عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
لا يعلم بيب جوارديولا على وجه التحديد لماذا يقف الإعلام مع ليفربول، ولماذا يدعمون الريدز للحصول على لقب الدوري الإنجليزي، ولكن ما يعلمه جيداً أن مصير السيتي ما زال في يديه، حيث يكفيه الفوز على برايتون الأحد المقبل للتتويج رسمياً بطلاً للبريميرليج للمرة الرابعة منذ عام 2012، وللمرة السادسة في تاريخ النادي، أي أن «البلو مون» سوف يحصد 4 ألقاب في الحقبة الظبيانية، وثنائية طوال ما يقرب من 128 عاماً هي كل تاريخ النادي قبل أن تنتقل ملكيته إلى أبوظبي.
مان سيتي نجح في عبور آخر العقبات الصعبة في الطريق للقب الدوري الإنجليزي، وتحقق العبور بصاروخية القائد فينسنت كومباني على أرضه وبين جماهيره مع ثعالب ليستر سيتي في المرحلة قبل الأخيرة، ليحقق رقماً صمد 130 عاماً بالفوز على جميع منافسيه في موسمين متتالين عندما فعلها بريستون عام 1890، في أول نسختين للدوري، والمثير للدهشة أن كومباني لم يسجل أي هدف خلال الموسم الحالي، وجاءت صاروخيته في مرمى كاسبر شمايكل لتمنحه صكوك كتابة التاريخ للسيتي ولنفسه.
كما أنه كومباني قلب الدفاع سجل للسيتي 20 هدفاً منذ قدومه إلى صفوفه صيف 2008، ولكنه لم يسجل أبداً من تسديدة من خارج منطقة الجزاء، ويبدو أن القدر يمنح النجم البلجيكي الهدية التي يستحقها قياساً بما قدمه مع السيتي طوال 11 موسماً، كما أنه تعرض لانتقادات حادة في السنوات الأخيرة لأسباب تتعلق بكثرة تعرضه للإصابات، وكان السؤال الدائم عن سر تمسك بيب جوارديولا به، خاصة أنه يبلغ في الوقت الحالي 33 عاماً، ونجح كومباني بجدارة في الرد على من طالبوه بالاعتزال، فقد حصل كومباني على 10 بطولات مع البلو مون، واللافت في الأمر أنه حصد جميع هذه البطولات وهو يحمل شارة القيادة التي ارتداها منذ موسم 2011 - 2012، وأهم البطولات هي لقب الدوري أعوام 2012 و 2014 و 2018، وهو في طريقه للقب رابع مع السيتي
القائد والأسطورة والحاسم، وغيرها من الصفات يتغنى بها جمهور مان سيتي عشقاً في كومباني، فقد سجل طوال مسيرته عدداً من الأهداف الحاسمة، أهمها على الإطلاق هدفه في مرمى الجار مان يونايتد عام 2012، وهو الهدف الذي انتزع به الصدارة للسيتي، ليحصد اللقب فيما بعد، وهدفه الحاسم في شباك ليستر لينتزع الصدارة من ليفربول.
كومباني هو اللاعب الوحيد من جيل 2008 الذي ما زال يدافع عن قميص السيتي، فقد التحق بصفوف الفريق قادماً من هامبورج الألماني، وبعد قدومه للسيتي بأقل من أسبوع انتقلت ملكية النادي إلى أبوظبي، ومنذ هذا الوقت أصبح المدافع البلجيكي رمزاً لـ «سيتي أبوظبي» فهو اللاعب الأقدم، والأكثر تأثيراً في انتصارات وبطولات النادي مع دافيد سيلفا، وسيرجيو أجويرو، وعدد من اللاعبين الذين رحلوا عن السيتي، وعلى رأسهم يايا توريه، وبابلو زاباليتا.
وعقب الفوز بالهدف الصاروخي كشف كومباني عن واقعة طريفة في المباراة، وتحديداً في لحظة تسديد الكرة في مرمى شمايكل، حيث أكد أنه سمع من يقولون له لا لا تسدد، ولكنه أصر على التسديد ليسجل هدفاً تاريخياً، وعن ذلك قال مازحاً: مسيرتي الكروية الممتدة على مدار سنوات طويلة لا تسمح لي أن أستمع للاعب شاب يقول لي ماذا أفعل، لقد قررت التسديد بقوة، فكان هذا الهدف.
جوارديولا أبدى دهشته من تمني البعض في الإعلام الإنجليزي تتويج ليفربول بلقب الدوري، وقد يكون غياب الفريق الأحمر عن اللقب منذ عام 1990 هو الذي تسبب في وجود حالة من التعاطف معه، واقترابه من لقب الدوري قال المدرب الإسباني: الإعلام الإنجليزي كانت لديه الرغبة في أن يتوج ليفربول بلقب الدوري، وأنا من ناحيتي أعتذر لكل من كانت أمنيته أن يتحول اللقب إلى خزائن ليفربول، فريقي يملك مصيره في يديه، صحيح أن المباراة الختامية أمام برايتون القوي الذي يلعب بين جماهيره لن تكون سهلة، ولكن في نهاية المطاف مصيرنا بأيدينا.
6 مايو.. يوم من عمري
في حياة بيب جوارديولا الذي يبلغ 48 عاماً يوم يستحق أن يحتفل به سنوياً ربما بصورة تفوق احتفاله بعيد ميلاده، فقد منحه 6 مايو الأحداث الأكثر تأثيراً في مسيرته المهنية، وفي حياته الاجتماعية، حيث كان ميلاد ابنته في هذا التاريخ، وكذلك تلقيه عرضاً لتدريب الفريق الأول للبارسا، وفي اليوم ذاته سجل إندريس إنييستا الهدف القاتل في مرمى تشيلسي ليصعد لنهائي دوري الأبطال 2009، وهو الفوز الذي صنع جوارديولا من بعده تاريخه التدريبي الكبير.
وفي نفس اليوم، وتحديداً في 6 مايو 2019 أحرز فينسنت كومباني الهدف التاريخي لمان سيتي في مرمى ليستر سيتي، ليحافظ للفريق على فرصته الكبيرة في حسم لقب الدوري للموسم الحالي، حيث يلتقي الأحد المقبل مع برايتون في الجولة الختامية لموسم البريميرليج، وفي حال حقق الفوز فسوف يتوج رسمياً بطلاً للدوري دون النظر لفوز ليفربول على وولفرهامبتون في نفس الجولة الختامية.
