الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نهاية الوجع

نهاية الوجع
16 يناير 2020 00:08

يجب أن أعترف بأنني وقفت مذهولاً، مما رصدته على مواقع التواصل الاجتماعي، من تعبيرات عن فرحة عارمة، بما انتهى إليه اجتماع خلية الأزمة داخل برشلونة، بوضع نهاية لمشوار المدرب فالفيردي مع النادي الكاتالوني، مشوار بدأ قبل سنتين ونصف السنة من الآن.
بدا وكأن غمة كبيرة قد انزاحت من على صدور البرشلونيين، وفالفيردي يبلغ بقرار الإقالة الأول من نوعه الذي تتخذه إدارة برشلونة وسط الموسم منذ 17 سنة، دلالة على أن احترافية الأندية الكبيرة تمنع عنها الهذيانات، وتجعل قراراتها من طينة كهاته، لا تأتي إلا بعد تفكير عميق ودراسة مستفيضة للأبعاد كما للتداعيات.
بالقطع ما كان الخروج من نصف نهائي بطولة السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد في نسخته المستحدثة، والتي زادها جمالاً وبهاء تنظيمها المحكم والرائع بالسعودية، في مباراة شهدت للأمانة عرضاً جميلاً من زملاء ميسي، هو القشة التي قصمت ظهر فالفيردي، فالمؤشرات الفنية على هذه الإقالة المبرمجة توافرت بالقدر الكافي، بفعل ما سجل من هبوط حاد في الأداء الجماعي، ومن اختناق كبير في الأوردة التكتيكية، ومن ضياع متواتر لهوية برشلونة، كما أسس لها طيب الذكر بيب جوارديولا، برغم أن برشلونة طوى الشوط الأول من الليجا متصدرًا الترتيب بفارق الأهداف عن ريال مدريد، ومتأهلاً لثمن نهائي دوري الأبطال، من دون أدنى خسارة في دور المجموعات.
ولأن الأندية الكبيرة والوازنة من طينة برشلونة، تصنع في العادة قراراتها بالاعتماد على افتحاصات علمية وعلى دراسة معمقة للجدوى، بإشراف خبراء وحماة للهوية الرياضية والتكتيكية، فإن ترحيل فالفيردي عن العارضة الفنية لبرشلونة، لم يكن وحده القرار الصعب، بل إن إيجاد بديل له كان هو القرار الأصعب، بديل يجتمع فيه ما تفرق في كل الذين جاءت بهم برشلونة لعارضتها الفنية، منذ رحيل بيب جوارديولا، فما هو مطلوب من الربان الجديد أن يعيد الحياة لمنظومة تكتيكية مصابة بالسكتة القلبية.
والدليل على أن لا مكان للمزاجية و«الاعتباطية» في اتخاذ القرارات، أن برشلونة بمجرد إعلانها لقرار الانفصال عن فالفيردي، بادرت على الفور لتسمية مدرب جديد عطفاً على فكره الفني والرياضي ومنظوره التكتيكي، الذي يتطابق مع المرحلة ومع حاجة برشلونة الماسة إلى ما يغيث أسلوب اللعب، وإلى ما يجدد شريان الإبداع داخل فريق تصدر مشهد الابتكار والإبداع في أول عقدين للألفية الثالثة.
البديل ذاك فاجأنا جميعاً، فلا هو بوكيتينو ولا تشافي ولا تييري هنري ولا كومان، ولا من الذين روج لهم الإعلام الموالي للبرشا، إنه كيكي سيتيين المدرب السابق لبتيس إشبيلية، والذي يحمل في الوعاء منظوراً تكتيكياً قد يحدث انقلاباً كبيراً في منظومة أداء برشلونة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©