الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"الجزيرة" تروِّج لأكذوبة "الخليج الفارسي" والإعلام الإيراني يهلل

"الجزيرة" تروِّج لأكذوبة "الخليج الفارسي" والإعلام الإيراني يهلل
9 مايو 2019 00:01

دينا محمود (لندن)

في مؤشرٍ جديدٍ على المستوى غير المسبوق الذي بلغه التحالف المشبوه القائم بين قطر و«نظام الملالي» المُهيمن على الحكم في إيران، احتفت وسائل إعلام إيرانيةٌ بشدة باستخدام قناة «الجزيرة» المملوكة لحكومة الدوحة مصطلح «الخليج الفارسي» الذي تبذل طهران محاولاتٍ مستميتةً للترويج له، بديلاً عن اسم «الخليج العربي» المعترف به دولياً على نطاقٍ واسع.
وحرصت هذه الوسائل -ومن بينها موقع «إيران فرونت بيدج» الإلكتروني- على نشر صورةٍ تثبت إقدام القناة التلفزيونية القطرية المثيرة للجدل، على هذا الفعل المستهجن الخارج على الإجماع العربي، وغير المعهود حتى من جانب وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية مهما كانت جنسياتها.
وأشار الموقع الذي دُشِن عام 2014 ويزعم أنه مستقلٌ عن الحكومة الإيرانية، إلى أن استخدام «الجزيرة» هذا المصطلح جاء في إطار إحدى حلقات برنامج «سيناريوهات» الذي يقدمه المذيع محمد كريشان، وهو البرنامج الذي أغدق عليه «إيران فرونت بيدج» عبارات المديح الطنانة، زاعماً أنه «واحدٌ من أهم البرامج السياسية» التي تبثها هذه المحطة الموصومة بالتضليل ونشر الأكاذيب.
اللافت أن زيارة الموقع الإلكتروني للقناة القطرية، كشفت أن القائمين عليه اختاروا أن يضعوا مع تسجيل حلقة البرنامج على شبكة الإنترنت، الصورة نفسها تقريباً التي استخدمتها وسائل الإعلام الإيرانية والتي تفضح تبني «الجزيرة» أكاذيب طهران ومحاولاتها البائسة لأن تنسب الخليج إليها.
وبلهجةٍ شامتةٍ، أفاد الموقع الإلكتروني الإيراني في تقريره في الموضوع بأن لجوء «الجزيرة» إلى هذا المصطلح، الذي يحظى برفض مختلف المنظمات الدولية، يشكل «تحدياً» للإصرار العربي على إحباط محاولات الترويج له وترسيخه في الأذهان، من جانب الأوساط السياسية والإعلامية في إيران على مدار العقود الماضية.
ولم يتورع التقرير عن الإشارة إلى تعمد المحطة التلفزيونية القطرية إبراز هذا الاسم الزائف، من خلال وضعه باللغتين العربية والإنجليزية على شاشةٍ كبيرةٍ، ظهرت في الخلفية خلال حلقة البرنامج التي ناقشت تشديد الإدارة الأميركية الحظر الذي تفرضه على صادرات النفط الإيراني، وذلك إثر إنهائها في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، إعفاءاتٍ كانت ممنوحةً من جانبها لعددٍ من الدول الحليفة لها، وهو ما يعني تضييق الخناق بشكلٍ أكبر على «نظام الملالي».
وألمح الموقع الإلكتروني الإيراني إلى صعوبة أن تكون «الجزيرة» قد قامت بخطوةٍ خطيرةٍ مثل هذه، دون أن تكون قد حصلت على أوامر صريحةٍ من نظام تميم بن حمد، أو حظيت على الأقل بضوءٍ أخضر من جانبه. وقال الموقع في هذا الصدد، إنه «مما لاشك فيه أن ما فعلته (القناة القطرية) يمثل تطوراً ذا مغزى إلى حدٍ بعيد» سيثير غضب الدول العربية.
ونقل «إيران فرونت بيدج» عن محللٍ إيرانيٍ يُدعى مسعود أسد اللاهي قوله إن ما حدث من فعلٍ غير مسبوقٍ، يعبر عن «قرارٍ اتُخذَ قبل أن يُبث البرنامج على الهواء، ولم يكن من قبيل الخطأ». وأشار المحلل في هذا الشأن إلى أنه يستند في رؤيته تلك على أن «مقدم البرنامج قال إنه تم اختيار هذا المسمى، على الرغم من أنهم يعرفون (في القناة) أن استخدام الصورة أو الخريطة التي تحمله، سيلقى هجوماً حاداً في العالم العربي».
وتباهى الموقع الإلكتروني الإيراني بالتغطية المنحازة التي تقدمها «الجزيرة» للقضايا التي يشكل «نظام الملالي» أحد أطرافها، زاعماً أن ذلك لم يحدث سوى مؤخراً، إذ ادعى أن هذه المحطة القطرية بدأت «في تبني رؤيةٍ أكثر إيجابية حيال إيران». وعزا ذلك ضمنياً إلى الدعم الهائل الذي تقدمه طهران لنظام تميم، منذ أن قررت الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) اتخاذ إجراءاتٍ صارمةٍ ضده في منتصف عام 2017، بما يشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، فضلاً عن إغلاق المنافذ البحرية والبرية والجوية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©