الإثنين 20 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التقوى.. هي الحكمة وثمرة الصوم العظمى

التقوى.. هي الحكمة وثمرة الصوم العظمى
7 مايو 2019 02:07

القاهرة (الاتحاد)

تقوى الله مفتاح سداد، وذخيرة معاد، ونجاة من كل هلكة، فما من خطوة يخطوها المؤمن إلا والتقوى شرط في قبولها عند الله، لا بد وأن تلازم كل أعمال المؤمن، وذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضِه على المؤمنين في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 183».
وفي كثير من الأحيان يأتي الأمر بالعبادة رجاء لتحقيق التقوى، والتقوى سبب لتحصيل السعادة في الدنيا والآخرة، والعبادة فعل يحصل به التقوى، لأن الاتقاء هو الاحتراز عن المضار، ولما كانت العبادة عن إيمان بالواحد الأحد، لأن الإيمان إذا تجرد من التقوى لم يعد شيئاً ذا قيمة، ولا يكون له أي أثر في حياة الإنسان، واقترنت التقوى بالإيمان والفرائض التي هي مظهر من مظاهر الإيمان.
يقول العلماء، وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم، إنها التقوى، فهي هي التي تستيقظ في القلوب، وتؤدي هذه الفريضة، طاعة لله، تحرس القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو التي تهجس في البال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، وهذا الصوم أداة من أدواتها، وطريق موصل إليها.
والصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا، يكسر شهوة البطن والفرج، فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام، لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وإن الله عز وجل إنما فرض الصوم ليكون عاملاً مهماً في تحقيق التقوى في نفس المؤمن.
ويذكر القرآن أن التقوى، هي ثمرة الصوم العظمى، فإن التزام المسلم بكل الأحكام والآداب المتعلقة بشهر رمضان، واجتهاده في التحلي بها، لا بد ستكون ثمرتُه التقوى، فالصوم يمنعه من الرفث والجهل وقول الزور، وسائر المعاصي، والصائم يجتهد في الصبر والصفح والكف عمّا وُجِّه نحوه من سب أو شتم أو اعتداء، ويُعينه على ذلك تذكّره لحقيقة أنه صائم، وفي ذلك وقايةٌ من مجاراة السفهاء والمعتدين، فالصيام مشروع لتكوين إنسان مثالي، تتمثل التقوى في شعوره وأخلاقه وسلوكه، وتتحقق ثمرة طبيعية للصيام، فحالة الصائم الذي إذا كان مخلصا فيه، فحتماً سوف تنتج منه ثمرة التقوى، بما يتناسب مع درجة صيامه وإخلاصه والتزامه.
ومن تمام التقوى أن يدع الإنسان بعض الحلال مخافة الوقوع في الحرام، فالمؤمن التقي ورع لا يحوم حول الحمى، ولا يدنو من الشبهات، ويترك ما يريبه إلى ما لا يريبه، والصيام عبادة كتبها الله على المؤمنين، لغاية مقدسة كسائر الفروض والتشريعات، وهي تربية التقوى في نفس المؤمن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©