الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ "الاتحاد": إلغاء انتخابات إسطنبول هزيمة للديمقراطية في تركيا

خبراء لـ "الاتحاد": إلغاء انتخابات إسطنبول هزيمة للديمقراطية في تركيا
9 مايو 2019 01:30

أحمد عاطف (القاهرة)

اعتبر خبراء في الشأن التركي أن القرار المفاجئ من هيئة الانتخابات العليا في تركيا، بإعادة الانتخابات المحلية في دائرة إسطنبول، أكبر المدن التركية، هو هزيمة صريحة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم، مشددين على أن القرار أثبت عدم اعتراف أردوغان بالديمقراطية، تلك الميزة التي لطالما كان يروج بأنه يدافع عنها.
وبحسب الخبراء الذين تحدثوا لـ«الاتحاد»، فإن ضغط الرئيس التركي على الهيئة لإعادة الانتخابات سيتبعه تشويه كبير لمرشح حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو، الذي تمكن في انتخابات نزيهة من إسقاط حزب أردوغان.
وقال محمد عبدالقادر، رئيس مجلة شؤون تركية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الرئيس التركي أثبت عدم احترامه للديمقراطية وأن كل ما ينادي به أردوغان ويخرج للحديث حوله أصبح هراء لصالح الجبهة الداخلية، حيث ضغط على الهيئة الوطنية للانتخابات لإعادة الانتخابات المحلية في دائرة واحدة، وهي دائرة إسطنبول، مشيراً إلى أن أردوغان يعمل على السيطرة بكافة الأشكال على مقاليد الحكم في إسطنبول، بعد الهزيمة التي مني بها في الانتخابات لصالح حزب الشعب الجمهوري.
وأضاف عبدالقادر أن إعادة الانتخابات تمثل هزيمة صريحة، وإشارة إلى الداخل أن من يحكم الدولة ديكتاتور يقوم بفرض رأيه بالقوة عبر الضغط على الجميع مستغلاً سيطرته على مراكز القرار، لافتاً إلى أنه لم يعد هناك أي دلالة على نزاهة الانتخابات أو ضمانات على ذلك يمكن الحكم من خلالها على إمكانية نجاح مرشح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية في إسطنبول مرة أخرى خاصة مع عمليات التشويه المتعمد التي يقوم بها أردوغان وحزبه ضد المعارضين.
الأمر نفسه أكد عليه المعارض التركي تورغوت أوغلو، مدير تحرير صحيفة الزمان التركية، موضحاً أنه أشار مسبقاً إلى أن إمام أوغلو الفائز في الانتخابات المحلية في إسطنبول سيكون أمامه عائقان كبيران في الفترة المقبلة، أولهما أردوغان، إذ سيسعى إلى استغلال كل إمكانات الدولة بشكل غير قانوني لعرقلة إجراءاته، والدفع به إلى الفشل، والثاني فهو بعض المسؤولين من داخل حزبه، إذ من الممكن أن يتوجهوا إلى إضعافه من أجل ترسيخ مناصبهم داخل الحزب. فإذا ما تمكن إمام أوغلو من تجاوز هذين العائقين فإنه سوف يمثل أمام أردوغان منافساً قوياً في الانتخابات الرئاسيَّة المقبلة.
وأضاف أوغلو أن أردوغان يحاول تشويه إمام أوغلو للتغطية على خسائره الأخيرة، التي أبرزها الأزمة الاقتصاديَّة المتفاقمة والخطاب القائم على الكراهية والعدوانية والإقصاء المؤدي إلى اضطرابات سياسية ومجتمعية بالإضافة إلى ممارسة القمع والتضييق على الحريات إلى جانب انتشار الفساد والرشوة، مشيراً إلى أن أوغلو أذاق أردوغان مرارة الهزيمة لأول مرة منذ 17 عامًا، لافتاً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد سقوطا كبيرا لأردوغان.
وأوضح السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن ما يقوم به الرئيس التركي يمثل وثبا على الديمقراطية وعدم القبول بنتائجها التي أفرزتها صناديق الاقتراع، وتصريح واضح بأنه يقوم بإدارة الهيئة العليا لإدارة الانتخابات في تركيا، خاصة أن اللجنة نفسها قامت بفرز الأصوات أكثر من مرة لتؤكد عدم وجود شوائب حول فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية في ولاية إسطنبول وخسارة مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وأضاف هريدي أنه على أردوغان القبول بنتائج صناديق الاقتراع، ويحترم المنطقة الديمقراطية التي تعيش فيها تركيا والتي تعتبر الحسنة الوحيدة التي تميز نظام حكمه أنه جاء بنظام ديمقراطي، وعبر صناديق الاقتراع، وبهذا الشكل أضاعها على نفسه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©