الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الملائكة» مخلوقات نورانية يمكنها التمثل في صور بشرية

«الملائكة» مخلوقات نورانية يمكنها التمثل في صور بشرية
7 مايو 2019 02:05

أحمد محمد (القاهرة)

خلق الله الملائكة من نور، عالم كله طهر ونقاء وصفاء، أتقياء، خلقهم سبحانه على صور جميلة كريمة، متفاوتون في الخلق والمقدار، صورهم عظيمة مناسبة لأعمالهم الموكلة إليهم، ولهم مقامات متفاوتة معلومة، كرام بررة، طاهرون ذاتاً وصفة وأفعالاً، فالملائكة نوع من خلق الله تعالى مغاير لنوع الإنس والجن، خلق عظيم من خلقه، جبلهم على الطاعات، لا يحصيهم إلا الله وحده.
عَنْ السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ».
والملائكة يتفاوتون في الخلقة، فمنهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أكثر من ذلك، وأن جبريل له ست مئة جناح، جنس مستقل وقد نزع الله تعالى منهم غوائل الشر لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة، وهم باقون على أصل خلقتهم، يخلق الله كل واحد منهم بذاته، فلا يتزاوجون ولا يتناسلون، وقد أنكر الله على مشركي العرب اعتقادهم بأن الملائكة إناث، فقال تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)، «سورة الزخرف: الآية 19»، وقال: (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ)، «سورة الصافات: الآية 150».
أما من حيث زمن خلق الملائكة، فالثابت قطعاً في القرآن الكريم أنهم خُلِقوا قبل آدم عليه السلام، فقد أخبر الله تعالى أنه أعلم ملائكته بأنه سيجعل خليفة في الأرض، وهو آدم عليه السلام، ثم أمرهم بعد خلقه أن يسجدوا له كما في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، «سورة البقرة: الآية 30»، وهذه الآية وغيرها وإن دلت على تقدم خلق الملائكة على خلق آدم عليه السلام.
قال ابن كثير، الآيات في ذكر الملائكة كثيرة جداً، يصفهم تعالى بالقوة في العبادة، وفي الخلق، وحسن المنظر، وعظمة الأشكال، وقوة الشكل في الصور المتعددة، كما قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ * وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ...)، «سورة هود: الآيات 76 - 77»، الملائكة تبدو لهم في صورة شباب حسان، امتحاناً واختباراً، حتى قامت على قوم لوط الحجة، وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، ومما يدل على قوتهم قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمرُنَا جَعَلنَا عَلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرنَا عَلَيهَا حِجَارَة مِّن سِجِّيل مَّنضُود)، «سورة هود: الآية 82».
ومن صفات الملائكة أن لهم القدرة على أن يتمثلوا بصور البشر بإذن الله تعالى، وقد ذكر هذا في القرآن الكريم عن جبريل عليه السلام عندما جاء مريم في صورة بشرية، وأيضاً في حديث جبريل عندما جاء يعلم الصحابة معنى الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة، وقد تتشكل الملائكة لغير الأنبياء كما في حديث قصة الأبرص والأقرع والأعمى من بني إسرائيل الذين أراد الله أن يبتليهم.
والملائكة لا يأكلون ولا يشربون، ولما جاؤوا إبراهيم في صورة بشر قدم إليهم الطعام لم يأكلوا، ومن صفاتهم الكلام، يفهمون ويعقلون، يتكلمون ويكلمون الناس بحسب لغاتهم من غير ترجمان في الدنيا، كما يسألونهم في قبورهم أو عند البشارة والنذارة، ويسلمون على أهل الجنة ويبشرون أهل النار بالعذاب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©