الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الملائكة عباد مكرمون يفعلون ما يؤمرون

الملائكة عباد مكرمون يفعلون ما يؤمرون
6 مايو 2019 03:27

أحمد محمد (القاهرة)

الملائكة من خلق الله، عالم غيبي غير عالم الإنس والجن، متفاوتون في الخلق والمقدار، ولهم مقامات متفاوتة، أول وظيفة لهم أنهم رسل السماء من الله، وقد وكلهم بأن يكونوا سفراءه للرسل والأنبياء من البشر، وتبليغ وحيه الشرعي ورسالاته، وإلى خلقه، وإلى مَن يشاء وفيما شاء، وإلى العباد برحمة أو نقمة، وتبليغ أوامره الدينية وتدبير أوامره القدرية، وتنفيذ أمره الكوني في السموات والأرض، وما جعلهم الله موكلين فيه، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، «سورة فاطر: الآية 1»، وقال: (الله يَصْطَفِي مِنَ الملَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ الله سمِيعٌ بَصِيرٌ)، «سورة الحج: الآية 75».
كما قال تعالى: (... حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)، «سورة الأنعام: الآية 61»، وقال: (... بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)، «سورة الزخرف: الآية 80»، وقال: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ...)، «سورة النحل: الآية 2»، وقال: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)، «سورة الشورى: الآية 51». ويقول العلماء، إن الملائكة موجودات خلقهم الله وجعلهم وسائط بينه وبين العالم المشهود، ووكّلّهم بأمور العالم التكوينية والتشريعية، عباد مكرمون لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وأطلق القرآن وصف «الرسل» على الملائكة، إلى رسله وأنبيائه، ينزلون بالوحي، أرسل منهم جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت، وأخبر الله بتنزل الملائكة على غير الأنبياء، فيرسل الكرام لتبشير المؤمن بالجنة عند احتضاره. قال الطبري: الشكر الكامل للمعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له، ولا ينبغي أن تكون لغيره خالق السماوات السبع والأرض، (... جَاعِلِ الْمَلائِكَةَ رُسُلاً...) إلى من يشاء من عباده، وفيما شاء من أمره ونهيه، أصحاب أجنحة، فمنهم من له اثنان من الأجنحة، ومنهم من له ثلاثة أجنحة، ومنهم من له أربعة، يزيد ما يشاء في خلق ما شاء منه، وينقص ما شاء من خلق ما شاء، له الخلق والأمر وله القدرة والسلطان، إن الله تعالى قدير على الأشياء كلها، لا يمتنع عليه فعل شيء أراده سبحانه.
وقال السعدي: يمدح الله تعالى نفسه الكريمة المقدسة، على خلقه السماوات والأرض، وما اشتملتا عليه من المخلوقات، لأن ذلك دليل على كمال قدرته، وسعة ملكه، وعموم رحمته، وبديع حكمته، وإحاطة علمه، وأنه (جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً)، في تدبير أوامره القدرية، ووسائط بينه وبين خلقه، في تبليغ أوامره الدينية، وفي ذكره أنه جعل الملائكة رسلاً، ولم يستثن منهم أحداً، دليل على كمال طاعتهم لربهم وانقيادهم لأمره، كما قال سبحانه: (... لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، «سورة التحريم: الآية 6»، ولما كانت الملائكة مدبرات بإذن الله، ما جعلهم الله موكلين فيه، ذكر قوتهم على ذلك وسرعة سيرهم، بأن جعلهم (أُولِي أَجْنِحَةٍ) تطير بها، فتسرع بتنفيذ ما أمرت به، (مَثنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)، بحسب ما اقتضته حكمته، يزيد بعض مخلوقاته على بعض، في صفة خلقها، والقوة والحسن، وزيادة الأعضاء المعهودة، وفي حسن الأصوات، ولذة النغمات، فقدرته تأتي على ما يشاؤه، ولا يستعصي عليه شيء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©