يتفوق ما حققه في 25 من الشهر ذاته عام 2005 في نهائي إسطنبول ضد ميلان الإيطالي.
واعتبرت صحيفة «تلجراف» نجاح ليفربول سيدون في سجلات التاريخ. وتابعت: لا يفعل أي فريق ذلك في مباراة الإياب من الدور نصف النهائي لدوري الأبطال، من دون أن يتساءل ما إذا كانت يد القدر لا تبشر لهم بطريق بديل للمجد الذي يطاردونه طوال الموسم.
ورأت صحيفة «إندبندنت» أن ليفربول قدم ليلة خيالية.
وتابعت: عندما يسدل الستار على هذا الموسم، ولسنوات عدة مقبلة، سيرتبط مشجعو ليفربول بإيمانهم وعدم تصديقهم لما جرى هذه الليلة.

الصحف الإسبانية: إنه العار
«مثير للسخرية»، «فشل ذريع»، و«كارثة جديدة»... بعبارات قاسية من هذا النوع، اختارت الصحف الإسبانية وصف الخروج المذل لبرشلونة، إذ كتبت صحيفة «سبورت» الكتالونية على خلفية سوداء على صدر صفحتها الأولى «أكبر سخرية في التاريخ».
وألقت الصحيفة بمسؤولية الإقصاء القاري على مدرب الفريق فالفيردي، مضيفة: كتب برشلونة الصفحة الأكثر سوداوية من خلال خروج لا يغتفر على ملعب آنفيلد في دوري الأبطال. أما صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكتالونية، فوصفت الخسارة بأنها «عار».
وكتبت في صفحتها الأولى: برشلونة من دون روح يتعرض لنكسة في آنفيلد، وركزت على الهدف الرابع الذي جاء من ركلة ركنية تجسد رثاء فريق كرر الخروج أمام روما العام الماضي في ربع النهائي بخسارته إيابا بثلاثية نظيفة، بعد تقدمه في الذهاب على ملعبه 4-1.
أما صحف مدريد، فأعربت عن صدمتها أكثر من ازدرائها بالغريم التقليدي. وكتبت «آس»: صدمة في ليفربول، مضيفة: «كارثة جديدة لبرشلونة في دوري الأبطال والثلاثية تتبخر».
أما صحيفة «ماركا»، فتحدثت عن الظروف التي كانت تصب في صالح برشلونة قبل مباراة الإياب بقولها: «مع الفوز بثلاثية نظيفة ذهاباً... مع حسم الليجا... مع سابقة روما... مع احتضان ملعب واندا متروبوليتانو النهائي... وخروج ريال مدريد... مع أفضل لاعب في العالم «ميسي» قبل أن تختتم بالقول: «إنه فشل تاريخي». وقالت «ال بايس»: «فشل ذريع لبرشلونة في ليفربول» مرفقة عنوانها مع صورة لميسي وآثار الصدمة بادية على وجهه. أما «موندو» فقالت: «سجل برشلونة في ليفربول أحد أسوأ العروض السخيفة في تاريخه».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©