السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مستودع الأساطير

مستودع الأساطير
8 مايو 2019 23:59

على مسافة زمنية غير كبيرة، كانت تقف محرقة روما شاهدة على واحدة من السقطات الأكثر دراماتيكية في تاريخ برشلونة، ودالة على احتراق الأمل في اصطياد اللؤلؤة الأوروبية السادسة، ومع ذلك ما ذكرها إلا القليلون، وبرشلونة يهزم ليفربول بثلاثية نظيفة في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري الأبطال. فقد ظن أكثرنا أن برشلونة لن يسمح لنفسه بأن يلدغ من الجحر مرتين، صحيح أنه ما قتل بالثلاثية ليفربول في الكامب نو، حتى يبيع جلده بأبخس الأثمان، إلا أن حدوث ريمونتادا بالآنفيلد شبيهة بتلك التي وقع عليها نادي روما الإيطالي العام الماضي، بدا أمراً شبه مستحيل، بخاصة وأن الريدز فقد في أسبوع واحد ثلاثة من لاعبيه المؤثرين «صلاح، نابي كيتا وفيرمينيو» والذين تحتاجهم أي «شاكلة» مجنونة، قد تخطر على بال يورجن كلوب.
كنا نعلم أن جماهير ليفربول الوفية لنشيد الحياة، لن تترك فريقها يمشي وحيداً في دروب المستحيل، فحتى وإن كان الفوز برباعية على برشلونة المعتدة بالمستويات الرائعة التي بلغها الأسطورة ليونيل ميسي، يبدو شاهقاً كقمم جبال كلمنجارو، إلا أن صوت الأسطورة المنبعث من زوايا آنفيلد والنازل بقوة الزلزال في أنشودة التحدي، يحرض على المشي وراء المستحيل مهما كلف ذلك من خبل وجنون ويعين على ركوب القمم مهما كانت شاهقة وعنيدة.
والحقيقة أنني وجدت في مباراة برشلونة الخرافية، ما ينقلنا إلى التوصيفات الجميلة التي ضمنها رودجيرز وهامرشتاين، الأغنية التي خلدها جمهور ليفربول، فنجوم الريدز كانوا يعرفون أن مباراة العودة أمام برشلونة أشبه ما تكون بالسفر في قلب العاصفة، لذلك مشوا بهامات مرفوعة بلا خوف ولا وجل، ومع نهاية العاصفة وجدوا سماء ذهبية، هي التي استعاروا منها تلك الروح العجيبة التي ولدت أربع زمردات كروية ستخلد لا محالة في الذاكرة.
طبعاً لا أريد أن أستغرق في الحديث عن البلاهات التكتيكية التي سقط فيها فالفيردي مدرب برشلونة، وهي للأمانة نسخ طبق الأصل من الحماقات التي ارتكبت العام الماضي بروما، حتى لا نبخس الريدز حقه في الإشادة، فما صنعه للأمانة، يلزمنا بأن نهتم بريمونتاداته الساحرة أكثر ما نهتم بالسقطة الموجعة لبرشلونة، في سنة ظن الجميع أنها ستكون سنة برشلونة بالجمع بين كل الألقاب الممكنة، وعلى رأسها اللقب الأوروبي الذي تمنع بشكل مثير للحيرة في السنوات الأربع الأخيرة.
وكما تعلمنا أنشودة الريدز دروس الكفاح لكتابة الحلم على صفحة الواقع، فإن ليفربول بالعودة الجميلة والمذهلة التي وقع عليها أمام برشلونة، يكون قد زادنا يقيناً بأن لا مستحيل في كرة القدم، ودلنا أكثر على أن دوري أبطال أوروبا هو بالفعل مستودع جميل للأساطير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©